شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-01-09 |
حفل تأبيني للراحل الرفيق الشاعر خالد زهر |
بتمام الساعة العاشرة والنصف صباحاً يوم الاحد الواقع في 17 كانون الاول 2006 وفي مدينة لوس انجلوس، أقيم لحبيبنا ورفيقنا الشاعر الراحل خالد زهر، حفل تأبينيٍّ حاشدٍ حضره ما لا يقلّ عن 650 شخصاً ضمّ عائلة الفقيد والرفقاء السوريّين القوميّين الاجتماعيّين وأبناء الجالية السوريّة الأميركيّة والأصدقاء من الأميركيّين.
غصّت القاعة بالحضور الكثيف مما أدّى بالعديد الآخرين بأنّ يمكثوا خارجها طوال التأبين الذي استمرّ لحوالي الساعتين.
ابتدأ الحفل بكلمة العائلة التي القاها الرفيق عماد زهر، شقيق الفقيد، وكان لها وقع عاطفيّ شديد ومؤثر على الحضور الكريم.
كما عبّرت الآنسة كلوي عبد الخالق، حفيدة الفقيد، عن حبّها لجدّها وألمها العميق لرحيله المبكر وقد امتزجت كلماتها بدموع الطفولة والحنان.
ثمّ تكلّم السيّد محمد أمين زهر، إبن عمّ الفقيد وصديق الطفولة، ذاكراً العلاقة الحميمة التي كانت تربطهما منذ الصغر والاوقات السعيدة التي تشاركا بها.
وبعدها تحدّث الرفيق عصام نصرالله عن تقديره البالغ لنضال الرفيق خالد وحبّه واحترامه له على الصعيدين الشخصيّ والحزبيّ، وعن مدى الفراغ الهائل الذي سيخلفه للحزب والرفقاء.
كما تكلّم السيّد وليد جمال، أحد أصدقاء الفقيد من أبناء الجالية السورية الأميركية، مشيداً بمزايا الراحل وأخلاقه العالية ومواقفه الثابتة منذ التعرّف عليه في المغترب.
بعد ذلك، ألقى ناظر الاذاعة في منفّذية الغرب الأميركيّ، الرفيق غسّان الياس، كلمة باسم السوريّين القوميّين الاجتماعيّين في لوس أنجلوس والوطن وعبر الحدود، وكانت مزيجاً معبّراً من رثائَيْن مُمَيّزَيْن ، إحداهما مُصاغاً بقلمِه الشخصيّ والآخر بقلم حضرة عميد الاذاعة والاعلام، الأمين كمال نادر، لما يربط "كمالٌ وخالدٌ" من صداقة "إذاعيّة وشخصيّة ونضاليّة" حميمة جدّاً. وقدّ تمنّى على المعزّين اعتبار الكلمة الملقاة كنيابةٍ عنّ الرفيق المثاليّ والمعطاء ربيع عبد الخالق، صهر الرفيق خالد.
بعدها، ألقى الأمين عصام المحايري جزيل الاحترام الكلمة المركزيّة للحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، مشدّداً على مناقبية وأخلاق الرفيق خالد المميّزين ونضاله القوميّ المضنيّ والمثابر في سبيل نهضة الانسان الجديد ومن خلال مدرسة العزّ والكرامة الوطنيّة. استهلّ الرئيس الأسبق للحزب كلامه متعجّباً ومتأسّفاً لما آل اليه الزمن لتخوّله شخصيّاً من تأبين الرفيق خالد زهر، بدل العكس كم يفترض العمر!
كما أكّد الأمين المحايري أنّ مرض الجسد ليس وحده الذي أنهك الرفيق خالد، إذ لا شكّ فيه بأنّ أمراض مجتمعنا السوريّ المجسّدة بالطائفيّة والعشائريّة ونكرانٍ الهويّة القوميّة والعدوان الهمجيّ الصهيونيّ الأخير على لبنان والمستمرّ في فلسطين، وتواطؤ حفنة من المتآمرين من شعبنا مع أعداء الوطن ضدّ الوطن والضمير، كلّها كانت تنهش من أحشاء هذا الرفيق الصنديد، الى جانب السرطان العضّال، ولكن من دون لمس إيمانه القوميّ بالمطلق!
كلمة عميد الاذاعة والاعلام، الأمين كمال نادر
كأنما هو قصيدة لم تكتمل أبياتُها ،
أو أنّ شاعرها توقف عن إلقائها ،
ونزل عن المنبر تاركاً الناس في حيرةٍ وانتظار ...
هكذا ترجّل خالد وغاب عنا ،
لملم أوراقه ونزل عن المسرح وأسدل الستارة ...
وتركنا غير مصدقين أنه لن يعود أبداً ..
وما زلنا لا نريد أن نقتنع بأنه لن يقف بعد اليوم على منابرنا ، ولن يصدح صوته في أعيادنا .
كانت قصائده تمتد بين الأبجدية والحضارة من سومر وبابل إلى الشمس والقمر ...
"هنا كان العالم الأول" ، "سورية هي أول الأشياء" ... هكذا كان يقول ...
وكانت النهضة القومية لهيباً يشعل وجدانه وروحه فتنطلق منها براكين وسياطٌ لاذعة ...
وكان العراق منقوشاً في ذاكرته ،
وجرح فلسطين ولبنان يكبر في ضميره كما تكبر "سنديانة عين عنوب" حيث استشهد سعيد فخرالدين .
وكان لأمته السورية الخالدة ولعٌ وعشقٌ في قلبه لا يعرف الهدوء وليس له نهاية .
لم يترك زاوية في هذا الوطن الجميل الكبير إلا ذهب إليها ، زرع أبياته فنبتت كحقول القمح في البقاع وسهول سورية وارتفعت قصائدُهُ مثل قامات النخيل حول الفرات ...
وستبقى أجيال النهضة القومية الإجتماعية تنشد أبياته وتتناقلها كأنها مواويلُ الخلود .
وسنبقى نمتـشقها سياطاً في وجه الخونة والتجار الذين يبيعون الوطن ، أو التائهين من أبناء شعبنا الذين يستغربون اسم بلادِهم .
لقد ترك خالدٌ لبلاده وحزبه تراثاً عظيماً وزاداً لا يفنيه الزمن .وهو إذ انتمى إلى الحزب ووهب عمره وكل وجودِه للنهضة صار خالداً بخلودِها ومستمراً فيها رغم انطفاء الجسد .
وفي هذه اللحظات والخبر الأليم ينتشر في الوطن والعالم ، تشخص عقول القوميين نحو بلادِهم ونحو رفيقهم الذي أحبّوه وحفظوا أشعاره ... وتخفق قلوبهم بنبضات الحب والوفاء له .
يا رفيقي ، يا خـالـــد
في كنائسنا البعيدة يقول قارئ الرسالة في صلاة الجنّاز : مغبوطٌ السبيل الذي تسير فيه اليوم .. فإنه تهيّأ لك مكان الإرتياح .
أتُـراكَ قد استـرحت الآن بعدما أضناكَ النضال والمرض . وكيف يمكن للقبر أن يحتويك، أنت الذي لم تكن الدنيا تتسع لهُ .
لكنّها سنة الحياة ونحن أبناء الحياة .
نعرف قصة الموت ، ونعرف كيف نجعل منه طريقاً للحياة . ويقيني أنك خالدٌ أبداً مع سعاده والشهداء،
وأن الزهر سيعود في كل ربيعٍ مع آذار، ومع ثلج صنّين ، وياسمين الشام ، وليمون فلسطين ، ونخيل العراق، وهذا الوطن العظيم .
والـبـقــاء للأمــة
***
في : 05/01/2007 عمدة شؤون عبر الحدود
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |