إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

نفوذ اليهود في الواتيكان 3/4

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1944-09-04

إقرأ ايضاً


ولا مندوحة لنا، في هذا الموقف، عن ذكر امتداد مساعي اليهود إلى الواتيكان وما تلاقيه تلك المساعي من اهتمام قداسته ونواميس الدولة البابوية الزمنية. إن أخباراً متعددة دلت على هذه الحقيقة الخطيرة. ومن الأنباء ذات المغزى البعيد في هذا الصدد برقية لشركة "يونتد افراس" صادرة عن الواتيكان في الثامن عشر من حزيران الماضي هذا نصها:

"استقبل صاحب السيادة سلبيو شركانو، الذي هو ملحق ناموس الواتيكان للمواضيع الكنسية الاستثنائية، الربي انطون صويح، الذي هو الربي الأول في رومة وتحادث الاثنان في هذا الاستقبال.


"والمفهوم أن صويح سيقابل البابا فيوس الثاني عشر، وهذا يريد بصور علنية، اهتمام السدة البابوية بحالة اليهود.


"وقد بلغنا أيضاً أن محادثة اليوم المشار إليها آنفاً اختصت بالموقف الذي سيتخذه الواتيكان تجاه المسألة اليهودية في أي مؤتمر صلح سيعقد.


"وهنالك ظن عام أن محادثة اليوم ستؤثر في الموقف الذي ستتخذه السدة البابوية بتجريم كل كره جنسي أو تمييز ديني".

هذه البرقية الصغيرة تخبر عن أمور خطيرة ومنها نرى أن العلاقة بين الاتجاه الذي تسير به رسالة البابا التي نحن في صددها ومرامي اليهودالسياسية هي أقوى مما يتبادر إلى الذهن لأول وهلة. ونكاد نقول أنها تشبه العلاقة بينمساعي اليهود وموقف البطريرك الماروني الذي رحب باليهود إلى لبنان لأسباب ظاهرها تقوى دينية.


ان كثيراً من الذين يقرأون التوراة "بتقديس" كل يوم، ومنهم ملايين في اميركانية وبريطانية، يرون في عودة اليهود الاستيلاء على سورية تحقيق وعد الله انه "سيجمع خرافه" بعد تشتيتها. وموقف السوريين المدتفعين عن وطنهم وحقوقهم القومية هو، في نظر اولئك المؤمنين، عصيان لمشيئة الله وأحكامه، والعاصي يستوجب النقمة.


ان هذه المسألة الخطيرة جداً، ومهما حاولنا أن نكون متدينين وأتقياء ورعين فلا يمكننا، ولا بوجه من الوجوه، إغفال الأخطار الآتية تحت جنح الشعور الديني لتنزل ضربة شديدة بحقوقنا بصقتنا أمة حية لها حق السيادة على مصيرها ومصير وطنها.


.....


يتبع



"الزوبعة" العدد 20 في 4 أيلول 1944.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024