شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-10-03 |
الشاعرة الرفيقة حنينة ضاهر |
نعلم أن شعراء الزجل في لبنان الذين خاضوا غمار المنابر كانوا من " الذكور " ، وان الكثيرين منهم كانوا قوميين اجتماعيين ولهم حضورهم الآسر ، نذكر منهم على سبيل المثال الامينين عجاج المهتار ، خطار ابو ابراهيم ، والرفقاء يوسف حاتم ، وليم صعب ، فوزي عبدالخالق ، ايليا ابو شديد ، ميشال ابو شديد وعجاج ابو شكر . انما القليلون منا يعلمون ان شاعرة تميزت في " عالم الرجال " وكان لها دورها في نظم الشعر الشعبي ، كتابة وارتجالاً ، هي الرفيقة حنينة ضاهر ، التي اجابت الدكتور ربيعة ابي فاضل عندما سألها عن مدى تأثير سعادة في شعرها وحياتها ، بالقول : " تأثير سعادة في حياتي ، شعراً وممارسة ، كان ما يشبه الانقلاب او الخلق من جديد ، اذ حررني من السلبية والانطواء واليأس ، وشحنني نفسياً وشعرياً بطاقة كبيرة من العنفوان والتحدي والبطولة والقدرة على الاستقلالية في الحياة ، بلا خوف وبلا عقد . " علمني الاعتماد على النفس ، علمني حب التضحية ، علمني قدسية العمل ، علمني الثقة بالنفس والاعتزاز بكرامتي ، علمني المحبة لا الحب . فكر سعادة هو الشمولية بكل شؤون الحياة . هو الحصانة للكلمة الشعرية من الانزلاق الى الميوعة والرخص والتهريج . هو الارتفاع بالقصد الى مستوى الالوهة والارتقاء بالفكرة ، أية كانت ، الى قمة النبل ، وبالعاطفة الى مرتبة القداسة ، ومن حيث التهذيب والانضباط – هو المصدر او الاطار الذي لن تحتاج وانت في داخله الى اي شيء من الخارج " . * فمن هي الرفيقة الشاعرة حنينة ضاهر ؟ ولدت الـرفيقة حنينة عام 1918 في " خـلة خازن " (قـرب العيشية – منطقة جزين ) ثم انتقلت الى قـرية " زحلتي " في منطقة جزين ايضاً ، مسقط رأس أمها علما جبور . نشأت الرفيقة حنينة في منزل يهوى الشعر ان لجهة والدها الشاعر نعمةالله ضاهر ، او والدتها التي أخذت عن أبيها الشاعر فارس جبور تذوق الشعر وان لم تقرضه . بدأت تنشر قصائدها في مجلة " الادب الشعبي " لصاحبها الشاعر ميشال قهوجي ، كان ذلك في اوائل الخمسينات . ثم راحت تكتب فيها وفي مجلتي " الشحرور " و"صوت الجبل" الى ان التقت صاحب " البيدر " الشاعر الرفيق وليم صعب فطلب منها ان تلتحق بأسرة تحرير المجلة وتتولى سكرتيرية التحرير . تمّ ذلك عام 1952 واستمرت في " البيدر " محررة وشاعرة وسكرتيرة تحرير حتى العام 1976 عندما تعرضت مكاتب " البيدر" الكائنة في جوار سينما " غومون بالاس" طريق الشام – وسط بيروت ، الى النهب والدمار بفعل الحرب المجنونة . انتقلت الشاعرة ضاهر للكتابة في جريدة " الانوار " ابتداء من العام 1979 واستمرت تنشر مقالاتها الاسبوعية حتى عام 1993 . اصدرت الشاعرة الرفيقة حنينة ضاهر ديوانين من الشعر الشعبي : - " كوخ وقلم " طبع عام 1952 وقدم له الاديب جوزف باسيلا . - " ايمان " عام 1956 وكتب المقدمة الشاعر الرفيق وليم صعب وفيها يقول : " تدفق الشعر القومي الرائع على قلم الشاعرة ، ولسانها ، كتابة وارتجالاً ، من البيان الرفيع السحر الذي رقصت له المنابر " . لها مخطوط " زورق بلا شـراع " يحتوي على عيون شعرها ، انما احترق بعد ان كانت جمعته وجهزته للطبع . قالت الشاعرة ضاهر عن ديوانها الاول وقد صدر قبل التزامها العقائدي ، انه " شعر طفولي " وأهدته الى كل من يتذوق الزجل اللبناني . اما ديوانها " ايمان " فقد حمل قصائدها القومية بعد التزامها بالحزب السوري القومي الاجتماعي . • استثناء نتكلم في حلقة اليوم عن الشاعرة الرفيقة حنينة ضاهر وهي ، خلاف كل من كتبنا عنهم ، قيد الحياة في وضع صحي حرج تلقى اهتماماً من اوفياء نذكر منهم بتقدير كبير الرفيق أنيس أبو رافع والسيدة راغدة جابر . لعلنا في هذه النبذة نذّكر من سمع بها واطلع على اشعارها وتعرّف إليها عندما كان حضورها طاغياً في عالم الشعر الشعبي ، وفي " مجلة البيدر " ، ونرفع لها حيث هي حالياً تحية احترام ووفاء ونقول : بوركتِ يا رفيقة حنينة ، ولكِ نرجو كل عافية .
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع |