Warning: Undefined variable $PHP_SELF in /home/clients/61e9389d6d18a99f5bbcfdf35600ad76/web/include/article.php on line 26
SSNP.INFO: الامين المناضل إبراهيم صفية بقلم الرفيق الإعلامي غسان الشامي
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2025-05-15
 

الامين المناضل إبراهيم صفية بقلم الرفيق الإعلامي غسان الشامي

الامين لبيب ناصيف

شهدت بلدة بر الياس حضوراً قومياً اجتماعياً لافتاً وعرفت كوكبة من الرفقاء المناضلين الذين كانوا في اشد الظروف الصعبة نموذجاً للصمود القومي الاجتماعي نذكر من هؤلاء الرفقاء الأعزاء محمد عبد الغني، محمد نجم، إبراهيم صفية... وآخرين يهمنا ان نتحدث عنهم.

كلمة الرفيق الاديب الإعلامي غسان الشامي عن الامين إبراهيم صفية تعبر عما كان عليه الرفيق إبراهيم في حياته القومية الاجتماعية.

نشكر الرفيق غسان الشامي ونشكره عندما يتحدث عن رفقاء آخرين ابلوا البلاء الحسن في نضالهم القومي الاجتماعي ونأمل من رفقائنا في بر الياس ومن بينهم الرفيق الصديق محمد عبد الغني ان يعتنوا بكتابة الجميل عن حضورنا القومي الاجتماعي في بر الياس وعن رفقائنا الأحباء الذين ناضلوا وبقوا أوفياء

ل. ن.

*

إبراهيم صفية رجلٌ من مقام النُبْل

برحيل إبراهيم صفية يفقد الأوادم-على قلّتهم- ألفاً منهم وأكثر ، ويمضون حزانى.

إبراهيم صفية الصديق منذ أكثر من أربعة عقود تركَ صمته ونَبَالته وألفته ومضى صارخاً في أزمنة القهر والتفتت والانقسامات…

خسرَ الهدوء مقعده الأثير وبيدره الوفير بمضيّ هذا الرحيل الصاخب في وجدان من أحبوه.

يأخذني الحنين المؤلم إلى مطلع الثمانينات حين كانت الأرض صغيرة على أقدامنا ودعساتنا، وحين كان الرفقاء أبناء حياة ومقاومة وانتصارات، لا أبناء عيش ومناكدة وانشقاقات .

حين كان الانتماء عملاً صامتاً بلا ضجيج أو هويرة خلاخيل راقصين ، وكان حب الحياة وكرعِ كأسها صخّاباً حتى آخر رشفة يحيلنا إلى شمس فائرة وصباح جديد .

كم قطعنا طرقات وعرة ونهبنا مسافات طويلة واجتزنا سهول الشوق وزرنا خضرة هذه الأمة البائسة في بساتينها المورقة شوقاً وشوكاً أزلياً…

كم أرّقتنا الجنازات وأسعدتنا الأعراس وغنّينا في الجلسات أو أثناء طيّ الدروب الطويلة…

أفرحتنا انتصارات واستشهادات ولم تكسرنا الهزائم…

أيقظتنا أفكار ومواقف وتجاوزنا تفاهات وسفاسف، وبقينا نعرف حصى الدرب ونعدُّ الأشجار والعصافير….

إبراهيم صفية ليس شخصاً يقبل المرور عبوراً في حياة الآخرين، لكنه بالتأكيد كان يمرُّ كنسمة جبلية في يومٍ بقاعي قائظ…

إبراهيم صفية ليس فرداً حيادياً، بل هو في عمق الوجدانات الفاعلة…

في روحه نكهة الفاكهة الطازجة ورائحة الخمر العتيقة…

ورغم كل هذا.. كان أستاذاً في التربية تخرّج من تحت عيونه المُحِبة ونظّاراته آلاف التلاميذ، وانطلقوا يمرعون الحياة.. وبقي هو شاهداً صامتاً على خذلان من كان يجب أن يحملونه في أساه، ويفونه قطعة من كَرَمه…

هو الوحيد بيننا من يستحق لقب أستاذ ومكانة أستاذ، أما الألقاب والصفات الأخرى فأقل من ذروته ، وبخاصة بعد أن باتت تباع في الدكاكين مثل البزر الذي يفصفص في الشتاءات الطويلة.. وعلى ذكر الشتاءات ، كم تحمَّل ذلك الموقد في مطبخ أم عماد في بر الياس من نقاشات وطعام لا تزول نكهته من تحت أضراس الزمن.

إبراهيم صفية، يبقى كلما اهتزّ غصن، أو أورَقَتْ صداقة، أو اندلعَ انتماء .

إبراهيم صفية، يبقى كلما عَمِرت جلسة، والتأم شمل، وانداحت جموع، وسطعت شموع.

إبراهيم.. برهوم الغالي، أنت عصيّ على الرحيل من وجداني حتى يحلّ الرحيل.

ها إنني أرفع نخبك عالياً.

سلامات ومودات.. دائماً.






 

جميع الحقوق محفوظة © 2025 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه