شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 0000-01-01
 

القضية السورية بين سعاده وتلاميذه

أنطون سعادة

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون

أنتم ناضلتم عن هذه الأمّة وحيدين وأنقذتم شرف الأمّة وحيدين يوم كان رجالكم قائدو النهضـة في السجون مكبلين.

ولكن رؤوسهم ظلّت مرتفعة وإرادتهم ثابتة وعزيمتهم صادقة لا يحنون هاماً ولا يتراجعون قيد شعرة عن المطالب العليا التي وقفنا عليها وأنتم كنتم أمل الأمّة الصادق، لم تتخلوا عن قيادتكم لا يوم كانت في السجون ولا يوم كانت وتكون في ساحة القتال الفعلي كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

في وحدتكم وجهادكم المنفرد كانت ترتفع من فئات الأمّة الأخرى أصوات تمتدح الأجنبي وتمجّده وتعلّم الشعب أن يحني هامه لمدافعه وطياراته وحرابه.

أنقذتم شرف الأمّة! إن موقفكم في ذلك الوقت العصيب هو موقف الأمّة لا غيره.

أنتم حماة حق الأمّة في النهوض والمجد والأمّة كلها تنظر إليكم وترجو الإنقاذ من الفوضى والفقر والإستهزاء والتدجيل، على يد حركتكم المجيدة.

إن حركتكم القومية الاجتماعية، وحدها، أنقذت الأمّة حين كانت عناصر الاستقلال خانعة أو متعاونة مع مستعبدي الأمّة والأجانب على إهانة الأمّة وسحق إرادتها.

سيروا في منهاجكم الصريح وفي نور تعاليمكم، فالنصر يلوح في الأفق وهو ينتظركم بأكاليل غاره!.

احذروا الفشل والتخاذل، وتجنبوا الفاشلين المتخاذلين، فما فسحت الأمّة للفشل والتخاذل مجالاً إلا أتتها الخيبة وذهب من قبضتها الظفر الأكيد.

سيروا في نور إيمانكم ونظامكم ففي سيركم الانتصار والإنقاذ للأمّة.

إن القضية القومية الاجتماعية لنا نحن القوميين الاجتماعيين هي هي واحدة لا تتجزأ، ولا تتعدّل، ولا تتبدّل.

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون

إن الحالة محزنة، ويجب على ذوي الوجدان الحي ألا يبقوا في موقف المشاهد الذي لا يعنيه شيء من الأمر.

فإن مصير أمّة بأسرها على وشك أن يتقرّر، وأبناء هذه الأمّة يجب أن يستيقظوا ويتنبهوا للأخطار المحدقة بأمّتهم، وأن يعلموا أنهم شركاء في المسؤولية كونهم فضّلوا راحة أنفسهم بالبقاء بعيداً عن المعركة.

إن الأمّة السورية هي وحدها صاحبة الحق الطبيعي والشرعي في فلسطين وانه ليس لغيرها أن يقول الكلمة الأولى والأخيرة في مصيرها.

ليس لبريطانية أن تقرّر مصير فلسطين وليس لروسية أن تقرّر مصير فلسطين وليس لأميركانية أن تقرّر مصير فلسطن، بل ليس لمصر ولا للعربة أن تقرّر مصير فلسطين.

ليس من حق جمعية الأمم المتحدة كلها أن تفرض على الأمة السورية مقررات تنزع سيادة الأمّة السورية عن وطنها أو حقها في أرضها.

ليس لجمعية الأمم المتحدة كلها أن تتعمّد إلغاء حق الأمم الحرّة في تقرير مصيرها بنفسها.

إن جمعية الأمم المتحدة هي جمعية الأمم المحاربة التي انتصرت مصالحها في الحرب العالمية الثانية ومن والاها.

إنها ليست جمعية عالمية ولم تنشأ بإرادة عالمية في ظروف من تساوي الحقوق فيما بين أمم العالم.

وإنها فوق ذلك جمعية منقسمة على نفسها ولا تكوّن وحدة انسانية كلية، إن هذه الجمعية لا تملك حق تقرير مصير الأمّة السورية ولا تقرير مصير جزئها الجنوبي، فلسطين، وليس آخراً مصير العراق...

إن كل مقررات انترناسيونية تخالف إرادة الأمّة السورية وحقها في تقرير مصيرها ومصير وطنها بملء حرّيتها هي مقررات باطلة.

وإن عمل الجامعة العربية ومقرراتها يجب أن تخضع أيضاً لهذا المبدأ عينه، فليس من حق الجامعة العربية إلغاء سيادة الأمّة السورية على نفسها ووطنها، وليس يحق لها إقرار ما ترفضه الأمّة السورية أو ما لم يتح لها إعلان إرادتها الحرّة فيه في صدد مصيرها ومصير وطنها.

إنني أدعو اللبنانيين والشاميين والعراقيين والفلسطنيين والأردنيين و... إلى مؤتمر مستعجل تقرّر فيه الأمّة السورية إرادتها وخطّتها العملية في صدد الأخطار الخارجية جميعها.

إنني أدعوهم إلى الأخذ بنهضة قومية اجتماعية تغيّر وجه التاريخ وتجعل إرادة الأمّة السورية في الحياة والتفوق نافذة.

إنني أدعوهم إلى نبذ الحزبيات الدينية والتآويل الطائفية البغيضة، تلك الحزبيات والتآويل التي أوّلت الدين تأويلاً فاسداً وقالت غير ما قال الله.

لقد قالت المسيحية بالتآخي ومحبة حتى المبغضين وبرفع الفوارق والحزبيات الدينية، وقالت المحمدية بمثل ذلك وأهل الحكمة الموحدون، مذهبهم الأخاء والمحبّة.

ليس من سوري إلا وهو مسلم لرب العالمين. فاتقوا الله واتركوا تآويل الحزبيات الدينية العمياء، فقد جمعنا الإسلام، منا من أسلم لله بالإنجيل ومنا من أسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالحكمة.

قد جمعنا الإسلام وأيّد كوننا أمّة واحدة فليس من عدو يقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا غير اليهود، فلنكن أمّة واحدة في قضيتنا الواحدة ونظامنا الواحد.

وإني أدعو العالم العربي إلى تأييد سيادة الأمّة السورية وحقّها في وطنها.

وإني أدعو الدول الكبرى إلى احترام سيادتنا وحقنا في الحياة والحريّة والاستقلال والسيادة.

وإني أدعو شعوب الدول السورية إلى المطالبة بإزالة نظام جوازات السفر فيما بينها وفيما بينها وبين فلسطين لكي يصير بمقدور كل سوري- كل لبناني وكل شامي وكل عراقي وكل أردني و..- لكي يصير في مقدور السوريين الدخول إلى كل الدولة السورية بحريّة تامة.

أنتم جبابرة هذه النهضة القومية الاجتماعية التي تعلن اليوم هذه الحقائق الخطيرة في سمع العالم وبصره.

إنكم قد ثبّتم حق هذه النهضة العظيمة في التعبير عن إرادة الأمّة السورية وفي صيانة سيادتها وحقها، ومنكم من ينتظر تثبيت حق الأمّة السورية في الحياة والتفوق.

العالم يشهد أنكم كنتم بنائين لاستقلال لبنان والشام عن السلطة الأجنبية لتكون السيادة فيها للشعب وسيشهد العالم أنكم ستحررون بقية المناطق السورية من الإرادات الأجنبية والمفاسد الداخلية.

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون.

"عودوا إلى ساحة الجهاد" صدى استغاثة الأمّة في أعماق وعيكم، ونفير يدوي في قرارة نفوسكم، وتلبية سمحاء مقدامة من قلوبكم وعقولكم وضمائركم لهذه الاستغاثة وذلك النفير.

"عودوا إلى ساحة الجهاد" ذلك شعاركم ما دامت الأمّة إلى جهادكم بحاجة، وما دمتم لتلبية حاجات الأمّة على استعداد!.

وساحة الجهاد، التي تدعون إلى النزول إليها، ساحة طموحة طمّاعة، لا تكتفي بالقليل من جهودكم، ولا تقنع بالنزر الضئيل من نشاطكم، إنها ساحة تطالبكم، بإلحاح، وبكل ما في نفوسكم من جهد، وكل ما في قلوبكم من اندفاع، وكل ما في سواعدكم من قوّة، وكل ما في فكركم من تأمل، وكل ما في ضمائركم من انصباب!.

ساحة الجهاد لا تقبل إلا من جاهد بملء قواه، وبكلية نفسه، ومن لا يقدم على الجهاد بانصباب متفان كلي، فقد عبث بدعوة ضميره ، واستهزأ باستغاثة أمّته!.

ومن أقدم على الجهاد في ساحات فراغه فقط، ونزل إلى المعركة ببعض قواه وحسب، فقد تهرّب من تلبية الدعوة، وخادع نفسه وأمّته في الساعة العصيبة من تاريخ أمّته وفي اللحظة الدقيقة الكبرى من لحظات كيانه!.

من أقدم على الجهاد، وفي نفسه لهو عن الجهاد، ومصالح تشدّ به إلى الوراء، وارتباطات تبعده عن الصراع الكلي، فقد أقصى نفسه عن الجهاد الحقيقي، وحول جهاده إلى مسخ مبتور!.

وساحة الجهاد تطلب أيضاً كلا منكم دون استثناء!.

ليس بينكم من يعفى من الجهاد! وليس بينكم من يتاح له القعود في معركة الحياة، والتفرج في حرب ستقرّر مصير الأمة!.

لكل منكم مكانه في الساحة، للفلاح في حقوله، وللعامل في مصانعه، وللطالب أمام كتبه، وللموظف على مكتبه، وللمرأة في بيتها، وللكهل والشيخ والطفل للمواطن في الوطن، وللمهاجر عبر الحدود، لكل منكم مكانه في الساحة، ومن أخلى مكانه، فقد ترك في جبهة الجهاد فراغاً يسيء إلى الجهاد، ومن تقاعس عن الجهاد، مهما كان شأنه فقد أخّر في فوز الجهاد!.

فلا يستخفن أحد منكم بقواه وإمكانياته وإستطاعاته، متسائلاً: "وأنا، ما شأني في هذه المعركة؟". فلكل منكم شأنه ولكل منكم عطاؤه، ولكل منكم مقامه، والحاجة إلى كل منكم صارخة ملحة، في الواجبات الصغرى جهاد كما في الواجبات الكبرى، وللأمور الصغيرة التافهة قيمة، متى حشدت ضمن الإطار العام للحركة، تبطل تفاهتها، وترفع من شأنها!

ليس في معركة الحياة واجب صغير وواجب كبير، بل إن كل مسؤولية، تؤدي ضمن التوجيه العام، وبروح النضال الصحيحة، هي مسؤولية كبرى وأساسية تضمن فوز الأمّة في بلوغ أهدافها ومقاصدها!.

فإلى الجهاد، أيها الرفيق القومي، إلى الجهاد بروح الجهاد الكلية، بالانصباب التام، بالتفاني الذي لا يعرف حدوداً، إلى الجهاد في عملك الخاص، إلى الجهاد في صفوف الحزب، إلى الجهاد في الأعمال الصغرى والكبرى، إلى الجهاد، لأن الجهاد لا بدّ منه، ما دام الفوز لا مفرّ منه.

اذكروا فلسطين والإسكندرون وكيليكية وقبرص وسيناء والعراق والأهواز و..

ليحي لبنان! لتحي الشام! ليحي العراق! لتحي فلسطين! ليحي الأردن!

لتحي سورية!


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه