شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2022-05-12 |
الرفيق قاسم حاطوم اعداد الامين احمد اصفهاني |
كنا في نبذات سابقة اوردنا عن الرفيق قاسم حاطوم الذي كان شغل مسؤولية وكيل عميد داخلية في الثلاثينات، وكان الأمين ايلي معلوف قد حدّثنا عن معرفته بالرفيق قاسم حاطوم وانه سيزوّدنا بمعلومات عنه. إلا ان الانتكاسة الصحية التي تعرّض لها الأمين جعلته يرجئ ذلك، الى ان خسرناه . عن الرفيق قاسم حاطوم هذه الكلمة التي ودرتنا من الأمين احمد اصفهاني. ل. ن. * حدثني عادل حاطوم عن والده بتاريخ ٩ آذار ٢٠٢٢، التالي: شغل قاسم حاطوم منصب مدرب ممتاز في وزارة الاشغال مديرية المباني. اتاح له منصبه التعرف الى شخصيات مهمة ومؤثرة كالمهندس ابراهيم عبد العال مصمم ومنفذ مشروع سد الليطاني. كان قاسم مثالاً يحتذى على مستوى الصدق والامانة والالتزام الوظيفي ما لفت انظار القوميين الاجتماعيين الذين وجدوا فيه خامةً نادرة للعمل النهضوي. كما وجد هو فيهم تعبيراً صادقاً ونقياً عن وجدان الامة السورية. ارتقى قاسم حاطوم سريعًا وبخطى ثابتة في العمل الحزبي حتى اصبح محط اهتمام وثقة الزعيم انطون سعادة شخصياً فكان يصحبه ويأنس لحضوره في كثير من اللقاءات السياسية والاجتماعية. اعتُقِلَ قاسم حاطوم بُعيد عودة الزعيم بقليل اثر اصدار الدولة اللبنانية مرسوماً بحظر عمل الحزبي القومي ثم ما لبث ان اُفرج عنه ليتابع نشاطه الحزبي لا سيما في منطقته برج البراجنة التي زودته بحفنةٍ غير قليلة من رجالها الاشداء امثال الحاج عادل علامة واخيه الشهيد عبد الحفيظ علامة. ويذكر الاستاذ عادل حاطوم بأن ابيه حضر كل اللقاءات التي جرت (وهي اربع الى خمس اجتماعات تمت على مدى اسابيع في بيت الزعيم قرب الجامعة الاميركية) بين الزعيم انطون سعادة وكمال جنبلاط. كان الزعيم اثناءها يجيب على تساؤلات كمال جنبلاط عن رؤية الزعيم في كيفية وامكانية نشر العقيدة القومية الاجتماعية وفلسفتها على كافة الكيانات السورية. وما لبثت تساؤلات كمال جنبلاط ان تحولت الى استفهامات واستيضاحات عن هيكلية البنية الحزبية للحزب القومي كما وعن كيفية سير العملية النهضوية والاذاعية والسياسية ومخرجاتها التنفيذية. لم يدم آخر اجتماع وقتاً طويلاً حيث انسحب كمال جنبلاط مبرراً خروجه المبكر بأسباب شخصية قاهرة. علّق الزعيم على الخروج المبكر لكمال بقوله: اسمعني جيدًا يا قاسم وسجل عندك، ستسمع قريباً وخلال ايام بأن كمال اسس حزبًا جديداً. وكان الزعيم يشير بذلك الى معرفته المسبقة بنوايا البيك. استكان قاسم حاطوم عن العمل الحزبي اثر الانقسام الذي طرأ على الحزب عام ١٩٥٥ اثر الاحداث المأساوية الناتجة عن مؤامرة اغتيال عدنان المالكي في دمشق وما رافقها وتبعها من ويلات المت بالقوميين الاجتماعيين على مساحة الوطن السوري بأكملها. الا ان روح الحزب وعقيدته بقيت راسخة في وجدانه وعقله والتي نقلها الى اولاده ولا سيما ابنه علي حاطوم الذي كان فاعلاً في الحزب حتى يوم استشهاده في ليلةٍ ماطرة عاصفة بإطلاق النار عليه من حاجزٍ مسلح اثناء الحرب الاهلية بسبب عدم امتثاله للوقوف عند الحاجز والمطر سُكاب. لم يغب القوميون الاجتماعيون في برج البراجنة يوماً عن ساحة الصراع من اجل تحقيق وحدة الامة السورية واسترجاع حضورها في العالم. فكان حضورهم وازناً في احداث ١٩٥٨ حيث انتشروا في كل المنطقة من غير ان يؤذوا او يذلوا احداً من مواطنيهم وذلك بحكمة ورجاحة عقل عرابهم آنذاك الحاج عادل علامة وتحت عيون قاسم حاطوم الذي كان منهمكاً بتسيير امور الحياة والعائلة. لم تفارق روح الحزب بوماً عقل وروح ووجدان قاسم حاطوم فحدث مرةً انه استفاق باكراً وقال لابنه عادل تعال خدني الى بيت جبران جريج لاني اريد بما لي من ثقل واحترام عنده وبما لي من شرف معرفة الزعيم ونيل ثقته ان انهي الانقسامات داخل الحزب. وفي مرةٍ اخرى طلب من ابنه عادل اخذه الى عصام المحايري علّه يضع حداً لمهزلة التشتت التي يعاني منها الحزب.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |