مَن منا ، الذين عرفوا الرفيقة اناة عرنوق شريقي لا يشعر بالحزن كلما تذكرها ، واستعاد في ذهنه حضورها الحزبي والثقافي الناشط ، ووعيها القومي الاجتماعي وصدق انتمائها .

ولدت الرفيقة اناة عرنوق في بلدة " متن عرنوق " عام 1947 في عائلة قومية اجتماعية فوالدها ادوار قومي اجتماعي ، كذلك شقيقه المؤرخ والكاتب والاديب مفيد . حازت على الاجازة في آداب اللغة العربية ، مارست التدريس في العديد من المدارس في بيروت واشتركت مع مجموعة من الاساتذة بتأليف العديد من الكتب التعليمية والتربوية في الادب والتاريخ والجغرافيا . لها دراسة حول تربية الطفل ، ودراسات حول الامومة ، ودراسات اخرى للاشبال في مخيمات الحزب .

انتمت الرفيقة اناة الى الحزب في مديرية جامعة بيروت العربية عام 1972 .

اقترنت من الرفيق ميخائيل شريقي ، وكان لها نشاطها الذي لم يتوقف ، في مديريات المصيطبة ، برج ابي حيدر ورأس النبع .

تمتعت الرفيقة اناة بثقافة حزبية وعامة جيدة ، وامتلكت اسلوباً ادبياً لافتاً ، شهد عليه كل من قرأ لها في مجلتي " البناء " و"الحسناء " .

بعد صراع مع الداء العضال وافت المنية الرفيقة اناة فنعاها حزبها ، البعثة العلمانية الفرنسية ، وادارة ليسيه فردان ، وكان مأتمها الحاشد يوم الخميس 7 كانون الثاني 1993 مناسبة ليعبّر فيها كل من عرفها وقدّر مزاياها عن حزنه العميق ، كذلك الكلمات التي نشرت اثر وفاتها ، وابرزها كلمات للامينة هيام محسن ، للرفيقين الشاعرين حاكم مردان ومردوك الشامي ، والرفيق الكاتب نظام مارديني .

الحديث عن الرفيقة اناة يطول ، اذا رغبنا ان نغطي ما تميزت به طيلة حياتها . نكتفي اليوم بهذه النبذة التي تضيء .