شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 1944-09-04
 

نفوذ اليهود في الواتيكان 2/4

....

ولكننا نريد أن نتناول الوجهة السياسية المتضمنة في "تقديس" التوراة وخصوصياتها اليهودية وتفضيلها الاسرائيلين عن جميع خلق الله الذين لا يبلغ اليهود عشر معشارهم.


إن "تقديس" التوراة ومراميها اليهودية المخالفة للروحية الناصرية المعلمة المحبة والمساواة الانسانية هو من أهم "موجبات" العطف على اليهود ومطامعهم في سورية عند الشعوب الافروتسطنتية. ومع أننا نعلم أن "العطف" الذي تبديه بعض الدول الكبرى لمآرب اليهود هو ذو مصدر سياسي بحت، فلا يمكننا أن نجهل او نتجاهل ان تعميم ذلك العطف في شعوب الدول المذكورة يجد في "تقديس" التأويلات اليهودية لوجود الله وعمله وحكمته تسهيلاً كبيراً وإقبالاً واسعاً. ومما لا شك فيه أن اعتماد الكاثوليك "تقديس" صوت اسرائيل وبنيه وتقديس لعنة جميع الأمم سيفتح مجالاً جديداً للشفقة على "شعب الله المختار" ويوجد تأييداً له في محاولته الجديدة للإستيلاء على بلاد السوريين التي "وعده يهوه" أن يعطيه أياها ملكاً خاصاً به على تعاقب أجياله. وإلى تأييد يستطيع ادعاء اليهود حقوقاًَ في سورية نواله أقوى من تأييد اعتقاد ملايين المتدينين القارئين "كلمة الله" في "كتابه المقدس" أن سورية هي لليهود بحق إلهي مشروع في التوراة.


في العدد الماضي من "الزوبعة" بسطنا بعض البسط اتساع نطاق حركة اليهود الصهيونية ونفوذها بين "الأمم المتحدة" خصوصاً اميركانية وبريطانية. ولم يتسع المجال وحدود الموضوع لتناول واسطة الشعور الديني لدعم المطاليب اليهودية في الرأي العام عند الأمم المذكورة التي ابتدأ يلوح لها النصر في هذه الحرب العالمية الثانية. ولكن لا بد من تقرير أن هنالك علاقو وثيقة بين اتجاهات معينة من الشعور الديني والأغراض السياسية للدولة والجماعات. ومن ذات العلاقة الوثيقة بين الحث على العودة إلى التوراة وقراءتها "بتقديس" ومطامع اليهود السياسية في سورية.


.....


يتبع


"الزوبعة" العدد 20 في 4 أيلول 1944.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع