شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2023-11-09 |
كلمة في ذكرى رحيل الدكتورة راغدة حناّ جريج بقلم الرفيق سامي مظلوم |
منذ أيام قليلة استلمت من الرفيق العزيز سامي مظلوم الكلمة اللافتة بصدقها وغناها، والتي رغب فيها ان يوجهها في الذكرى السنوية الثانية لرحيل الرفيقة الدكتورة راغدة جريج. كانت علاقتي مميّزة بالرفيقة راغدة وقد خبرت جيداً اخلاقها القومية الاجتماعية وسويتها الثقافية وبقيت اتتبع اخبارها وبدورها تتصل بي كلما زارت مركز الحزب لزيارة الأمين الدكتور يوسف كفروني كونهما يشغلان مركزاً لافتاً في الجامعة اللبنانية. كنت كتبت عنها عند وفاتها ذاكرا بكثير من اللوعة حزني على رحيلها. كلمة الرفيق سامي تعبّر ايضاً عن مكنوناتي تجاه الرفيقة راغدة التي اذكرها دايما بكثير من الاحترام والمحبة. ل. ن. * حضرة الأمين المؤرّخ الصديق الحبيب لبيب ناصيف الموقّر، أُحييك من بترومين الكورة، من دارة المهندس الرفيق جورج جريج (أبو حنّا)، ومن تحت سنديانة عتيقة تعانق زيتونة كلاهما حكايات كفاح وقصص بطولات وأمجاد… وتذكرنا من تركنا باكراً من الأهل والرفقاء، وكانت هذه الومضات التي كتبتها الكبيرة راغدة قبل الرحيل بأسابيع قليلة، كتبت لي عبر الواتس اب: " يا خيي أُعاني الكثير من الالام، لكن صدقني وجع الجسد لا يُحزنني كوجع الروح… " ليش صار فينا هيك؟ أين المحبة والثقة؟ أين الإيمان؟ ولكن سيأتي جيل نهضوي وينتصر للأمة، المعلم قالها وتنبأ بكلّ ما نراه)… " تعلمنا في مدرسته عقيدة لها نظرة شاملة للحياة والكون والفن، عقيدة تنظر إلى الإنسان من زاوية الحقيقة الإنسانية الكبرى حقيقة المجتمع لا من زاوية الفرد، الذي هو في حد ذاته وضمن ذلك الحدّ مُجرد إمكانية إنسانية… يا رفيقي سامي رجاءً وصلها الى الصديق العزيز الأمين لبيب وهو حتماً سينشرها: إن كل البحوث والكتابات والأعمال الخيرية التي نفذتها هي بناتي وأبنائي). " ولشقيقتها مثال قالت: حبيبتي أم زينون، أنا مُقاومة، قاومت الشر وشروره، وهذه الأيام أقاوم هذا المرض الخبيث، لا أخاف الموت بل أكرهه… أمنيتي أن أموت واقفة مكملة رسالتي التربوية التي نذرت نفسي لها، ومن خلالها زرعت قيم النهضة في الأجيال التي علّمتها وأشرفت على اختصاصاتها وكلهم أولادي… يا أختي أتمنى أن أراكم قبل أن أغمض عينيّ، بحبك كتيير راغدة". الحقيقة راغدة كانت قلب يخفق بالحب والعطاء، وعقل يُبدع، وإحساس يتوقد: خيالها يحملها دائماً إلى بيادر بترومين ضيعتها، إلى البيت التي تربت وترعرعت فيه… إلى أمها الحنونة أم جورج، إلى ذكريات وحكايات والد مناضل أبو جورج الكبير حنّا جرجس جريج، إلى شقيقيها المهندسان جورج وابراهيم، إلى شقيقاتها مثال، ساميا، وهيام… كانت الدكتورة راغدة تُردّد: إن أبناء الحياة هم نور هذه الأمة زادت أعمارهم أم نقصت، نعم الحياة ليست في الولادة والموت أو ما بينهما، بل هي حالة استمرار في بال التاريخ وعلى جفون الكون… راغدة جريج قصيدة وجدانية وخزّان علم ومعرفة وإبداع، بنت بيت نهضوي قومي اجتماعي، ألم يقل عمها شقيق والدها الأمين الكبير جبران جريج في زوّادته للأجيال بترومين عرين لفكر النهضة القومية الإجتماعية، فكر منفتح وعياً ومحبةً وإخاء على كلّ عيالها في كورة خضراء، خضراء بكروم زيتونها وبخوابي زيتها وخمرة عناقيدها ونبوغ أهلها الكبار بعلمهم وكرمهم ومحبتهم لوطنهم وللإنسانية جمعاء… ولكِ يا دكتورة راغدة يا رفيقتي وأختي إن كل محاضرة وكل كتاب ودراسة، بل وكل كلمة من كلماتك فيها شيء من أرضنا وبحرنا وسمائنا، نعم كلها تُقدّم زوّادة لإنسان هذه الأمة الهادية لهذا الكون …
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |