شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2024-01-05 |
احد منارات العمل القومي الاجتماعي النضالي في مدينة صيدا الرفيق رفيق محمد الددا |
عرفت مدينة صيدا الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ أوائل ثلاثينات القرن الماضي، وانتمى في صفوفه رفقاء من مختلف عائلاتها امثال: علي الزين، رفيق السنيورة، وفيق البساط، رائف زنتوت، منير السنيورة، شفيق السنيورة، هلال عميص. وبرز منهم معروف سعد منفذاً عاماً للحزب، وعشرات الرفقاء ممن سطروا صفحات مضيئة في درب النضال القومي الاجتماعي، منهم على سبيل المثال الرفقاء توفيق عسيران، كامل عميص، ومحمد علي الشماع. من الرفقاء الذين عرفتهم مدينة صيدا، نتكلم اليوم عن الرفيق المناضل رفيق محمد الددا. * عرفته جيدا منذ أواخر خمسينات القرن الماضي ورافقته في مسيرته الحزبية النضالية: قبل مشاركته في الثورة الانقلابية، بعد خروجه من الاسر، خلال اقامته في عين الرمانة، وتواصلت معه في السنوات التي قضاها خارج الوطن في السعودية، ثم عند عودته، وتوليه للمسؤوليات الحزبية في صيدا، اكثر من مرة، كان آخرها عندما تولى مسؤولية مدير مديرية صيدا، ثم توقف بسبب توعكه الصحي الذي لازمه الى ان فارق الحياة.
وطوال هذه السنوات لم يكن الرفيق رفيق محمد الددا سوى ابن النهضة، ايمانا والتزاما ومناقب وقدوة. لم يتراجع يوما، لم يجبن أمام أخطار واجهته مرارا، لم يتخل عن المجاهرة بانتمائه في كل الظروف، ولم يكن مرة واحدة الا قومياً اجتماعياً في كل تصرفاته. والى جانبه رافقته جمانة الحكواتي زوجة ورفيقة، ومعه عانت وتهجرت وصمدت وواجهت... واستمرت، مثله، قومية اجتماعية حتى اخر شريان في عروقها. * في شهري ايلول وتشرين أول 2001 دوّن الرفيق مناف مجذوب(1) للرفيق رفيق محمد الددا معلوماته عن انتمائه الى الحزب ومسيرته الحزبية، ننقل أهم ما ورد فيها: " تعرفت على الحزب عن طريق الحلقات الاذاعية التي كانت تعقد في منازل بعض القوميين في صيدا. وكانت الحلقات التي كنت أحضرها بأكثريتها طلابية. وكان طلاب مدرسة الفنون الاميركية "الاميركان" للصبيان في صيدا، هم العدد الاكبر في هذه الحلقات. وكان الحضور في هذه الحلقات أو الاجتماعات الاذاعية التثقيفية يتراوح بين 10 عشرة و15 خمسة عشر مواطنا. وهذه الاجتماعات التثقيفية حول الحزب وعقيدته وجهاده، أهلتني لأن أقسم اليمين للحزب في ربيع ذلك العام، اي عام 1952، وذلك في منزل الرفيق محمد علي الشماع، منفذ عام صيدا، وكان الشاهدان على انتمائي وقسم اليمين الرفيقان علي الزين ورفيق السنيورة من منفذية صيدا. وألحقت حينذاك في مديرية صيدا التي كانت تضم زهاء خمسين قوميا، وقد تعاقب، على حد علمي، على إدارة منفذية صيدا-الزهراني، بعد الرفيق محمد علي الشماع على التوالي: الرفقاء وفيق بساط، نزيه الاسعد، نظمي عزقول وآخرهم سلمان قطيش حتى عام 1958 عندما اندلعت الاحداث المعروفة التي استهدف فيها الحزب مباشرة من قبل قوى المعارضة في عهد الرئيس كميل شمعون. ففي صيدا هوجم منزل المنفذ الرفيق سلمان قطيش وبعض منازل القوميين الاخرين. وأعتقل البعض. وكنت حينذاك مديرا لمديرية صيدا منذ عام 1957 حتى أحداث ايار 1958. امام هذه الهجمة على الحزب، التحقت بالمخيم في بيت الشعار انا والرفيق المرحوم سلمان قطيش ورفقاء جنوبيين من مخيم عين الحلوة، وكذلك الرفيق هلال عميص ناظر التدريب في منفذية صيدا. وبعدها بقيت مدة عام ونصف العام في منزل الرفيق سلمان قطيش بديك المحدي. ولم أستطع ان اعود الى مدينتي صيدا إلا في منتصف عام 1959، حيث كنت امارس عملي كرسام هندسي في بلدية بيروت. وقد فاتني ان اذكر أنه عند بدء احداث 58 استلمت صادرة من عمدة الداخلية تدعو القوميين للالتحاق بمخيمات الحزب، والا فالحزب غير مسؤول عن سلامة الذين لا يلبون امر الحزب حينذاك". * من ذكريات الرفيق الددا، كما دوّنها الرفيق مناف مجذوب، الاحتفال الذي اقيم في العام 1953 في منزل وحديقة "الوجيه" الصيداوي وجيه يوسف ابو ظهر في حي آل ابو ظهر، وهو من الاحياء الكبيرة في المدينة. كان خطيب الحفل حينذاك غسان تويني، وكان حفلا حاشدا ضمّ المئات من المواطنين والقوميين من مناطق صيدا والزهراني، حيث أطلقت في نهايته الاسهم النارية. وأذكر احتفالا اخرا بمناسبة اول اذار عام 1954 أقيم في منزل الرفيق منير السنيورة في قلب مدينة صيدا القديمة، وهذا المنزل كان واسعاً وملاصقاً للجامع العمري الكبير ولمدرسة المقاصد في منطقة ضهر المير. وكان الحضور كثيفاً وحاشداً من المواطنين الصيداويين والطلاب المقاصديين. وكان خطيب الحفل الامين عبد الله قبرصي. وكان لهذا الحفل صداه الواسع في المجتمع الصيداوي حينذاك". ويضيف " لا بدّ من الاشارة الى ان مديريات صيدا ومخيم عين الحلوة وبلدة المية ومية ومخيمها كانت تشكل محوراً حزبياً هاماً في منطقة صيدا-الزهراني، وذلك للارتباط الوثيق عمرانياً وسكانياً بين مدينة صيدا والمية ومية ومخيم عين الحلوة، حيث استطاع الحزب ان يؤسس قاعدة حزبية هامة في مخيمي عين الحلوة والمية ومية، وفي البلدة نفسها، وكانت ترفد المنفذية بقوميين مدرّبين ومؤهلين للدفاع عن الحزب في أي طارئ. " وبعد عودتي (الرفيق رفيق الددا) في منتصف عام 1959 إلى صيدا عينت مندوباً إدارياً لمنطقة صيدا- الزهراني وجزين وكان الرفيق مناف مجذوب قد انتمى الى الحزب، فكلفته بمعاونتي في المندوبية الادارية. وكانت أولى مهماتنا إعادة تنظيم الوحدات الحزبية إعتماداً على الرفقاء الذين أبدوا استعدادهم للانتظام الحزبي من جديد. وقد لقينا استجابة من مفوضية عين الحلوة، حيث عين مفوضاً الرفيق قاسم الحلبي. وأذكر من الذين ضمتهم المفوضية الرفقاء: مرعي حمادة، يحيى حمادة، موسى عوض، ابراهيم عوض، ابراهيم الخطيب، خالد سعيد، عبد الحاج، والشهيد علي الخطيب الذي استشهد اثناء التحقيق بعد الثورة الانقلابية 1961 بحجة محاولة الفرار اثناء نقله بشاحنة عسكرية. ومن عين الحلوة استشهد ثلاثة رفقاء هم أحمد الشايب وفلاح مفلح وصالح الخطيب وذلك بعد عودة الرفقاء الثلاثة لتفقد منازلهم في المخيم بنهاية أحداث 1958، فتم الغدر بهم رغم الضمانات التي أعطيت لهم من قبل قيادة الجنوب العسكرية(الجيش اللبناني). " بعد ان تعين الرفيق محمد جابر(2) مندوباً مركزياً للجنوب، عينت معاوناً له بالاضافة لمهمتي في صيدا – الزهراني كمندوب أداري. هذا الوضع استمر حتى حدوث المحاولة الانقلابية من قبل الحزب ليلة 31 كانون الثاني 1961. حيث نفذت أمراً حزبياً من حضرة عميد الدفاع الرفيق بشير عبيد (الامين. رئيس المجلس الاعلى. الشهيد) بالمشاركة في العملية الانقلابية انا والرفقاء محمد جابر، طلال فخر الدين وداود توما رزق الله من النبطية، تيسير قانصو من الدوير وحبيب حداد من جزين، ورفقاء من مخيم عين الحلوة: الشهيد علي الخطيب، ابراهيم الخطيب، موسى عوض، ابراهيم عوض، وخالد سعد بدر ومرعي حمادة. وكانت المهمة التي كلفنا بها من حضرة عميد الدفاع "اعتقال النائب معروف سعد لموقفه المعادي تجاه الحزب حينذاك، وتسهيل مهمة قائد الانقلاب الرفيق فؤاد عوض الذي توجه غلى رأس كتيبة المصفحات من ثكنة مدينة صور نحو وزارة الدفاع في بيروت، ومواكبة الكتيبة أثناء مرورها على الخط الساحلي صور- صيدا - بيروت وإعلام القيادة الحزبية في بيروت عن خط سير الكتيبة بواسطة عبارات خاصة بالتلفون. ويضيف انه بعد فشل الانقلاب، صدر حكم عليه مع باقي الرفقاء لمدة خمس سنوات قضاها في سجن القبة في طرابلس وسجن القلعة في بيروت وخرج أوائل عام 1967، بعد ان صدر العفو عن المحكومين القوميين في شباط 1969، وأعيد النشاط الحزبي الى منفذية صيدا، "كان الامين حنا الناشف يتولى مسؤولية المنفذ العام وكنت معه ناظراً للمالية في المنفذية والامين الشهيد محمد سليم ناظراً للاذاعة والرفيق مصطفى سليم ناظراً للتدريب اما الناموس فكان الرفيق ابراهيم الغريب من بلدة مغدوشة. وقد انطلق العمل الحزبي بقوة بعد تشكيل المنفذية وهيئتها، منها اننا اخترقنا مدرسة دار المعلمين وثانوية الصبيان في عين الحلوة، حيث انتمى للحزب عدد كبير من الطلاب". * عند رحيل الرفيق رفيق الددا، نشر رفيقه وصديقه مناف مجذوب كلمة عنه في عدد مجلة "البناء - صباح الخير" 1088 تاريخ اول تموز 2007 ننقل منها المقطع التالي: "بعد خروج الرفيق رفيق الددا من السجن عام 1967، عمل في القطاع الهندسي الخاص في لبنان. وانتقل الى العمل في السعودية منذ 1975. وفي ذلك التاريخ اقترن بشريكة حياته الرفيقة جمانة الحكواتي ورزق منها بولدين، شادي وفرح. أعوام الاسر والعذاب لم تنل من روح رفيقنا رفيق، وأذكر أنني عند خروجه من الاسر ذهبت لأحييه في منزل أهله القريب من منزلي في صيدا، واذ بالرفيق الراحل، كما عهدته وعهده الرفقاء، لم تغيّره الايام والسنون، بل زادته صلابة وقناعة وايمانا، بأن الطريق التي شقّها سعادة للأمّة هي الطريق الوحيدة للخلاص. "مع بداية الاحداث اللبنانية، اضطرّ لمغادرة منزله في عين الرمانة، وهو المنزل الذي شهد العديد من النشاطات الحزبية. كان منزل الامين حنا الناشف، المنفذ العام حينذاك، ملاصقا لمنزله، وكان الرفيق رفيق عضواً في هيئة المنفذية. "مع بداية العام 1994 واجه الرفيق الراحل المرض، فخضع لعلاجات مكثّفة في لبنان وفي فرنسا حيث يقيم شقيقه سمير، ورغم ذلك، لم يتخلّ عن واجباته الحزبية، فبقي مناضلاً صلباً حتى الرمق الاخير. مُنح وسام الواجب في العام 1998، غيبه الموت صبيحة يوم الثلاثاء 12 حزيران 2007، وبغيابه فقدت صيدا والجنوب والحزب رجلاً مقداماً مترعاً بالاخلاص والتفاني تميزت مسيرته بالتضحية والعطاء من دون تبجيج ولا غرور". هوامش: (1) كان يتولى مسؤولية رئيس لجنة تاريخ الحزب في منفذية صيدا. (2) كان الامين محمد الحاراتي يتولى مسؤولية مندوب مركزي في الجنوب، وهو من "قب الياس" وسبق ان نشرت نبذة عنه. بعده تعين الرفيق محمد جابر، وهو من مدينة النبطية . شارك في الثورة الانقلابية وحكم عليه. لمن يرغب بالاطلاع على النبذتين المعممتين عنهما الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info * من وحي سعاده عندما تتجمع الوحوش للنيل من حزبنا ومن أمتنا، لا خيار امامنا إلا ان نلتفّ مع رفقائنا، ومعهم نواجه ونتصدى ونقاتل.. وننتصر. كل خيار آخر غريب على قسمنا وعلى وجداننا القومي.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |