|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
فوضى مديرية تكمان الأولى جزء 3 | |||
| |||
ننتقل الآن إلى المسألة الثانية جريدة "سورية الجديدة"، التي صدرت في أوائل سنة 1939 في سان باولو – البرازيل. هي جريدة أنشئت بإتفاق أساسي بين الزعيم وبين السيدين الشقيقين فؤاد وتوفيق بندق المغتربين في المدينة البرازيلية المذكورة وقد اشتمل هذا الاتفاق على النقاط الأساسية التالية: 1 - أن تكون الجريدة أداة إذاعة لمبادىء الحزب السوري القومي الاجتماعي وتحت مطلق تصرفه وتدابيره. 2 – أن يقدم الحزب المواد الكتابية اللازمة وأن يتكفل السيدان بندقي بتأمين سير الجريدة من الوجعة المالية إلى أن تصبح قادرة على القيام بنفقاتها وكلما طرأ عليها عجز مالي. 3 – تكون أرباح الجريدة المادية عائدة إلى هذه الشركة على نسبة ثلثي الأرباح لأصحاب رأس المال أي للسيدين بندقي والثلث الباقي لخزانة الحزب. وبعد الاتفاق على هذه الأصول ومباشرة الأعمال التمهيدية انضم إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي السيدان فؤاد وتوفيق بندقي وصار عليهما واجب خدمة قضية الحزب والإخلاص لغايته وطاعة نظامه فصارت الصفة القومية الاجتماعية أشد متانة من ذي قبل وكان ينتظر أن تسير الجريدة بأقوى ما يكون من الانسجام وبأصفى ما يكون من صدق التعبير عن النهضة السورية القومية الاجتماعية وخطط الحزب السياسية. وقام على إنشاء الأعداد الأولى الزعيم بنفسه والرفيق المرافق أسد الأشقر وعين لناموسية التحرير بصفة مؤقتة عضواً انضم إلى الحزب في سان باولو اسمه رشيد شكور. وما أن صدرت الأعداد الأولى من –سورية الجديدة- حاملة التعاليم السورية القومية الاجتماعية وروحية النهضة ومثلها العليا وتفكيرها السياسي الجديد حتى سرى في مجموع النزالة السورية في البرازيل تيار أشبه بالتيارات الكهربائية فتحركت النفوس واتجهت نحو الحركة القومية الاجتماعية وأخذت نفهم عنها غير ما لفقته في صددها إشاعات الرجعية وأذناب المستعمرين. لم يبق الزعيم في سان باولو البرازيل بعد إصدار "سورية الجدية" سوى مدة قصيرة لأن الستة أشهر التي كان مرخصاً له بها بصفة كونه زائراً فقط كانت قد انتهت ولما كان غرضه زيارة النزالات السورية في أقطار أميركة الأخرى اضطر لترك البرازيل قبل تثبيت إدارة "سورية الجديدة" كما كان يريد وكان غرضه أن يستقدم أحد مفكري النهضة السورية القومية الاجتماعية من الوطن على إدارتها فلم تمكنه الظروف من ذلك. فقدم الأرجنتين وبينما هو لا يزال في مخابرة مع المركز في الوطن لتعيين بعض المرشحين لإدارة الجريدة اذا بالحرب تنشب بسرعة وتلغي فرنسة حالة "الاستقلال" والحكم الذاتي ويتسلط الجيش الفرنسي على الإدارة المدنية في الوطن ويبتدىء بملاحقة أركان الحزب السوري القومي الاجتماعي فتبقى "سورية الجديدة" في حالتها الإدارية الضعيفة. وسافر الرفيق أسد الأشقر عائداً إلى أفريقية ثم إلى الوطن وبقي الزعيم يهتم وحده بإمداد "سورية الجديدة" بما يمكنه منه الوقت من مقالات وبالتوجيهات التي يراها ضرورية لمصلحة القضية القومية الاجتماعية فقام بذلك بهمته المعروفة على الرغم من سوء حالته الصحية وأعصابه. لم يطل الوقت على قدوم الزعيم إلى الأرجنتين حتى أخذ يلاحظ شذوذاً في إدارة "سورية الجديدة" عن الخطة السياسية والإذاعية التي رسمها لها وعن الروحية السورية القومية الاجتماعية البحتة التي كان يتوقع ظهورها في العضوين اللذين تعهدا بتأمين صدور الجريدة وفي العضو الذي عهد إليه الزعيم بوظيفة ناموس تحريرها فجرت بينه وبين الرفيق العامل المخلص جورج بندقي الذي كلفه الزعيم أن يكون صاحب امتياز الجريدة، وهو إبن عم السيدين فؤاد وتوفيق بندقي، وبين الزعيم وبعض الرفقاء الآخرين وبين الزعيم والمكلف بناموسية التحرير السيد رشيد شكور مراسلات انتهت في الطور الأول بطرد السيد رشيد شكور من الحزب السوري القويم الاجتماعي من وظيفة ناموس التحرير. ولكن الجريدة بقيت في شذوذها وصارت نهتم بنشر صور الجيوش الألمانية وقوادها وزعيمي ألمانية وإيطالية أكثر من اهتمامها بنشر صور الحركة السورية القومية الاجتماعية وأركانها وكثرت فيها المقالات الإذاعية لمصلحة المحور الألماني – الايطالي وفاقاً لخطط الإذاعة الألمانية وظهر اهتمام الجريدة بمحاربة اليهود في العالم وإظهار عيوب السياسة الأميركانية والسياسة البريطانية وقلة اكتراثها بالمواضيع السورية البحتة وسياسة الحركة السورية القومية الاجتماعية التي تقول بمحاربة الصهيونية ومطامع اليهود في سورية ولا يهمها بعد ذلك ان تحارب اليهود من أجل مصالح الحركة الألمانية الاشتراكية القومية أو من أجل مصلحة الحركة الايطالية الفاشية وما لها من أغراض سياسية أخيرة لا تتفق مع أغراض النهضة السورية القومية الاجتماعية. .... للبحث صلة، "الزوبعة" – العدد 88- 20 1 1947.
|
|||
جميع الحقوق محفوظة © 2024 |