الـرفيـق منـصـور اللـحـام

الامين لبيب ناصيف

اذ نحكي عن تاريخ الحزب في منطقة راشيا الوادي لا بد أن نتوقف بزهو وتقدير أمام ذكرى الأمين هايل دهام والرفقاء عباس دهام، سامي دهام، منصور اللحام، كما ان نرجو عمراً مديداً للأمين حمد زيتون وللرفيق د. يوسف جبران وكان قد تولى مسؤولية المنفذ العام في خمسينات القرن الماضي ورشحه الحزب لخوض الانتخابات النيابية.

الرفيق منصور اللحام الذي نادراً ما يعرف عنه القوميون الحديثو الانتماء، كان طوداً شاهقاً في راشيا ما زال كبار السن يذكرون مزاياه وجهاده القومي.

ذات يوم سألنا الامين مصطفى عز الدين عنه فأجابنا بصدقه المعهود:

" مشكور جداً في بلدته راشيا لحسن معاملته، وكان يتميز بالحماسة الزائدة الى الحزب. ويعد، بالنسبة للسلطات في راشيا ولابنائها، أحد اركان الحزب القياديين فيها.

وفي مجلة " الرابطة " التي أصدرها الامين نواف حردان في البرازيل نقرأ في باب اجتماعيات، وتحت عنوان تكريم منصور اللحام. ما يلي:

أقام بعض من اصدقاء ورفقاء السيد منصور اللحام حفلة عشاء تكريمية له في مطعم "السيازا" بمناسبة سفره الى الوطن.

تكلم أثناء الحفلة السيد حنا الحجار(1) ورئيس تحرير "الرابطة(2)" فأشاد كلاهما بصفات المحتفى به واخلاقه ونضاله الوطني وتمنيا له عودة موفقة الى الوطن لمتابعة العمل والنضال في صفوف الشباب الواعي لمصلحة الامة.

ومن منفذية راشيا هذه المعلومات التي تشكل نواة جيدة لنبذة غنية نريدها تفي الرفيق منصور اللحام حقه على حزبه، وقد كان وفياً لقسمه، ومناضلاً عنيداً عرف السجون والاعتقالات، في "المية ومية" أثناء الانتداب الفرنسي، في الشام بعد استشهاد سعاده في تموز 1949، وعام 1962 إثر الثورة الانقلابية.

تولى الرفيق منصور مسؤوليات محلية في راشيا، المدينة والقضاء، منها مسؤولية منفذ عام راشيا والبقاع الغربي حيث كان عدد الرفقاء في كلا المنطقتين يزيد على الخمسماية رفيقاً.

*

انتمى الرفيق منصور الى صفوف الحزب سنة 1936 مع الرفقاء الدكتور كريم عزقول، حنا مفرّج والمحامي نظمي عزقول.

لم يرزق الرفيق منصور بأولاد ولكنه أورث الاحترام والتقدير والمناقبية القومية الاجتماعية في نفوس كل الذين عرفوه، والملفت للنظر ان شقيقه المواطن جريس يناديه دائماً بـ الرفيق منصور وهذا دليل على الاثر الكبير الذي كان للرفيق منصور في عائلته، فهم يحترمون إخلاصه وتضحياته في سبيل الحزب. من رفقائه الذين يتذكرهم المواطن جريس والذين كانوا يترددون على منزلهم: محمد بعلبكي، نواف حردان، عجاج المهتار، مأمون اياس، عبد الله قبرصي، جورج عبد المسيح.

انتخب عضواً في بلدية رشيا سنة 1956 وكانت برئاسة السيد يوسف سليمان داوود. وقد تميز في تلك الفترة بعمله المتفاني في الحقل العام.

من الحوادث التي يتذكرها المواطن جريس: في أحد المرات وبينما كان يُعقد اجتماع حزبي في بيت الرفيق منصور يحضره الامين أحمد حمود(3)، الرفيق نظمي عزقول، والامين عجاج المهتار، حاول الدرك مداهمة المنزل والقبض عليهم، لكن الرفيق منصور أرغمهم على الانتظار ريثما ينتهي الاجتماع، بعدها تمّ اعتقالهم، إنما اطلق سراحهم في اليوم التالي.

سنة 1977 توفي الرفيق منصور اللحام وشُيّع في مأتم حزبي حاشد ألقى فيه رئيس الحزب آنذاك الامين إنعام رعد كلمة عدد فيها مآثر الرفيق الراحل.

في سياق حديثه يحكي المواطن جريس كثيراً عن الكرم الذي كان يتحلى به الرفيق منصور وخاصة مع رفقائه في الاسر فقد كان يتقاسم معهم ما تتعب والدته في إرساله الى السجن. من الرفقاء الذين تابعهم حزبياً وانتموا الى صفوف الحزب: الرفيق الياس الصلحاني، عبدو شكرية، والامين هايل دهام.

- الاسم الثلاثي: منصور حنا اللحام.

- اسم الام: ملكة نمر.

- تاريخ الولادة: سنة 1916

- زوجته: شكيبة سابا عازار اللحام، غادرت الى البرازيل بعد وفاة زوجها.

- عمله: كان يعمل لحاماً وكان لديه دكانة في اول سوق راشيا.

- توفي سنة 1977.