شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-01-02 |
من بين أوراق سعاده |
إن قيمة الفرد، اجتماعياً، تتعين بمقدار تمثيله لقيمة الانسان العام، وليس لقيمة الانسان الخاص أي بمقدار أخذ الفرد بقيم فكرية تعبر عن جمال مطالب المجتمع وسموها التي هي شيء عام لجميع الأفراد بصفتهم "ناساً" إي بإشتراكهم في الصفات وأغراض الفكر والشعور العامة في المجتمع. أما قيمة الفرد في خصوصيات تصرفه ضمن القيم والأغراض الانسانية العامة فشيء ليس بينه وبين المجتمع بل بينه وبين فرد أو أفراد معينين ضمن المجتمع وبالنسبة إليهم. في حالة تصادم بين الفرد والمجتمع في إدراك القيم العامة الروحية والمادية يكون التصادم حول الغاية الاجتماعية المجتمعية وليس حول الغاية الفردية. فالمجتمع يصادم الفرد ويقاومه في كل إعتبار يمكن، ضمناً أو صراحة، أن يقلب الاعتبارات الإنسانية العامة، المجتمعية، في الحقيقة والخير والجمال. في هذا التصادم لا أمل للفرد بالنجاح إلا حين يمثل أو يعبر عن حقيقة عامة وخير عام وجمال عام يريد أن يدعو المجتمع أو ينبه إليه، أي حين تكون غاية الفرد مجتمعية عامة، أما حين تكون غاية الفرد فردية، أي حين يمثل أو يعبر عن حقيقة شخصية خصوصية وخير شخصي خصوصي فلا يمكنه أن ينجح إلا في معزل عن المجتمع. وإن اهتمام المجتمع بالفرد لا يمكن أن يكون من أجل الفرد بل من أجل المجتمع، إذ كل ترقية للفرد ترمي إلى جعل المجتمع كله أقوى وأصلح للبقاء والارتقاء.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |