شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2024-08-01 |
من عائلاتنا القومية الاجتماعية |
عندما نتحدث عن الحزب في منطقة الاشرفية يبرز اسم الرفيق نقولا قباني وعائلته القومية الاجتماعية في الصدارة. عرف بنشاطه الحزبي، بتضحياته بحيث انه لسنوات وسنوات ما ان تتحدث عن الحضور الحزبي في الاشرفية الا وتقرأ اسم الرفيق نقولا قباني. عندما انتقل من الاشرفية الى رأس بيروت واستقر فيها عرفته منطقة جان دارك- رأس بيروت لولباً من النشاط الحزبي، حركة لا تهدأ متولياً الى مسؤوليات حزبية كمدير مديرية، مسؤول عن دار فكر وعن المطبوعات الحزبية. في تلك الفترة توليتُ مسؤولية "دار المشرق" و "دار فكر" وكانت لي علاقة مميّزة بالرفيق نقولا قباني الى ان رحل بطريقة محزنة اذ سقط فوق ضريح الرفيق الشهيد نظام الخالدي فيما التراب ينهال فوق جثمانه. رفيق نقولا مجموعة رفقاء في رفيق واحد، عرف دائما بنشاطه ومواقفه الصلبة في كل المراحل، عقيلته الرفيقة فيكتوريا لم تكن أقل منه التصاقا بالعمل الحزبي. أولاده جميعهم رفقاء، مروان، وليد، أدونيس إلا ان الأميّز من بينهم الرفيق وليد الذي كلّفه الحزب بتنفيذ عمل أمني في بلد اغترابي أودت به الى السجن لسنوات. بعد رأس بيروت انتقل الرفيق مروان وعقيلته الرفيقة انطوانيت حداد الى المصيطبة حيث استقر وانتظما في المديرية وكان آخر نشاط مشاركتهما احتفال عيد التحرير الذي أقيم في حديقة الشهيدة سناء محيدلي في منطقة المصيطبة. سطرت عائلة الرفيق نقولا قباني حضورا حزبيا لافتا في منطقتي الاشرفية ورأس بيروت حيث لا يصح الا ان نذكرها بكثير من الفرح والاعتزاز عندما نتحدث عن النشاط الحزبي في تلك المناطق. اقترن الرفيق مروان من الرفيقة انطوانيت حداد التي نشطت حزبياً، متولية مسؤوليات حزبية في مديرية ديك المحدي وفي مدرسة المغتربين للامين يوسف الأشقر، ونأمل ان نتمكن في وقت لاحق من الحديث عنها وعن مرحلة عملها في تجمع النهضة النسائي. * عندما نتكلم عن الاشرفية، وقد تأسست فيها مديريات عديدة، وانتمى من ابنائها مئات من القوميين الاجتماعيين، لا يسعنا الا التوقف امام مجموعة من الرفقاء المناضلين الذين سطروا وقفات من البطولة والصمود، بعضهم تهجّر خارجها اثناء سنوات الحرب اللبنانية (1975 – 1990)، وبعضهم بقي فيها مستمرا على ايمانه، وان لم يتمكن في ظروف الحرب المجنونة، ان يمارس دورا حزبيا علنيا. من رفقائنا في الاشرفية، نذكر بكثير من الوفاء رفيقاً تميّز بنضاله وكان منزله بيتا للعمل الحزبي وللقوميين الاجتماعيين، لم يعرف تراجعاً في ايمانه ولا في مواقفه النضالية، انما بقي عاملا ومسؤولا ونابضا بالحياة الحزبية، هو الرفيق نقولا قباني، * اورد الأمين جبران جريج في الجزء الثالث من مجلده "من الجعبة"، في الصفحتين (371-372): "رحم الله نقولا قباني، الرفيق الحبيب والصديق الوفي وابو الهمات، لقد شاءت الأقدار أن يقترن ذكره مع ذكر بلودان، المصيف السوري الجميل، بمناسبة المؤتمر الفلسطيني فيه. وهذه هي حكاية هذا الاقتران. كنت قبل وفاته بعدة ايام قد كلّفته بمناسبة سفره الى دمشق بشأن المطبوعات التي كان مسؤولاً عن دائرتها، أن يحاول الحصول لي على صورة او صورتين لبلودان من أجل القطعة التي أكتبها في الجعبة، المجلد الثالث، عن مؤتمر بلودان الفلسطيني الذي انعقد فيها. "توفاه الله وأنا لم أكن قد حصلت على أي جواب بصدد الصورة، ولكن المفاجأة وردتني من الرفيق عبدالله ناصح(1) الذي اتى من دمشق ليشترك في المأتم (مأتم الرفيق نقولا)، اذ أخذني جانباً وقال لي: " لقد أوصى لك المرحوم الرفيق قباني على صور لبلودان وكلفني ان ألاحق الموضوع وأحصل عليها وقد وعدني الرفيق ابو حسون(2) أنه سيلبي الطلب وأني انتظره". فشكرته وترحّمت على "الحاج". "ومضت عدّة ايام أخرى واذ بأحد الرفقاء يسلّمني غلافاً فيه الصورتان(3) عن بلودان، وعند سؤالي عن الكلفة، أجابني: " يهديك الرفيق ابو حسون سلامه ويقول لك أنه دفع ثلاثمئة ليرة سورية ولكن لا يريدها لأنه دفعها زكاة عن روح "الحاج". هذه هي الحكاية وقد رأيت من واجبي أن أدوّنها مع القطعة عن مؤتمر بلودان الفلسطيني وذلك لاحياء ذكرى الرفيق نقولا قباني، التي لن تزول". * ومن الرفيق نقولا نصير(4) بعض مما سجله عن خاله الرفيق نقولا: "كان الرفيق قباني ينفذ كل أوامر الحزب وكان فاعلاً على الأرض ولم يبق احد الا واخبره ماذا حدث معه يوم التقيته ولم أتكلم معه وهو مقاطَع حزبياً. كان من الرفقاء المناضلين والمثابرين على العمل الحزبي، وهو الذي ارسل الرفقاء الأربعة الى معركة الغرفة الفرنسية (في صنين) واستشهد فيها الرفيق أبو حسن الخالدي، ويوم دفن الشهيد أبو حسن كان الرفيق نقولا حاضراً وإذ به يسقط ارضاً لشدة حزنه ولم تمضِ دقائق الا وفارق الحياة مرتمياً فوق قبر الشهيد أبو حسن الخالدي. وللذكرى أيضاً أقول انه في سنواته الأخيرة تملك به داء السكري والتهبت رجله فما كان من الأطباء الا ان حكموا على قطع عدد من أصابع رجله، الى ان تملك به الداء اكثر فتم قطع رجله رغم ذلك بقي يعمل وكأنه ابن 20 سنة وبقي على قدم واحدة يتنقل من مكان الى مكان عاملاً في صفوف الحزب، ويوم الاجتياح الإسرائيلي لبيروت في الثمانينات كان يتنقل من مكان الى آخر لتأمين ما يلزم للرفقاء كان يملك في رأس بيروت كوخا لبيع الدخان والمشروبات وكان ايضاً مسؤولا عن توزيع الصحف اللبنانية في بيروت". * • ولد الرفيق نقولا قباني في الاشرفية عام 1918. • اقترن من الرفيقة فكتوريا عبدالله (من مواليد مغدوشة) ورزق منها الرفقاء: مروان، وليد (في كندا) وادونيس (في لندن). • انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي اواخر الاربعينات من القرن الماضي. ومنذ ذلك التاريخ بقي نشيطا، متوليا للمسؤوليات الحزبية، في الاشرفية، ثم في رأس بيروت اذ انتقل اليها مهجّرا. • نشط في مكتب الانباء الذي كان يمارس عمله تحت غطاء "وكالة الصحافة اللبنانية"، فيما مهمته امنية، ومنها التصدي لنشاط المكتب الثاني الشامي وعملائه في لبنان، في تلك الفترة النضالية والصعبة التي اعقبت اغتيال العقيد عدنان المالكي في دمشق، في نيسان 1955. • فتح الرفيق نقولا بيته في الاشرفية لعشرات العائلات القومية الاجتماعية المهجّرة من الكيان الشامي، كما عمل على توظيف العديد منهم بأسماء مستعارة، في المطعم الذي كان يديره في مطار بيروت، كما في وظائف اخرى متوفرة في المطار، بفضل الصداقات التي كان بناها مع المسؤولين فيه. • في حوادث العام 1958 كان الرفيق نقولا آمرا للقطاع الشرقي، مسؤولا عن الزمر القتالية في الاشرفية، مما اضطره الى استئجار ثلاث منازل في محيط منزله من اجل ايواء الرفقاء المقاتلين. بعد ان انتهت الاحداث كلّفه مركز الحزب بالإشراف على اعادة تأسيس العمل الحزبي في كسروان وتفعيله. كان ايضا وراء تأسيس وحدة حزبية في قرطبا. • عندما قام الحزب بثورته الانقلابية، وتعرّض الكثير من قيادييه للاسر او تمكنوا من الوصول الى الأردن، فمغادرة العدد القليل منهم الى مناطق مختلفة عبر الحدود، نشط الرفيق نقولا في تلك السنوات الصعبة، وساهم في تأسيس خلايا للعمل السري . • كان احد المراجع الحزبية للرفقاء وللمواطنين، وركنا من اركان الحزب في الاشرفية، مثيله في ذلك، الرفيق ادمون حايك، وبفضل نشاطه الاذاعي انتمى العشرات الى الحزب، من بينهم ابن اخته الرفيق نقولا نصير. • عندما تهجّر من الاشرفية، منتقلاً الى رأس بيروت استمر على نشاطه الحزبي متولياً مسؤولية مدير المديرية فيها، منخرطاً مع رفقاء ومواطنين في "جبهة رأس بيروت الموحدة" التي ضمت العديد من فعاليات المنطقة، من مختلف طوائفها، وعائلاتها. كان له حضوره في منطقة رأس بيروت، التي عرفت الحزب منذ اوائل سنوات التأسيس، بفضل ما تميز به من شخصية قوية، متماسكة، ومعطاءة، ومن حنكة وذكاء وقدرة على الحوار فالاقناع. • تولى الرفيق نقولا مسؤولية مكتب المطبوعات المركزي في الفترة 1975-1982 وكان له الدور الكبير في تأمين ايصال مجلة الحزب وكتبه الى فروع الحزب في الوطن وعبر الحدود، طيلة تلك السنوات الصعبة وعمل ايضا في مؤسسة دار فكر، وكان مسؤولا عن مطبوعاتها وعن مكتبتها في بناء مركز الحزب في منطقة فردان. * مواقف مميّزة: روى لنا ابنه الرفيق مروان قباني ان والده الرفيق نقولا كان ضَمَن مطعم مطار بيروت الدولي مع بدء العمل فيه مطلع الخمسينات من القرن الماضي. بفضل ذلك تمكن ان يقوم بدور هام عندما قرر الحزب ان يستقبل اسلحة مرسلة من العراق، تمهيداً للقيام بانقلاب(5) على السلطة في الشام التي كانت، في تلك الفترة السوداء، تنكّل بالقوميين الاجتماعيين، تشريدا وسجنا وتعذيباً، فقد نظم حفلة عشاء راقصة في مطعم المطار في فترة هبوط الطائرة(6) وتوقفها لدقائق عند اخر المدرج، بحيث تمكن عشرات الرفقاء من انزال صناديق الاسلحة والذخيرة بسرعة فائقة، قبل ان تتابع الطائرة سيرها الى حيث يجب ان تتوقف. الى هذه الحفلة دعا الرفيق نقولا المسؤولين الامنيين والمدنيين في المطار. وقد تمكن مع من اختارهم من رفقاء ورفيقات، الى اضافة جو من المرح والغناء فإلهاء المعنيين. في هذا الوقت قام الرفيق رضا كبريت (الامين لاحقا) باقفال اشكمانات سيارات الامن العام والدرك بالبطاطا كي لا تتمكن من التحرك في حال انكشفت العملية. فيما قام الرفيق رفيق خوري(7) وكان مسؤولاً عن قسم الانارة في المطار باطفاء الكهرباء في الوقت الذي بدأ الرفقاء بنقل الاسلحة الموضبة في عشرات من صناديق الخشب(8). وفاته: في تشرين اول 1985 خاض الحزب معركة تحرير طرابلس من القوى الظلامية التي سعت الى انشاء امارات فيها، وطرد القوى القومية والوطنية. استشهد في معركة طرابلس عشرات الرفقاء بعد ان كانوا خاضوا اشرس المعارك الى جانب القوى الشامية، وتمكنوا من دحر القوى المعادية. من هؤلاء الشهداء الابطال الرفيق نظام الخالدي (ابو حسن)(9) عضو مديرية رأس بيروت الذي كان يحظى بحب الرفقاء له واعجابهم بتميّزه القومي الاجتماعي. شعر الرفيق نقولا بحزن كبير بفقدان رفيقه، لم يتمكن من السيطرة عليه لحظة انزال جثمان الرفيق الشهيد الى مثواه الاخير. فقد هتف له بالتحية الحزبية وسقط جثة هامدة بتاريخ 15/10/1985. * الرفيقة فكتوريا عبدالله قباني لا يصح ونحن نحكي عن الرفيق نقولا قباني الا ان نذكر بتقدير عقيلته الرفيقة فكتوريا التي كانت له اليد اليمنى، والرفيقة الزوجة التي تحمل مع رفيق حياتها عبء النضال القومي الاجتماعي. لولاه لما تميّزت رفيقة مناضلة، ولولاها لما كان تمكّن من ان يؤدي كل تلك الخدمات للعمل الحزبي. منذ انتمائها، وهي في السابعة عشر من عمرها، التزمت الرفيقة فكتوريا العمل المتفاني، فهي لم تتأفف، وبيتها في الاشرفية يكتظ بعائلات الرفقاء، النازحة من الشام، او بالقوميين الاجتماعيين المقاتلين، مما كان يضطرها، من اجل الاشراف على دروس اولادها، او تأمين مكان لاقامتهم، للانتقال الى منزل اهلها، او احد اشقائها. يحكى انها بعد الثورة الانقلابية، وانتقال العائلة الى بلدة الحدث، عمدت الى وضع مستندات حزبية في مكان آمن، وكانت، للتخفي، ترتدي ثياب نساء بدويات، وتنتقل كمن يرغب التوجه الى احد المنازل، للعمل فيها. الرفقاء في رأٍس بيروت يعرفون الرفيقة فكتوريا جيداً، في المستوصف(10) كما في مستشفى الجامعة الاميركية، تتفقد الرفقاء وتعتني بهم وتهتم بامورهم. بقيت الرفيقة فكتوريا الى جانب زوجها الرفيق نقولا تحمل معه فرح النضال القومي الاجتماعي، حتى اذا وافته المنية استمرت ملتزمة، ونابضة بحياة الحزب. الاسم: فكتوريا زيدان عبدالله ولدت في مغدوشة، سنة 1925 وافتها المنية في بيروت وشيّعت الى مثواها الاخير بتاريخ 03/09/2005 بحضور حزبي وشعبي لافت . *
هوامش: (1) عبدالله الناصح: من الرفقاء المناضلين الذين عرفتهم الاشرفية، عضواً ومسؤولاً، وكان طيلة سنوات انتمائه وفياً لقسمه بانياً أسرة قومية اجتماعية ومستمراُ على التزامه حتى آخر زفرة من حياته. (2) ابو حسون: لا يذكر الأمين جبران الاسم الكامل للرفيق المذكور . (3) ترد الصورتان في الجزء الثالث من مجلد "من الجعبة". (4) نقولا نصير: شارك في الثورة الانقلابية 1961 – 1962. بعد ان خرج من الاسر تابع نضاله الحزبي وما زال. رفيق مميز بالتزامه ومناقبه. (5) نظّم الحزب، عام 1956 مع قوى اخرى في الشام، عسكرية ومدنية، محاولة للقيام بانقلاب على السلطة القائمة، إلا انها اكتشفت وتعرّض العديد من الرفقاء، ومن القائمين بها، للاعتقال. (6) طلبت الطائرة القادمة من العراق اذناً بالهبوط، لحظة دخولها الاجواء اللبنانية، بحجة عطل طرأ على احد محركاتها. (7) رفيق خوري: من بلدة صغبين (البقاع الغربي) (8) حصلت عملية انزال اخرى، للاسلحة، في منطقة "النبي عثمان". نأمل من كل رفيق يملك معلومات مفيدة عن موضوع انزال الاسلحة في مطار بيروت، او بواسطة المظلات في منطقة "النبي عثمان" ان يكتب الى لجنة تاريخ الحزب . (9) نظام الخالدي (ابو حسن): من رفقاء الحزب الابطال. والده، الامين محمود خالدي، ووالدته الرفيقة فاطمة البزري. كان ركنا للحزب في منطقة برج ابو حيدر- المصيطبة. وتولى مسؤوليات حزبية محلية، منها مسؤولية منفذ عام بيروت. اقترن الرفيق نظام من الرفيقة حنة ضاهر(كفرحزير- الكورة). (10) كان للحزب مستوصف في منطقة رأس بيروت، أمنّ خدمات جلّى للقوميين الاجتماعيين وللمواطنين، خاصة في سنوات الحرب اللبنانية.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |