شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2023-02-03 |
الرفيق الدكتور كمال الياس، مناضلاً ومن أوائل رفقاء الحزب في المحيدثة الأمين د. جهاد العقل |
عن صفحة الأمين الدكتور جهاد العقل تاريخ 6 تشرين الأول 2022: " البقاء للأمة والخلود لــ سعاده يودّع القوميون الإجتماعيون وأهالي بكفيا، غدا الجمعة، الرفيق الدكتور الياس كمال . الرفيق الدكتور الياس من عائلة عريقة في المحيدثة، كان من بينها الرفيقان المرحومان المطران بشارة، والمهندس في مجال الطاقة هادي. الرفيق د الياس عمره من عمر تأسيس الحزب فهو من مواليد 27-11-1933 تخرّج طبيباً من فرنسا في مطلع الستينات من القرن الماضي طبيب صحة عامة وجرّاح، ومن أمهر أطباء العظم والتجبير . فتح عيادته في بلدته المحيدثة – بكفيا، قرب كنيسة مار جرجس. انتمى الى الحزب في مطلع ستينات القرن الماضي . وتتصّدر عيادته، حتى الآن، صورة سعاده والعرزال ودار الزعامة. مكتبته غنية بالكتب خصوصاً مجموعة سعاده والكتب الحزبية. مشترك دائم في الصحف والمجلات الحزبية. تميّز بجرأته ومواقفه الصلبة وبأناقة خطّه وانتظام دوامه في العيادة، وبضحكته التي يستقبل بها المرضى، وبعبارته الشهيرة "ما بك شي". وبسيجارته التي لا تفارق شفتيه وبنصيحته المرضى على عدم التدخين، وعرف في الشوارع من خلال سيارته الفولو، التي رافقته منذ بداية عمله، وبها تعرّض لحادث كان السبب في وفاته، وعند زيارتنا له في المستشفى في بحنس، كان يردّد عبارته "هيدي حال الدني" انتبهوا على حالكم ! مارس الطب رسالة خدمة ومحبة وتضحية وكان في غمرة الكورونا يعالج المرضى بدون كمامة. عرف بانفتاحه ومحبته للجميع، فهو طبيب الفقراء بامتياز يساعدهم، وطبيب الأغنياء. لا يتقاضى منهم رسوم المعاينة. طبيب المنطقة من جبلها، حتى ساحلها، طيلة حوالي ستين عاما. وعلى امتداد أربعة أجيال؛ من الوالدين، إلينا، إلى أولادنا فأحفادنا . وظهرت محبة الناس له من خلال انتخابه في عضوية بلدية بكفيا - المحيدثة لدورتي 1998 و2004 هو طبيب بلدية بكفيا – المحيدثة . تولى فيها رئاسة "لجنة الشؤون الصحية والبيئة"، لم تقتصر خدماته الطبية على عيادته، فهو قد خصّص يومين في الأسبوع للمداومة في مستوصفات ضهور الشوير، المروج، المتين، ولم ينقطع عن مهمته طيلة الأحداث من 1975-1990، إذ كان يخاطر بنفسه للأنتقال عبر الحواجز بين البلدتين بكفيا وضهور الشوير، مضحياً بنفسه مؤكداً للجميع "ان الحياة كلها وقفة عز فقط". باسم القوميين الإجتماعيين في بكفيا، نتقدم من ابنه أوليفيه وابنتيه ناتالي وفاني، ومحبيه بأحرّ التعازي القلبية. * كما أبّنته الرفيقة الدكتورة ريما ابي خير بالكلمة التالية: " الدكتور الياس كمال طبيب نهضوي من بلدة المحيدثة، عرفناه انساناً شهمًا ومتواضعًا وأبًا للفقراء والأغنياء معًا. تخرّج من إحدى جامعات فرنسا وأتى الى بلدته، مفتتحاً عيادته فيها، التي ما أقفلت يومًا في وجه مريض حتّى في خضمّ الأحداث اللبنانيّة. "ولم يكتفِ بالطبابة في عيادته، بل كان يداوم في المستوصفات المجاورة لبلدته، كمستوصف سيّدات الإغاثة الشويريّة في ضهور الشوير، ومستوصف بلدة المروج الذي كانت تديره الممرّضة عيدا شبل بو داغر، ومستوصف المتين، ومستوصف عينطورة، ومستوصف بحرصاف. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أنّه طبّق قسم ابقراط الملقّب بأبي الطب، " إنّي أقسم بالله ربّ الحياة والموت، وواهب الصّحّة، وخالق الشّفاء، وكلّ علاج ... أن أفعل جميع التّدابير بقدر طاقتي في منفعة المرضى" كما طبّق قسم الطبيب "أن أكرّس نفسي بكلّ قداسة من أجل خدمة البشريّة"، حتّى أنّه كان يزيل الهمّ عن قلب كلّ متألم وموجوع قائلًا له بلهجته العامّيّة: "قوم، ما بك شي". "أذكر في العام 2009 كنت في صدد إعداد بحث انا وطلابي عن شاعر المحيدثة إيليا ابي ماضي، فذهبت إلى عيادة الدكتور الياس كمال أسأله عن المنزل الذي عاش فيه هذا الشاعر كون كليهما من البلدة نفسها. ولا أنس نظرة الدكتور الدّامعة عندما رأى شغفي واهتمامي بهذا الشّاعر، فهزّ رأسه وقال لي: "انت تأتين من بلدة الشوير مهتمّة بمعرفة المنزل الذي سكن فيه الشّاعر إيليا ابو ماضي، بينما أهله اقتلعوا منزله من أساسه ولم يبقوا حجرًا ليدلّ عليه. سأذهب غدًا إلى بلديّة بكفيا - وكان أحد أعضائها- وسأخبرهم بما جرى اليوم". وساد صمتٌ وسكون، وأخذت أتأمّل الصور المتربّعة على عرش عيادته فكان أبرزها صورتي العرزال وأنطون سعادة. غدًا هو يوم تأبين الراحل عنّا بالجسد، الدّكتور الياس كمال، أمّا روحه فستبقى ترفرف في ساحات الجهاد الطّبيّة والصّحيّة والوطنيٍة. السّلام لروحك والبقاء للأمّة". * وقال فيه الرفيق وليد العقل: عندما يمر الانسان في أزمة أو محنة يتوجه الى السماء الى الله ويسوع ومريم والقديسين جميعاً طالباً الشفاعة والخلاص وعندما يتعرض لحادث يطلب المساعدة من الجار والصديق وعابر السبيل ومن المؤسسات الخيرية الصليب الأحمر او الاهلال او الدفاع المدني وعندما يرجع الى إيمانه يتوجه الى كنيسته او جامعه ويعترف لكاهنه او شيخه طالباً الاعتراف والرجاء ولكن كل هذه الاحداث أخيراً تصب في مصب واحد مراجعة الطبيب وهنا الطبيب هو الذي يصف العلاج ويعاين الانسان ويعطيه الدواء المناسب للشفاء فدور الطبيب اذا هو الذي يكمل رسالة الخالق وقديسيه وكهنته وهو في حرب شرسة مع الشيطان والمرض الذي يعمل لهلاكه، ورحيله. فدور الطبيب هو الأساس. هكذا عمل طبيبنا الراحل الدكتور الياس كمال لاكثر من سبعين سنة لخدمة اهله في المتن واتخذ من عيادته بكنيسة مار جرحس، ومنزله في كنف رقاد السيدة بوصف العلاج لبلسمة اوجاع ابناء متنه متنقلا في ضيعه خادماً لمستوصفاته، واضعاً شهاداته الطبية التي استحصل عليها من فرنسا لمعالجة مرضاه دون مقابل بعد ان آمن برسالته اشد الايمان، واتخذ من فكر سعاده وفلسفته الجديدة الانسان - المجتمع وتعانق المادة مع الروح - المدرحية. نهجاً له فنجح في رسالته ورحل اليوم تاركاً بصامته ومناقبيته وانسانيته الى جنان الخلد. أيها الطبيب الانسان، لقد يتمّت وجودنا وتركتنا لتجار الطب، بعد ان كنت شوكة في عيونهم وزهرة عابقة بالطيب لأهلك وربعك ومحبيك. غداً ستودعك بلدتك، وسينهي المحترم مراسم الدفن بوضعك مع البررة القديسين ليختم، فليكن ذكرك مؤبداً لأهلك وعائلتك ورفقائك العزاء أيها الطبيب القديس. والبقاء للامة والخلود لسعاده.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |