شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-07-31 |
ألحالة المادية ومصادر تمويل الحزب السوري القومي الاجتماعي 1949 - 1932 جزء 1 |
والأفضل الاهتمام بالحرية قبل الخبز، لأن الحرية تؤمّن الخبز، أما الخبز فلا يؤمّن الحرية. من رسالة الزعيم إلى الرفيق ساسين حنا ساسين 12/9/1940 لا بد من كلمة البداية: وقد قال السيد المسيح : ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. نعم يا صاحب الكوخ نعم يا صاحب العزال، يا وقفة العز، أيها الأبي. عندما تطرقت أفكاري إلى هذا الموضوع الحساس والدقيق، وهو موضوع حياتي يومي ونستطيع أن نقول إن حاجة الإنسان إلى الخبز كحاجته إلى الحرية والعكس صحيح. وطالما أن المال هو عصب أساسي للإنسان الفرد فكيف بحاجات الجماعات؟ وكيف بالجماعات التي وقفت نفسها النضال في سبيل حرية مواطنيها ونصرة قضاياهم والذود عن وطنها. قضيته قضية الحرية. أنطون سعادة، الزعيم استشهد وفي جيبه 400 ليرة سورية فقط لا غير . بيت في ظهور الشوير. متواضع، نسميه نحن قصر الزعامة. ميراثه عن أبويه العلم والمعرفة. سعادة، من أين أبدأ هذا البحث، أأسألك من أين كل هذا الجاه، وهذه الثروات وأين حساباتك السرية والعلنية. أين هي شركاتك العقارية. لم أعرف حتى الآن عدد سياراتك الفخمة والفارهة، رأيت كثيرا من صورك ولم يقولوا لنا أن هذه الصورة لسيارة الزعيم. وقد يشتريها ثري عربيا. من هم الذين مولوك، ودعموك في الوطن والمغترب؟ إن لم يكونوا دولا وسفارات. فمن هم هؤلاء المجهولين. هل إذا تحدثنا عنهم اليوم سيطاولك ويطاولهم قانون مكافحة الحريات المسمى قانون مكافحة الإرهاب. أتعجب لماذا لم تطلب اللجوء السياسي في أية دولة ديمقراطية في الغرب المتحضر. واللاجئ السياسي تتوفر له كل وسائل الراحة مع عائلته وأتباعه الميامين. أعرف أنك كنت مدرسا في الكلية السورية الإنجيلية في بيروت، ولا أعرف كم كنت تتقاضى. بالتأكيد ليس كخريجي الجامعة الأميركية اليوم حسب اسمها الحديث، ولا خريجوها المتخرجون منهم إلى أقبية أل س.إي.إي. يسوقونهم لنا ديمقراطيون، استقلاليون، سياديين، ولا نعرف ما هي الأموال التي تتدفق على كل واحد منهم خادما لأسياده . لكني أريد أن أسألك عن كوخك في رأس بيروت، ماذا حصل له، وقد كنت تقود معركة حرية هذه الأمة منه. هل تدري لو كنت احتفظت به إلى اليوم، لكنت ثريا كبيرا، أو لتجنب أولادك وأحفادك العوز. ولتجنبت بناتك أن يطالبن يوما بما هو ليس من عقيدتك ونضالك وصراعك مع التنين المتعدد الرؤوس. أن يطالبن بالحق ألحصري وجميع الحقوق المحفوظة لاحتكار نشر كتبك وفكرك وإبداعك. يا من لم تملك حتى دمك. أكنت تبحث عن ملكية كهذه . لا، بئس الزمن الذي أوصلوا إليه الحزب من بعد استشهادك. حتى لو لم تكن تملكه، لكنت نلت خلوا كبيرا، مئات ألوف الدولارات؟ نعم . بتعرف شو اليوم كوخ في رأس بيروت، لأنو السوليدير مش ع زمانك مش ح تتصور شو ممكن يكون وأي مستقبل يرسمه لرأس بيروت تيار المستقبل وقوى 14 شباط. مربع أمني كبير فنادق ومصارف وشقق مفروشة وناس عاطلين عن العمل يتقاضون أموالا باسم الحقيقة ...والمحكمة الدولية... أين أنت يا محكمة الشعب ؟ متى تفعلين فعلك بالتجار والزناة والمأجورين. ولو كنت مالكه أو مستأجره لكنت حولته إلى موقف سيارات في رأس بيروت وكم يجني. ألم تعرف أن مركز الجان دارك، من بعدك حصل على خلو كبير. سمعنا في وسائل الإعلام أنه يفوق أل ستماية ألف دولار.في عهد حكومات الحريري – خدام - كنعان وشركاهم. نعم خلو ب 600 ألف دولار. 600 ألف ..خلو من الكرامة. كم نحن بحاجة لنردم هذه الحفرة الذليلة. أما عرزال النور في ظهور الشوير ، يحرق في كل مرة من الحاقدين على فكرك وعقيدتك ونبوغك، على أمتهم ووطنهم، لأنك قلت لهم يوما : إذا كان في لبنان نور ، فحق لهذا النور أن يمتد في سورية الطبيعية كلها. ولأنك قلت لهم: أن في النفس السورية كل علم وكل فن وكل فلسفة في العالم. ولأنك لم تؤلف جمعيات دينية ومذهبية وخيرية باسم المواطنين والمناصرين والفقراء والمعوزين. وتخليت لهم عن ماسو نيتهم. بل أسست حزبا ؟ حزب بدون رأسمال مسبق الدفع!؟ العقيدة لاتجني أرباحا بل جنت على حامليها المؤمنين بقضيتهم وأذاقتهم السجون والظلم والحرمان منذ آمنوا بها إلى يومنا هذا . مع أهلهم وأبنائهم وأحفادهم. هل تعرف أنه يجب استثمار العرزال ، هناك هجمة من الأخوة الخليجيين على جبال لبنان للتملك، بعد أن لم تعد لهم أوطانهم ولا نفطهم، ويدفعون نقدا. لا بل أن حكوماتهم تستثمر قوى جديدة من صنيعتها ، ومن محبتهم لبلاد الشام صنعوا لنا جند الشام ، ورغبتهم في غزونا من جديد أنشأوا فتح الإسلام بالشراكة والتراضي مع قوى 14 شباط. الرأسمال خليجي 100 بالمائة. والإدارة أميركية - اسرائيلية. ع فكرة بتعرف انو سياحيا إذا حكينا بتطلع مطرح العزال أحسن رست وران مع كاس وأرجيلة. لم أسألك عن بيتك في الشوير والذي يحلو لنا القوميين أن نسميه قصر الزعامة. مررت بالشوير محجتنا منذ سنوات وشاهدت ما شاهدت يد الهدم قد دمرت بيت الأمة ، ما يجب أن يكون عليه هذا البيت لو كان في فرنسا ، بيت فولتير أو فيكتور هيغو...أو.. وخطر في بالي السؤال للشاطرين أوجهه لهم اليوم: إذا كان شطارنا قد نالوا خلوا من الجان دارك ليش ما كملوا معروفهم وسجلوه على صندوق المهجرين !؟ لكان عاد وارتفع حجرا ..فقط لا شك. 600 ألف خلو من الكرامة. قد يكون أصابهم الحياء بعدها. وقد مررت بعدها ببيوت وقصور . أشار إلي رفيق أنظر إلى هذا القصر المنتصب بجدرانه العالية وبواباته الشامخة ففهمت... وتذكرت الرحابنة وفيروز وأغنية : باب البوابة ببابين قفولي ومفاتيح جداد ع البوابة في عبدين الليل وعنترة بن شداد. من أين نبحث عن ثروتك وتمويلك لأعظم حركة سياسية في الشرق كله. سيسأل سائل إذا كان لدي في بحثي هذا وثائق، إيصالات شيكات، سندات خزينة ،ا صكوك وإيداعات في هذا المصرف أو ذاك. لدي وثيقة وحيدة، هي رسائل الزعيم إلى رفقائه وأصدقائه وقيادة حزبه في الوطن وفي المغتربات. أستند إلى رسائل الزعيم التي تفوق في عددها عن أل 500 رسالة. ولم استند إلى أي شيء من مذكرات الرفقاء والقادة الذين عاصروه. فمن لديه أمر كهذا فلينشره. ..واني أستطيع القول أن الحزب يقود النهضة الفكرية والسياسية ليس فقط في سورية بل في الشرق الأدنى عموما. فالأحزاب في الوطن وفي مصر والعراق تقلد الحزب السوري القومي في تنظيمه ولغته السياسية. والأدبية. ولو كان للحزب السوري القوي مال ينفقه على الإذاعة لكان اكتسح البلاد اكتساحا سريعا وسيطر على الحركات السياسية في البحر المتوسط والشرق الأدنى عموما. ومع كل الصعوبات المالية التي قامت في طريق الحزب فقد كسرنا شر الحملة الرجعية وأوجدت مبادئنا القومية والسياسية إصلاحا وارتقاء في العقائد والفكر. من رسالة الزعيم الى صديقه عبدالله النجار 22 -12-1936 افحصوا سجلات الدول من ألمانيا إلى ايطاليا إلى بريطانيا إلى فرنسة إلى روسيا إلى اليابان إلى غيرها فأنكم تجدون قيودا لأموال كثيرة أنفقت على دعاة وعملاء سوريين ، ولكنكم باطلا تبحثون عن اسم لأنطون سعادة بين أسماء من تسلموا شيئا من تلك الأموال . فهل امتنع انطون سعادة عن تناول شيء من الأموال الأجنبية لأنها لم تعرض عليه ، وقد عرضت على من هم دونه بطبقات ومراحل عديدة، أم ترك تلك الأموال طمعا بالمبالغ الطائلة التي تدرها عليه فروع الحزب السوري القومي الاجتماعي الغبية ؟ ( من رسالة الزعيم الى الرفيق أنطون ضاحي – 2/3/1946 . ) ...لأن زعيم الحزب السوري القومي ومؤسس النهضة السورية القومية لا يبيع القيم والكرامات والشرائع والأنظمة بأي مال في العالم. ( من رسالة الزعيم الى الرفيق يوسف الغريب – 15/1/1942. ) أقول أني لست محتاجا إلى شيء مادي لشخصي ولكن أمر الزعامة السورية القومية الاجتماعية ومقامها وعملها فقضية تحتاج إلى درس وتصميم ووضع مقررات تتنفذ بكليّتها. من رسالة الزعيم إلى ناموس منفذية الشاطئ الذهبي 25/12/1945 والحكومة يضعف مركزها يوما بعد يوم ولكنها قابضة على موارد الدولة ورجالها يستخدمون هذه الموارد لأغراضهم. وبلغني أنّ السيد رياض الصلح قد اشترى أملاكا في مصر وقد كان قبل توليه الوزارة رازحا تحت الديون ولا فلس في جيبه. ( من رسالة الزعيم إلى منفذ عام البرازيل – 27/3/1947. ) هذين نموذجين واحد لزعيم الدولة السورية القومية الاجتماعية الزعيم أنطون سعادة. لا يبيع القيم والكرامات والشرائع و الأنظمة بأي مال في العالم. والنموذج الثاني نموذج الحكومات المأجورة والحكام النفعيين الذين ما زالوا يسيطرون على مقدرات الأمة ويحرمون الشعب من العيش بكرامة. إذا اعتبرنا الحركات الحزبية - السياسية والثورية ولأي عقيدة انتمت هي أجسام حية. فهي لا شك بناء روحي أولا وجسم مادي ثانيا ، حسب نوع نموها وانتشارها في البيئة التي تعمل فيها. والحزب السوري القومي الاجتماعي هذا الجسم الحي والفاعل، منذ قرابة ثمانية عقود. والذي قام على بنيان روحي متين وحصين ممثل بالعقيدة السورية القومية الاجتماعية وفلسفتها المدر حية التي أتى بتعاليمها الزعيم أنطون سعادة مؤسس الحزب عام 1932 من القرن الماضي. وإذا كان سعادة اعتبر أن الحزب دولة الأمة السورية المصغرة. من مقومات هذه الدولة العامل الاقتصادي – المادي والذي يعتبر لا بل يسمى أمن اقتصادي في العلوم السياسية المعاصرة. كما علم الحرب والقتال. ويحدد أهمية هذا العامل في رسالته إلى محاميه الأستاذ حميد فرنجية : .. وجعل الإنتاج أساس توزيع الثروة والعمل وإيجاد جيش قوي ذا قيمة فعلية في تقرير مصير الأمة والوطن.. كيف لحزب قومي ينافي في مبادئه ونضاله للسياسة الاستعمارية والقوى الداخلية النفعية المتحالفة معها لا بل خاضعة لها. كيف له أن يؤمن عيش قادته وعناصره التي تحدق بها الاعتقالات والسجون في أي لحظة كانت. ان مجرد انكشاف أمر حزب ثوري في بلاد تخضع للاحتلال ، ستعمل السلطات المحتلة والتي هي فرنسا في ذلك الوقت إلى ملاحقته في كافة الاتجاهات: أولا انتشاره الشعبي. ثانيا خشيتها من امتلاكه مؤسسات عسكرية وأسلحة وذخائر. ثالثا حصوله على أموال و امتلاكه لها والبحث عن مصادر تمويله. أو اتهامه بالعمل لصالح دولة معادية لها أو متضاربة المصالح السياسية أو في حال حرب معها، وأنه يتلقى الدعم المادي والعسكري من الدول المزعومة. ولا شكا ستقوم بمحاكمته وتجريده من امتلاك السلاح والمال. عدا عن الاتهامات الأخرى من تأسيس جمعيات وأحزاب محظورة وإخلال بالأمن وغير ذلك ومحاكمته قادته وأعضائه النشطاء ودكهم في السجون بناء على قوانينها الاستبدادية والقمعية. كيف لزعيم هذا الحزب أن يؤمن تمويل هذه الحركة النضالية العظيمة وهو يتحدى منذ تأسيس حزبه وحتى استشهاده . أن يجدوا له سجلا واحدا بالقبض من هذه الدولة أم تلك. وها هو سعادة في أول اجتماع علني لحزبه وأول خطاب تاريخي يلقيه في 1 حزيران 1935 يقول في هذا الصدد: إننا قد حررنا أنفسنا ضمن الحزب من السيادة الأجنبية والعوامل الخارجية ولكن بقي علينا أن ننقذ أمتنا بأسرها وأن نحرر وطننا بكامله. أي أنه ليس للحزب أي ارتباط سياسي أو مادي مع أية دولة أجنبية. لا يتلقى دعما من أحد. وأضاف : ...إننا نشعر الآن بوجود دعاوة إيطالية قوية في هذه البلاد خصوصا وفي الشرق الأدنى عموما. وكذلك نشعر نحن بمثل هذه الدعاوة من جهة ألمانيا وبمثل ذلك من دول أخرى. فزعامة الحزب السوري القومي الاجتماعي تحذر جميع الأعضاء من الوقوع فريسة للدعوات الأجنبية. إننا نعترف بأنه هنالك مصالح تدعو إلى إنشاء علاقات ودية بين سورية والدول الأجنبية خصوصا الأوروبية. لكننا لا نعترف بمبدأ الدعاوى الأجنبية. يجب أن يبقى الحزب السوري حرا مستقلا، أما المصالح المشتركة فنحن مستعدون لمصافحة الأيدي التي تمتد إلينا بنية حسنة صريحة في موقف التفاهم والاتفاق. فسعادة قد وضع صمام الأمام لحزبه وأمته. وبناء على هذه الثوابت عند سعادة وقف أمام المحكمة المختلطة وحاكم المحتل بدل أن يحاكموه. ولو كانت فرنسا وجدت ذرة تدل على اتصال لسعادة وحزبه بأية دولة أجنبية أو تلقي مساعدات مادية منها لانقضت على الحزب وشهّرت به. ولقضت على الحزب في مهده. وقد عبر سعادة عن تلك الوقفة التاريخية أمام المحكمة المختلطة : في الثالث والعشرين من شهر يناير سنة 1936 وقفت سورية لأول مرة بعد نحو عشرين قرنا تجاه الإرادات الخارجية وأمام العالم المتمدن منبثقة شخصيتها الصريحة وحقها الأصلي الأكيد في الحياة والسيادة والاستقلال. وأكد سعادة للمحكمة أن لا علاقة لحزبه بأي دولة أجنبية بناء على ما جاء في خطاب أول حزيران 1935 . فيقول في المحاكمة: اختم كلامي مقررا أن الحزب لا علاقة له بأي نفوذ أجنبي البتة، وخطابي الرسمي الموجود الآن بين يدي المحكمة فيه البرهان القاطع على أننا ضد الدعاوات الأجنبية نحاربها بكل قوانا وإننا نعمل لاستقلالنا بصفتنا أمة معترف بأهليتها للسيادة وبحقها فيها. اذا كيف بدأ سعادة يمول حزبه والظروف الاقتصادية في سورية سيئة للغاية.
فالى الحلقة المقبلة
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |