شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2022-05-30 |
المقاوم الصلب الرفيق فارس زويهد |
كنت عرفت الرفيق فارس زويهد في بيروت، في الفترة التي أعقبت الثورة الانقلابية، ثم عرفته في الضاحية الشرقية، في حضوره البطولي المميز في حاصبيا ابان الاحتلال اليهودي، ففي بلدة جديتا اذ انتقل إليها وقد أصابه المرض وبات اسير بيته. كثيراً ما كنت اتفقده اذ أتوجه الى مركز الحزب في شتورة، والتقي الرفيق البطل. وبقيت اتفقد الرفيق فارس واطمئن عنه الى ان وافته المنية فجرى له مأتم حاشد من مقره في جديتا الى بلدة مرج الزهور حيث ودعه رفقاؤه على البوابة التي يحرسها المتعاملون من يهود الداخل وفي حاصبيا شارك مشايخ المنطقة وشباب العرقوب وشيبه في وداع المناضل الذي عرف الحزب منذ نعومة اظفاره وبقي مناضلاً حتى الرمق الأخير. اني شخصياً وقد تعرفت جيداً الى سيرة الرفيق فارس زويهد منذ اول لقاء معه في مقهاه في بناية اللعازارية، وسط بيروت، واعرف كم كان مجلياً في حضوره الجريئ في حاصبيا، ومثله الرفيق الشاعر علم الدين شروف(1) أعيد نشر ما عممناه عنه في وقت سابق، ادعو كل من عرفه الى ان يكتب الى لجنة تاريخ الحزب، مزيداً عن الرفيق فارس، وان يزوّدنا بصور حزبية يظهر فيها الرفيق الراحل، فنعيدها بعد حفظها على جهاز السكانر. * الحديث عن المقاومة البطلة في الجنوب وعن التصدي وصمود أهلنا في مختلف مناطقه على مدى سنوات الاحتلال لا يكتمل إن لم نتحدث عن عدد من رموز الحزب الذين، وإن لم يقوموا بعمليات ضد الاحتلال، إنما ساهموا في تعزيز صمود شعبنا وكانوا قدوة في النضال. من هؤلاء الرفقاء، نذكر باعتزاز رفيقاً تميّز بحضوره وبشجاعته، هو الرفيق فارس محمود زويهد . * الرفقاء في الضاحية الشرقية، في بيروت، في جديتا وشتورا، في بر الياس، في كل منفذية زحلة وفي الكثير الكثير من مناطق الحزب، يعرفون ذلك الرفيق الوسيم الممتلئ حيوية، الدافق نشاطاً، المؤمن بحزبه وبأمته، الصلب، المحب، الصادق، أما الرفقاء في بلدته حاصبيا كما أهلنا فيها فهم عرفوا فيه أيضاً المرجع لدى المواطنين يصلح فيما بينهم ويحل مشاكلهم، كما المسؤول القدوة الذي يعطي رفقاءه الثقة ويعزز فيهم صمودهم. هذا الحضور الذي أوجده الرفيق فارس بفضل النهضة القومية الاجتماعية التي آمن بها وجسد فضائلها لم يخب في فترة الاحتلال الإسرائيلي لحاصبيا بل كان الرفيق فارس أثناء الاحتلال، ثم بعدما غادر بلدته، رمزاً للصمود وقدوة نضالية مشعة، إلى جانب رفقاء آخرين تميزوا صلابة ونضالاً. فإثر الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 أبى الرفيق فارس، وهو المنفذ العام، أن يغادر بلدته حاصبيا بل آثر البقاء مع بقية رفقائه وأهله وأبناء بلدته ولم يكترث للاحتلال ولعملائه معرضاً نفسه للاعتقال أكثر من مرة، وللتعذيب، ولم يكن يفرج عنه إلا بعد تدخل الفعاليات الروحية وأهالي البلدة نظراً لما كان يكنّه له الجميع من احترام، ومن تقدير للدور البارز الذي لعبه على صعيد حاصبيا ومحيطها . بعد خروجه من معتقل أنصار حيث مورس عليه شتى أنواع التعذيب، وضعته سلطات العدو وعملاؤه تحت المراقبة وراحت تضيق عليه مما حال دون ممارسته لأي نشاط حزبي وسياسي، لذا اختار مغادرة المنطقة سراً ، دون أن يودع أحداً من أقاربه أو من أهله، ليتابع حيثما استقر، نضاله القومي الاجتماعي وليبقى على تواصل مستمر مع رفقائه وأبناء بلدته . في تلك الفترة قام الرفيق فارس بزيارة إلى فنزويلا لتفقد رفقائه وأقربائه، فاستفاد من تلك الزيارة ليؤمن تبرعات إلى الحزب بلغت حينذاك خمسين ألف بوليفر. وفي كانون الثاني 1991 أصيب الرفيق فارس بجلطة في الرأس نقل على أثرها إلى مستشفى الجامعة الأميركية، حيث تبين لاحقاً أنه أصيب بشلل جزئي، منذ ذلك الحين راح الرفيق فارس يخضع لعلاج فيزيائي، كما أجريت له عمليتان جراحيتان في المانيا وفي تشيكوسلوفاكيا، إلا أن كل هذا لم يعد إلى جسده ما كان عليه سابقاً من نشاط وحيوية. وبالرغم مما حلّ به، استمر الرفيق فارس ذلك القومي الاجتماعي الصلب في إيمانه، المشع بالثقة والعنفوان، والقائم بواجباته الحزبية، حتى آخر لحظة في حياته التي توقفت عصر السابع من آب عام 1995 . وحتى يومنا هذا ما زال الرفيق فارس زويهد مقيماً في ذاكرة رفقائه وأبناء بلدته، مثل صديقه ورفيقه الرفيق علم الدين شروف، اللذين كانا عنوانين بارزين من عناوين التصدي للاحتلال الإسرائيلي في حاصبيا وللوفاء للقسم. * اشارات • غادر الرفيق فارس بلدته حاصبيا وهو فتى لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره سعياً وراء لقمة العيش، مكتفياً بما حصل عليه من دروس المرحلة الابتدائية . عمل أولاً في مطعم "Le Source" في سن الفيل لمدة خمس سنوات، وهناك كان يستمع إلى حوارات عقائدية يجريها رفقاء مع مواطنين، وكان الحزب في مرحلة العمل السري بعد الثورة الانقلابية، فراح يتأثر بما يسمع ويشاهد . انتقل للعمل في شركة "فيات" حيث أمضى فيها ثلاث سنوات، ثم عمل في مطعم "Tiro" في انطلياس لصاحبيه الرفيقين سيمون ورشيد طعمة اللذين ساهما في جعله أكثر إنشداداً إلى القوميين الاجتماعيين، وإلى أفكارهم: عام 1976 عاد الرفيق فارس إلى بلدته حاصبيا وأسس مطعماً في سوقها . fعد أن اضطر إلى مغادرة بلدته بسبب الاجتياح الإسرائيلي وتعرضه اكثر من مرة للاعتقال، انتقل إلى عالية أولاً ثم إلى جديتا حيث استقر فيها وعمل في تجارة بيع السيارات المستوردة. • لم يكن منفذ عام حاصبيا الرفيق فارس زويهد رغم إقامته في عالية بعيداً عن التحضير والإشراف على العملية البطولية التي قام بها الرفيقان سمير خفاجة وفيصل الحلبي عندما أطلقا صواريخ كاتيوشا من مثلث "سوق الخان" على منطقة الجليل المحتل مسقطين بذلك مقولة سلامة الجليل التي رفعتها "إسرائيل" عنواناً لاجتياحها لبنان عام 1982 . وكما اعتقل الرفيقان خفاجة والحلبي فقد طوقت قوة إسرائيلية المنزل الذي كان يقطنه الرفيق زويهد في عالية واقتادته أولاً إلى مركز المخابرات الإسرائيلية في رويسات عالية، حيث أمضى عشرة أيام، ثم تمّ نقله إلى معتقل أنصار مع الرفيقين خفاجة والحلبي، إلى أن أفرج عنه بعد عشرين يوماً بمسعى واهتمام مباشرين من الأمير مجيد أرسلان . • في احتفال الأول من آذار عام 1969 في منطقة المكلّس وبحضور رئيس الحزب الأمين الدكتور عبدالله سعاده جرى مزاد علني على لوحة للزعيم، وكان بين المدعوين رجال أعمال مقتدرون مالياً. وبعد مضي وقت على افتتاح المزاد العلني، تبين للرفيق فارس أن المزاد سيرسي على أحد رجال الأعمال (صاحب فندق معروف في بيروت)، فما كان منه إلا أن تناول سكيناً من أمامه وجرح ساعده الأيسر وقال "بليتر دم" فصفّق له الحضور وكانت اللوحة من نصيبه . * بطاقة هوية - الوالد: محمود ريدان زويهد . - الوالدة: سليمة حمرا . - ولد في حاصبيا في 11/12/1946 . - اقترن من السيدة أمال كمال الدين من صريفا – قضاء صور ورزق منها ابنتين : سوريانا وكفاح وثلاث بنين: سعادة، رائد وثائر . - انتمى إلى الحزب عام 1965 على يد الرفيق جوزيف رزق الله . - تولى مسؤوليات حزبية عديدة في سن الفيل، ثم في حاصبيا، منها مسؤولية منفذ عام، كما تولى في المركز مسؤولية مدير مكتب الرئاسة . - نشط على صعيد المجلس السياسي للأحزاب والقوى الوطنية في حاصبيا وشكل حضوراً مميزاً لدى الجميع على السواء كذلك على صعيد اللجنة الأمنية مع القوات النروجية العاملة في ظل قوات الطوارئ الدولية . - منح وسام الواجب في 27/11/1990 (القرار رقم 1/59) وقد وجه إليه رئيس الحزب آنذاك الأمين عصام المحايري رسالة بتاريخ أول آذار 1991 جاء فيها: " لقد توقف مجلس العمد أمام تاريخكم الحزبي الطويل المتميز بالعطاء والإيمان والعمل الدؤوب بحيث شكلتم نموذجاً للسوري القومي الاجتماعي المناضل والملتزم". هوامش: (1) علم الدين شروف: شاعر ومناضل عنيد، مارس سلوكيته الحزبية قدوة والتزاماً صادقاً ومواقف عز في مواجهة يهود الخارج والداخل اثناء فترة الاجتياح الإسرائيلي. كتبت عنه، وسأكتب اكثر، فهو يستحق وقد عرفته جيداً وكانت لي معه أواصر متينة في التعاطي القومي الاجتماعي. لمن يرغب الاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |