Warning: Undefined variable $PHP_SELF in /home/clients/61e9389d6d18a99f5bbcfdf35600ad76/web/include/article.php on line 26
SSNP.INFO: بطال ميسلون الشهيد يوسف العظمة... والبطلة نازك العابد.بقلم النائب والعميد الأمين نهاد سمعان
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2022-03-31
 

بطال ميسلون الشهيد يوسف العظمة... والبطلة نازك العابد.بقلم النائب والعميد الأمين نهاد سمعان

الامين لبيب ناصيف

قرأت منذ أيام في الصفحة 462 من مذكرات الأمين بشير موصلي، الغني بالمعلومات، المقطع التالي، بعنوان:

تمثال ليوسف العظمة.

" السادس والعشرون من تموز 1951، أحتفل في دمشق بتدشين تمثال البطل يوسف العظمة برفع الستار عنه عند زاوية نادي الضباط الملاصق لمجلس النواب (الشعب). وألقى رئيس الاركان أديب الشيشكلي كلمة بالمناسبة. وقد كان للحزب السوري القومي الاجتماعي دور كبير في تسليط الأضواء على إقامة التمثال الذي احتل ولا يزال يحتل مكانة واسعة في أدبيات الحزب، خصوصاً عند سعادة، الذي ركّز كثيراً على الاشادة ببطولته، ووجه القوميين الاجتماعيين بأداء التحية للشهيد البطل كلما مروا بالسيارة أمام ضريحه في ميسلون قرب دمشق، وذلك بأن يلتفت عضو الحزب نحو الضريح ويحييه برأسه تقديراً وإجلالاً لما قام به يوسف العظمة وما هدف إليه من استشهاده بترسيخ إرادة الصراع والمقاومة التي جسدها في "معركة ميسلون" وليبقى في ذاكرة مواطنيه ينتقل الى الأجيال. ولكن الأمر الغريب في تأريخ معركة ميسلون هو غياب اسم بطلة من أبطالها هي السيدة نازك العابد (نجمة ميسلون) كما وصفها الباحث الرفيق نهاد سمعان (منفذ عام حمص الأمين والعميد وعضو مجلس الشعب لاحقاً).

ويضيف الأمين بشير انها مثال التضحية والشجاعة والحكمة، كما كانت في الوقت نفسه كمعنى اسمها في العربية السيدة الرقيقة اللطيفة (نازك) (نهاد سمعان – جريدة النهضة الدمشقية،28102010).

*

بتاريخ 22/06/2010 وكنت اتولى مسؤولية عميد شؤون عبر الحدود، عممت ما كان نشره الأمين نهاد سمعان في جريدة حمص عن "بطلة ورائدة ونجمة ميسلون وسوريا كلها" المناضلة نازك العابد .

ل. ن.

*

نازك العابد بلباسها العسكري عام 1920

*

ولدت نازك العابد في دمشق عام 1887 من أسرة دمشقية عريقة، والدها مصطفى باشا العابد من أعيان دمشق، كان متصرف الكرك ثم والياً على الموصل في أواخر العهد العثماني.. والدتها فريدة الجلاد وعاشت في كنفهما حياة رغيدة مريحة، أتقنت السيدة نازك الفرنسية والألمانية والإنكليزية بالإضافة إلى العربية، فأغنت بثقافتها الواسعة مجلتي العروس والحارس بمقالات تدعو فيها إلى تحرر المرأة ورفع مستواها وثقافتها، إلا أنها عندما أسست جمعية نور الفيحاء أصدرت مجلة بنفس الاسم عام 1920 تعنَى بشؤون المرأة وتحررها.. ثم أسست النادي النسائي الشامي الذي ضم نخبة سيدات دمشق..

منحت السيدة نازك رتبة نقيب في جيش المملكة السورية في زمن الملك فيصل فكانت من ضمن الفرقة التي ذهبت إلى وقفة العز في ميسلون بقيادة وزير الدفاع يوسف العظمة، ويقال إنه توفي عندما كانت تحاول إنقاذه..

عادت البطلة نازك حية من ميسلون لكنَّ الفرنسيين أصدروا قراراً بنفيها إلى إسطنبول مدة عامين ولما عادت عام 1922 إلى دمشق لم تسطع أن تبقى متفرجة مكتوفة اليدين أمام الاحتلال فمارست حقها الشرعي بالمقاومة، لكن الفرنسيين كانوا يرصدون نشاطها وتحركاتها مدركين مدى خطورة هذه المرأة على أهدافهم ونواياهم.. فأعادوا نفيها لكن هذه المرة إلى الأردن.. لكنهم وبعد فترة سمحوا لها بالعودة إلى الديار بعد أن تعهدت لهم باعتزال العمل السياسي.. واختارت الغوطة مقراً لها مبتعدةً بذلك عن الأنظار والأضواء.. وفي العام 1925 وعندما اندلعت الثورة في سوريا كانت السيدة نازك مُعينة للثوار في الغوطة ومرشدة لهم بصمت وهدوء وخفية.

وفي عام 1929 تقدم للزواج منها الوجيه اللبناني البيروتي محمد جميل بيهم الذي مثل بيروت في المؤتمر السوري الأول الذي انعقد في دمشق عام 1920 حين أعلنت المملكة السورية ونصب الملك فيصل ملكاً عليها.. فقبلت السيدة نازك وانتقلت للإقامة معه في بيروت.

انتقال الوردة الدمشقية إلى بيروت لم يخفف من عزيمتها بل ازدادت نشاطاً في العمل من أجل النفع العام فأسست جمعيات ومنظمات اجتماعية عدة منها: جمعية المرأة العاملة، وميتم لتربية بنات شهداء لبنان وفي عام 1957. وعندما أصبحت في السبعين من عمرها أسست لجنة للأمهات تعمل على رفع مستوى الأم اللبنانية في مجالات الحياة كافة.

توفيت السيدة نازك في بيروت عام 1959 عن اثنين وسبعين عاماً قضتها في الجهاد والعمل النافع والدفاع عن قضايا وطنها فكانت رائدة في البطولة والتضحية والشجاعة والحكمة كما كانت في الوقت نفسه كمعنى اسمها في العربية السيدة الرقيقة اللطيفة (نازك) ".

هوامش:

(1) جريدة حمص كانت تعنى بالمهاجرين من أبناء حمص، وكان لها مراسلوها في كل من البرازيل والأرجنتين والشيلي حيث يقيم عدد كبير من أبناء مدينة حمص. أذكر ان الشاعر الصديق نبيه سلامة كان مراسلها في سان باولو، المواطن الصديق رامز شقرا في بيونس ايرس، والرفيق لويس كباش في التشيلي.




 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه