وطى المصيطبة في الحزب السوري القومي الاجتماعي مهداة الى الأمين الراحل الدكتور ايلي ميشال معلوف

الامين لبيب ناصيف

الى روح الأمين ايلي نهدي هذه النبذة التي لا تغطي كل العمل الحزبي في منطقة وطى المصيطبة، انها بعض من كثير، آمل ان أتمكن، ورفقاء الى اغنائها بما يمكن ان يتيّسر لدينا من معلومات، من ارشيفنا الحزبي، او بفضل مرويات ومعلومات الرفقاء.

*

عرفته في مقتبل شبابه يصعد السلم الى منزلنا في الطابق الثاني متوجهاً للقاء شقيقي جورج(1). لم اكن اعرفه شخصيا فهو من منطقة وطى المصيطبة، ولم يسبق ان التقينا .

كنت ارجح ان الطالب ايلي يقصد شقيقي جورج الناشط والمسؤول في حينه في منظمة العمل الشيوعي. مضت سنوات رحت أرى الطالب ايلي ينشط مع رفقائنا في وطى المصيطبة مع بدء الحرب اللبنانية حيث كان معظم رفقاء هذه المنطقة قد انتظموا بالفريق الحزبي الأخر واستفادوا من مدرسة نوتردام(2) لإقامة موقع عسكري كان له حضوره القومي في سنوات الحرب اللبنانية، ومن ابرز الرفقاء: ايلي معلوف (شقيق الأمين بيار، المتمتع الى جرأة لافتة، بجسم قوي جعلاه يفرض حضوره في تلك الأيام الصعبة. وراح الأمين ايلي يصعد في المسؤوليات، بدءاً من منفذية الطلبة الجامعيين، فإلى عمدات شتى، منها التربية وعبر الحدود، مسجلاً نجاحاً تلو نجاح، الى ان تمّ اختياره مفوضاً للحكومة لدى مصرف لبنان فكان ارفع مسؤولية يتولاها الى ان أصيب بالمرض العضال.

قبل ذلك عمل الأمين ايلي في الصحافة، منها جريدة "النهار". اكتفي بهذا الموجز آملاً ممن عرف الأمين ايلي في الكثير من مسؤولياته، ومن بينهم الأمين عبدالله حيدر، ان يضيف بما يغني تلك النبذة عنه.

*

من المرّجح ان يكون الرفيق اديب زهيري من اوائل رفقائنا في "وطى المصيطبة" وأول مدير لمديرية الحزب فيها.

هذا ما يورده الامين جبران جريج، ويؤكده الرفيق رامز سري الدين(3).

وتباعاً شهدت "وطى المصيطبة" حضوراً حزبياً جيداً، وقدمت مناضلين شاركوا في حوادث العام 1958 وفي الثورة الانقلابية، وشهداء سقطوا في معارك الحزب او قضوا على ايدي زبانية المكتب الثاني اثر الثورة الانقلابية.

نحن هنا لا نكتب تاريخ الحضور الحزبي في "وطى المصيطبة"، انما اضاءات تساعد اي مهتم بتاريخ العمل الحزبي في تلك المنطقة من بيروت.

لعل اشهر رفقائنا في "وطى المصيطبة" هم الاخوة "جمال"(4)، الذين عُرفوا بنضالهم الحزبي، كما بكونهم مالكي غاليري "مفروشات جمال اخوان"، المعروفة جداً، الكائنة على كورنيش المزرعة.

يليهم، بالشهرة، الرفيقان عادل نويهض ورامز سري الدين اللذان عرفتهما جيداً وهما من بين انقى الرفقاء وثباتا على ايمانهما والتزامهما.

*

رفقاء نشطوا في منطقة وطى المصيطبة:

الامين انيس جمال: اقترن من الامينة سهام بشير. شارك في الثورة الانقلابية وأسر لمدة اربع سنوات. انتخب اكثر من مرة عضواً في "لجنة منح رتبة الامانة"، وتولى مسؤولية عميد الاقتصاد، واكثر من مرة مسؤولية مدير مديرية "وطى المصيطبة".

رامز سري الدين: من بلدة "عترين" (الشوف). استقرّ في "شارع بيضا – المصيطبة"، مؤسساً محل سمانة، (ميني ماركت) مع شقيقه المواطن يوسف. ملتحقاً بمديرية المصيطبة الثانية، ثم نقل إقامته الى منطقة "وطى المصيطبة" وما زال مستقراً فيها. شارك في الثورة الانقلابية، انما لم يعتقل. نشط في ستينات القرن الماضي متولياً مسؤولية منفذ عام الشوف. استمر على ايمانه والتزامه رغم كل الظروف مشكلاً قدوة لرفقائه.

سالم نعيم: عرفته ناشطاً، متولياً مسؤولية مدير، الى مسؤوليات حزبية محلية عديدة، بانياً اسرة قومية اجتماعية. توظف في بنك مجدلاني، وكان دائماً رفيقاً متفانياً، وملتزماً.

الرفيق عادل فايز نويهض: صحيح انه من الرفقاء الذين انتظموا مع ما سمي في العام 1957 بـ "الانتفاضة" وتولى فيها مسؤوليات، انما الصحيح ايضاً انه كان قومياً اجتماعياً حقيقياً بوعيه العقائدي والتزامه المناقبي.

كان يملك محلاً للمفروشات (غاليري اوركيدا) في كورنيش المزرعة، على بعد مئتي متر تقريباً من غاليري جمال وعلى مقربة من مكتب منظمة التحرير الفلسطينية.

كثيراً ما ترددتُ اليه، تماماً كما كان يتردد الى منزلنا، بِكرُه وليد الذي انتمى في الستينات وعرفته في وقت واحد مع الرفيق المميز ناجي حسان. أذكر انهما كانا في الصف الثانوي، قارئان جيدان، متحمسان للحزب، مناقبيان ومثقفان عقائديان.

لم يستمر الرفيق وليد في الحزب بعد صدور العفو، بسنوات قليلة، ونشره دراسات سياسية وفكرية في جريدة "البناء" التي كانت تصدر اسبوعية في اولى سنوات السبعينات، فقد تأثر الرفيق وليد بالموجة الماركسية فابتعد دون خصومة، فيما استمر الرفيق ناجي حسان مشّعاً بأخلاق النهضة الى أن وافته المنية في 15/09/2016.

لم يردني ان الرفيق السابق وليد اساء للحزب. لقد اخذ بفكر آخر وابتعد، محتفظاً بعلاقات جيدة وباحترام لاعضائه.

بعض من سيرة الرفيق عادل نويهض

- ولد الرفيق عادل نويهض في بلدة رأس المتن عام 1926

- اقترن من السيدة غنوى حسين نويهض ورزق منها:

• وليد – الكاتب والاعلامي المعروف

• سعادة

• صراع

• الدكتور ايمان – عميد كلية البيئة في الجامعة الأميركية

• ندى

- درس الرفيق عادل في عاليه. لم يتابع دراسته الجامعية انما انصرف الى العمل الحزبي ، ولتأسيس عمل ناجح في تجارة المفروشات

- غادر الى مدينة "بورتو لاكروز" في فنزويلا حيث أمضى فيها فترة طويلة.

- منذ انتمائه الى الحزب عام 1942 لم ينقطع عن العمل الحزبي، في المهجر الفنزويلي كما في الوطن.

أورد منفذ عام المتن الأعلى الرفيق (الامين لاحقاً) نبيل ابو نكد بتاريخ 10/12/1999 المطالعة التالية على اضبارة الرفيق عادل التي، على اثرها مُنح وسام الواجب: " من الرفقاء المناضلين منذ انتمائه للحزب، ذو أخلاق عالية، وجيه في عائلته، مجاهر بالعقيدة، كريم اليد".

علاقة المحبة والثقة التي كانت تشدني طيلة سنوات معرفتي بالرفيق، العقائدي والمناقبي عادل نويهض استمرت مع كل ابنائه. فهم نجحوا في الحياة وتميزوا بأخلاقهم وسوية تعاطيهم ورفعة مناقبهم.

ونحن اذ نحكي عن الحزب في كل من رأس المتن، فنزويلا و وطى المصيطبة، سيكون للرفيق عادل نويهض حضوره الآسر في كل منها.

بديع جمال: كان غادر الى فنزويلا، ولما عاد انتظم في ما يسمى تنظيم "الانتفاضة" متولياً مسؤولية عمدة المالية. رفيق مناقبي ومجسداً فضائل الالتزام القومي الاجتماعي في كل تعاطيه. من اصهرته الرفيق الواعي المناقبي نزيه نويهض.

محمد كمال الدين: من بلدة "بتلون" الشوف. تولى اكثر من مرة مسؤولية مدرب المديرية.

خليل شمس الدين: من بلدة "بعقلين". قضى غرقاً في بركة ماء في بلدته فيما كان اسرع لانقاذ طفلة وقعت في الماء، فغرق معها. عرفته رفيقاً جيداً، متفانياً، صادقاً.

يوسف عبد الصمد: لا معلومات لدينا عنه

شامل عبد الصمد: لا لدينا معلومات عنه

نديم عبد الصمد: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

ملكي جتي: عرفته منتظماً في مراحل عديدة في مديرية المصيطبة الثانية. شارك في الثورة الانقلابية وسجن لمدة اربع سنوات. كان منزله يقع في مواجهة منزل الأمين د. ايلي معلوف .

رامز شديد: لا معلومات لدينا عنه

عادل الخطيب ابو فخر: من شهداء الحزب. كان عريفاً في الجيش الشامي. انتقل الى لبنان بعد حادثة المالكي.

مسلط ابو فخر: كان يتولى مسؤولية مدرب مديرية وطى المصيطبة. كان رياضياً، قوي البنية، من ابطال الحزب. كان رقيب اول في الجيش الشامي.

غانم وهبه: من بلدة "بطمة". اقرأ الكلمة عنه على الموقع المذكور آنفاً .

سلامة ذبيان: من مزرعة – الشوف" شارك في الثورة الانقلابية.

انيس زهيري: غادر الى فنزويلا، ولا معلومات عنه.

الشاعر نصر المهتار(5)، الرفيق الاعلامي وديع الحلو، الرفيق الاعلامي اياد موصلي(6)، الرفيق المهندس جوزف كريم فرحات(7).

وفي وطى المصيطبة قطن الرفيق المؤمن جوزف معلوف شقيق الأمين ايلي، الذي خسرناه باكراً، وفيها استقر ايضاً محمد الباشا الذي انتمى في الثلاثينات ثم طرد على يد سعاده، تولى مهام مدير مديرية اليانصيب الوطني واصدر اكثر من مؤلف. انظر النبذة عنه في مكان آخر.

*

ومن الرفيق فادي بشناتي هذه المعلومات عن تاريخ العمل الحزبي في "وطى المصيطبة":

اول مدير لمديرية وطى المصيطبة كان الرفيق نصر المهتار، وقد روى لي الكثير عن مراحل نمو الحزب وفترة العمل السري، والحياة داخل السجن، كنت ازوره في منزله في الشويفات احمل اليه نشرات الحزب والمجلة، حيث كان يطلب مني قراءة تفاصيلها ومقالاتها. يعتبر نفسه الاخ التي لم تلده امه للوالد، وهو من طلب من عمي ان يتنحى عن واجباته لاتمام عملية اخراج جثة الوالد من المستشفى، وتحضيرات الدفن بما فيها النعي الحزبي وكلمة التأبين التي استمع اليها العشرات من موظفي "الميدل ايست" ومنظمة التحرير كون التشييع تم من منزل عمتي القريب من مدافن الشهداء، كذلك بعض من سكان الحدث من جيران واصدقاء الرفيق نصر المهتار في اواخر ايامه في الشويفات اتسوق له احتياجاته من عند الرفيق رامز سري الدين والنشرات من مجلة الحزب وخلافها. واساعده في ترتيب مكتبته ودعوات النعي التي حضرّها مسبقاً في حال وفاته فامزق منها دعوات باسماء من سبقوه بالوفاة، كان حريصاً على مجموعة كتب للزعيم تحمل توقيع اهداء من الامينة الاولى.

في اوقات الفراغ نلبس ثياب العمل اي البنطلون العربي (الشروال ونتسلق الارض التي يملكها للاهتمام بالزرع والري وقطف بعض المنتجات الزراعية.

حين يستضيفني بالنوم عنده اتسوق من ساحة الشويفات بعض احتياجات البيت في الصباح فيوصيني في حال اعترضني احد كوني غريب عن المنطقة بان اعرّف عن نفسي بانني ابن اخ الشيخ نصر (ابو عفيف) وكان على علاقة جيدة بالرفيق رامز سري الدين.

قد يكون لديه معلومات اهم عن الرفيق نصر ومديرية وطى المصيطبة وعن الرفيق نديم عبد الصمد.

استلم مسؤولية الحرس في المجلس العسكري للحركة الوطنية قبل معركة المرابطون واستشهاد بشير وكمال وناهية حين كان المجلس على كورنيش المزرعة مقابل مسجد عبد الناصر، وعن تلك المرحلة كان برفقته مواطنين ورفقاء، منهم: مواطن من الضاحية الجنوبية علي مشورب شقيق الشهيد ابراهيم مشورب، كما نذكر من الرفقاء الذين تحملوا مسؤولية مدير مديرية الوطى الرفيق عارف اباظه من الشوف وكان يعمل في محلات المطابخ الحديثة على كورنيش المزرعة توفى في حادثة مؤسفة .

*

نعي العائلة للامين ايلي معلوف

هوامش:

(1) جورج ناصيف: كان صحافياً معروفاً واعلامياً محتلا حضور لافت. كان سينتسب الى الحزب في بدء دراسته الجامعية في كلية الاداب في الجامعة اللبنانية، التي كانت شهدت حضوراً حزبياً جيداً بفضل الرفقاء والرفيقات سعد نصر، شوكت حكيم، حاتم بركات، نجوى نصر، ايلان مجدلاني وغيرهم، الا انه تأثر بمنظمة العمل الشيوعي فالتحق بها وبات من أركانها، مسؤولاً عن الاعلام. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info

(2) مدرسة النوتردام: تولت ادارتها المربية سميرة جبيلي يعاونها شقيقها الرفيق (المربي والإعلامي) أنطون جبيلي.

(3) الاخوة جمال: هم الأمين انيس، والرفقاء عادل، بديع، وعفيف.

عادل: كان منتظماً في مديرية المصيطبة الثانية، متولياً في أوقات عديدة مسؤولية محصل. كان

يمتهن تصليح آلات الطباعة (الدكتيلو). عُرف بأخلاقه الجيدة، بإخلاصه الحزبي. لم يكن

شريكاً لاشقائه الآخرين في محلات المفروشات وفي ملكية البناية، إذ لم يكن غادر مثلهم الى

فنزويلا.

عفيف أصغر الاخوة. غادر الى منطقة "اناكو" في فنزويلا. واذ عاد نهائياً انضم الى اشقائه في

الغاليري المعروفة "مفروشات جمال اخوان" ومتابعاً نشاطه الحزبي.

(4) رامز سري الدين: بفضل صلابة كل من منفذ عام بيروت الأمين جبران جريج وناظر التدريب الرفيق الشهيد طانيوس عبيد، أمكن للرفيق رامز ان ينجو من الاعتقال.

(5) نصر المهتار: شاعر شعبي معروف شقيق الأمين الشاعر عجاج المهتار.

(6) اياد موصلي: الاعلامي والكاتب، في كتابه "انطون سعاده ماذا فعلت؟ " الكثير من المعلومات التي تفيد تاريخ الحزب في الشام وفي لبنان.

(7) جوزف فرحات: من كفرشيما. مهندس ناجح ورفيق يتمتع بكثير من الوعي ومن الثقافة القومية الاجتماعية. استقر في اوائل الاحداث اللبنانية في "وطى المصيطبة" وتولى مسؤولية مدير المديرية. وهو غير الرفيق جوزف الياس فرحات الذي انتقل الى المتن الشمالي ووافته المنية بمرض الكورونا.

حسبنا أننا نحفظ في ذاكرة الحزب، ما يتوفر لدينا من معلومات عن أمناء ورفقاء تميزوا بنضالهم وحضورهم الحزبي الجيد، فلا يرحل الرفيق من ذاكرة حزبه، بعد رحيله الجسدي.

في: 25/11/2022 لجنة تاريخ الحزب