إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يقبل المثالب - الجزء الاول

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 1944-08-12

من الحقائق التي هي في علم العموم ان الحزب السوري القومي الاجتماعي هو حركة تجديدية في المناقب والأخلاق، كما في النظريات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فهو ليس حزباً اعتيادياً غرضه إكثار أعضائه وربح معركة انتخابية وتحقيق منافع لكبرائه وبعض المطاليب المحدودة التي لا تغير حالة الأمة ووجهة سيرها. ومع ذلك فقليلون من أبناء التربية اللاقومية أو من أبناء الفوضى البعيدة عن أية تربية، يدركون خطورة هذه الحقيقة ويهيئون أنفسهم للتجدد الروحي، حتى حين يقبلون على الحزب ويعلنون رغبتهم في الانضمام تحت لوائه وقيادته.


أدرك الزعيم، الخبير بنفسية شعبه، هذه الحقيقة المؤلمة منذ بداءة معالجة قضية أمته وحياتها ونهوضها، وكان منذ البدء موطداً العزيمة على قطع كل تسرب لمثالب اللاقومية إلى صميم هذه الحركة العظيمة التي جمعت شتات الأمة السورية وأيقظت أمم العالم العربي وسائر الشرق الأدنى وكانت قدوتها في التفكير والشعور القوميين الصحيحين.


يدلك على ادراك الزعيم حقيقة ادواء شعبه النفسية ومثالب عهد انحطاطه توجهه برسالته الى النشء الذي لم تتمكن منه تلك الادواء ولم تتأصل فيه هاتيك المثالب. فأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي في نفوس طلبة في الجامعة الأميركانية التي حملها الزعيم إليهم والتعاليم التي جعلتهم رجال نهضة أمة بكل تفكيرهم وشعورهم فاضطرمت نفوسهم بهذه النار المقدسة وكانت هذه الشعلة القومية التي أضاءت أرجاء الوطن وأعلنت إرادة أمة متجددة في الحياة والارتقاء.


ويدلك على حرصه الشديد على حياة الروح الجديدة ونموها وعظم عنايته بصيانتها ورعايتها انه في كل مكان وزمان وكلما تسرب شيء من مثالب النفسية العتيقة الفاسدة إلى القوميين الاجتماعيين كان يقف في وجهها ويصدمها ويردها على أعقابها، لا يعرف في ذلك هوادة ولا يأخذه كلال مهما كلفه الأمر من متاعب وعناء. بل جعله حرصه وعنايته بجعل من جسده ترساً للحركة يقيها به الدسائس والمؤامرات فكان يرفض الثورة المبتسرة ويفضل أن يسلم نفسه لأعداء النهضة على أن يعرضها لهدر الدماء إنقاذاً لنفسه من توقيف أو سجن. كل فئة دخلت الحزب السوري القومي الاجتماعي وأتيح لها الاتصال بشخصية الزعيم تمكنت من تحقق هذه الصفات البارزة فيها واختبار فاعليتها. ومن أبلغ مواعظ الزعيم للذين انضموا من عهد قريب إلى الحركة السورية القومية الاجتماعية في مدينة توكومان قوله لهم في احد الاجتماعات الأولى في عرض خطاب: "لا تظنوا اني اؤخذ بالمظاهر او أستغني بها عن الحقيقة ولا اني أفرح بكثرة عددكم أو أحزن لقلته. فأنتم فئة حديثة العهد بالحركة القومية الاجتماعية ومطالبها المناقبية والأخلاقية والنظامية. كما اني لا أحزن لقلة إلا إذا كانت نتيجة فقد ذوي المناقب والأخلاق القومية الاجتماعية. ان فرحي بكثرتكم لن يكون إلا بعد أن تجتازوا الامتحانات مبرهنين على أهليتكم لحمل اسم نهضة أمتنا والتمسك بعصبية قوميتنا. ولن أحزن لفقد أي واحد منكم لا يكون أدى هذا البرهان".


مما لا شك فيه أن قليلين وعوا هذا الكلام كل الوعي. والمؤسف أنه كان يجب أن تمر كل فئة جديدة في اختبارات شبيهة بالفئة التي تقدمتها وقليلون هم الذين وعوا القضية وروحيتها ومطالبها واعتبروا باختبارات الذين تقدموهم وما لاقاه تقدم الفكرة القومية الاجتماعية وروحيتها بين السوريين المغتربين في الأرجنتين من الصعوبات النفسية وما صاحب ذلك من الضجات البعيدة عن الأخلاق الصحيحة والمناقب الجميلة كان شيئاً ونعتقد أن حوادثه من أكثر الدروس وضوحاً في صدد جهاز الزعيم وما تعرض له من مثالب الجيل الذي يحارب الروح الجديدة بأشد الأساليب لؤماً وأكثر الأسلحة عاراً وخساسة.


...


يتبع


"الزوبعة" العدد 79، في 12 آب 1944.



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024