شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 1944-10-30 |
المروق من القضية القومية الاجتماعية - الجزء الأول - |
دخلت بعض الجماعات السورية النائية في هذه البلاد فكرة غريبة حملتها رؤوس لم تعرف معنى المسؤولية الصحيح ولم تقدر قط أن تستوعب معنى القضية القومية الكبرى وان تكن قد زجت نفسها بين رؤوس المقبلين على هذه القضية المقسمين الإيمان على جعلها " إيماناً لهم ولعائلتهم وشعاراً لبيوتهم"، نعني فكرة "أن لبنان قد استقل وبذلك انتهت قضية الحزب السوري القومي الاجتماعي" الذي لا يستغرب أن يحملها الذين لم يعرفوا مبادىء النهضة السورية القومية الاجتماعية ويستغرب أن يقبل عليها أفراد كانوا لعهد قريب يعدون بين الرفقاء.
الجماعة التي نعنيها هي جماعة النازلين في بلدة "لبندة" من ولاية سنتياغو دل استيرو والذين كانوا يعدون بين الرفقاء فيها، هم المارقون الذين، لغاية لا شك في انها غير شريفة أرسلوا الى الصحف السورية في هذه المدينة يطلبون منها إذاعة اعتمادهم الحنث بإيمانهم وخيانة القضية القومية السورية الاصلاحية التي أخرجتهم من زوايا خمولهم وأقسموا يمين العمل لها بإخلاص. وأسماء المارقين الخائنين المشار إليهم هي: فوزي خزامي، ديب جرجس عبود، ايليا ملحم، نبيه خزامي، فؤاد خزامي، وهبة خزامي، أمين حنا خزامي، أمين جرجس خزامي، نجيب طالب.
أما منشورهم الذي نشرته لهم "الجريدة السورية اللبنانية" و"السلام" و"الاتحاد اللبناني" فنصه كما يلي:
لابندا 15 ايلول 1944
حضرة مدير الجريدة...
نرجوك أن تعلن على صفحات جريدتكم الزاهرة ما يلي... اننا نحن الموقعين أسماءنا أدناه، فوزي خزامي، ديب جرجس عبود، ايليا ملحم، نبيه خزامي، فؤاد خزامي، وهبة خزامي، أمين حنا خزامي، أمين جرجس خزامي، نجيب طالب... جميعنا لبنانيون قاطنون حالياً بلدة لابندا، ولاية سنتياغو دل استرو من أعمال الجمهورية الفضية. نظراً لنوال وطننا المحبوب لبنان على استقلاله التام واعتراف حكومات دول التحالف العظيمة انكلترا وروسيا والولايات المتحدة به، وبما ان هذا الاعتراف على ما نعلم ونعتقد هو نهائي ورسمي ونظراً لصيرورة وطننا والحالة هذه دولة حرة مستقلة وبما أن جلّ أمنياتنا ومنتهى آمالنا هو الشعور بوجود هذا الوطن ونعومة بال أبنائه، قاطن ومهاجر، ولاعتقادنا بأن أعمال ومرامي الحزب السوري القومي انتهت عند هذا الحد قررنا إنسحابنا النهائي من صفوف هذا الحزب وعدم تعلقنا البتة بشؤونه وأعماله. هذا وتفضل يا حضرة المدير بقبول احترامنا.
نقول انه لا شك في أن غاية أصحاب المنشور الشائن، الذي أثبتنا نصه فوق، هي غير شريفة لأسباب راهنة أهمها: أولاً، أن أولئك الخاملين لم تكن لهم مواقف سياسية أو اجتماعية ولا سبق لهم الاهتمام بإذاعة "مواقف" لهم لها علاقة بالشؤون القومية أو السياسية او الاجتماعية، ولا من الذين أذاعوا خبر انضمامهم "الخطير" الى الحزب السوري القومي الاجتماعي ذي العمل الاصلاحي الاجتماعي. ثانياً، ان مسألة انتهاء قضية الحزب السوري القومي الاجتماعي او عدم انتهائها، لها عشرات الوف، بل مئات الوف، من أصحاب العقيدة السورية القومية الاصلاحية ورأي عام لهذه الجماعة العظيمة لا يمكن لأفراد شريفي القصد اندمجوا في هذه الجماعة اهمالها واهمال رأيها في "تقرير" تلك المسألة. ثالثاً، ان اهتمام أصحاب منشور الخيانة المذكورين بإعلان "موقفهم" المروقي بالصحف مع انهم لم يلجأوا الى مثل هذه الخطة حين انضموا الى الحزب السوري القومي وانهم لم يكونوا قط من أصحاب "المواقف" يدل دلالة صريحة على غاية لا علاقة لها بالعقيدة او القضية القومية وغايتها وشكلها، ونص منشورهم يدل على أنهم فئة فقيرة الفكر والشعور وعاجزة الفهم للاعمال والمرامي القومية والسياسية والاجتماعية.
في الكتاب المروقي الذي أرسله تسعة من أصحاب الاسماء المذكورة الى الزعيم ليعلنوا له خيانتهم قالوا "وبما أن استقلال لبنان هو كل مطلوبنا نعلن لكم عدم تعلقنا في كل ما يخص الحزب". فإذا كان "استقلال لبنان" هو "كل مطلوب" تلك الفئة المارقة فلماذا دخلت الحزب السوري القومي وكانت في عداد أعضائه ؟ ...
يتبع
"الزوبعة"، العدد 81 في 30 أيلول 1944.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |