شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 1947-01-20 |
فوضى مديرية تكمان الأولى جزء 5 |
ابتدأ هذان الشخصان يؤولان أوامر الزعيم تأويلات غريبة وصارا يقولان بعدم إطاعتها وأنهما يريان أن "اشتراك الجريدةيجب أن يذهب إلى الجريدة" مهما كان وراء ذلك من اجحاف بحقوق الحزب ومن أضرار معنوية ومادية بالحركة السورية القومية الاجتماعية في الوطن وعبر الحدود. واننا نورد على سبيل الايضاح مثالاً واحداً من أضرار خروج "سورية الجديدة" عن خطة الحزب السياسية والاذاعية وارادته وهو استخدام الفرنسيين "سورية الجديدة" في حملة الحجج لملاحقة القوميين الاجتماعيين في الوطن وكل قومي اجتماعي ترسل إليه الجريدة المذكورة حتى أن المطران حريكة أرسل إلى الأرشمندريت ايصاليا عبود – المطران اليوم – في سان باولو البرازيل وإلى غيره يسأل ابلاغ ادارة "سورية الجديدة" وجوب قطع الجريدة عن القراء في الوطن شفقة عليهم لما بلغه من تعقب الفرنسيين لهم وتعذيبهم! كل تشديد من قبل الزعيم على مديرية تكمان بوجوب تنفيذ المرسوم بالحرف كان يقابل من العضوين الشاذين المذكورين ومن حملاه على الموافقة على رأيهما بالتصلب والمعاندة حتى آل الأمر إلى جهرهما بتلك السفسطة التي يستعملها الجهّال بلا حساب وهي "نحن في أميركا تعودنا على الحرية والديمكراتية فلا نطيع طاعة عمياء"! صارت مراسيم الزعيم القانونية التي حلفا الايمان على تنفيذها وتأييدها "سيطرة طاغية" وصار حنثهماباليمين وخروجهما على النظام "عملاً بالحرية والديمكراتية" فشوشا مديرية تكمان تشويشاً أولياً مزعجاً وولدا في الأعضاء الباقين روح العبث بالدستور والقوانين والميل إلى الإخلال بالنظام والعصيان وراء ستار "الحرية والديمكراتية" التي لم يفهما منها غير الفوضى والانفلات من القوانين والواجبات. ولكن المبادئ النظامية لك تكن في جميع الفروع في مثل هذا التهدم الذي ظهر في مديرية تكمان فأطاع معظم السوريين القوميين الاجتماعيين في البرازيل والمكسيك والولايات المتحدة الاميركانية وافريقية وبعض أنحاء الارجنتين مرسوم الزعيم طاعة مطلقة يسميها محبو الفوضى والانفلات من الواجبات والمسؤوليات "عمياء" وأدت هذه الطاعة الى انتصار خطة الزعيم "الاستعادية" وكانت النتيجة أن العضوين شريكي الجريدة الماليين قررا بعد أخذ وردّ ترك "سورية الجديدة" لإدارة الحزب المطلقة لأنهما لم يشتركا في انشاء الجريدة إلا لتكون وقفاً على غاية الحزب واشترطا فقط اعادة مبلغ مالي معين فقبل الزعيم وعيّن لجنة من الرفقاء في سان باولو البرازيل تتولى الاتفاق مع السيديت فؤاد وتوفيق بندقي على جميع تفاصيل تسلم "سورية الجديدة" تسلماً تاماً وإلغاء كل علاقة لهما بإدارتها أو ماليتها وأرسل الزعيم فاستدعى الرفيق وليم بحليس من ولاية مينس وعهد إليه بتولي إذاة "سورية الجديدة". فضحّى هذا الرفيق المخلص بأعمال تجارية ذات أهمية اقتصادية وفسخ عقد شركة تجارية وأتى سان باولو تاركاً في مينس عائلته وقام بإدارة الجريدة بكل أمانة وإخلاص وعمل دائماً بتوجيهات الزعيم فزالت عن "سورية الجديدة" تلك الصبغة الإذاعية للسياسات الخارجية وصار يصح أن يقال أنها جريدة من جرائد الحركة السورية القومية الاجتماعية المعبرة عن اتتجاهات هذه الحركة فكان هذا فوزاً ذا نتائج جيدة لمصلحة الحزب السوري القومي الاجتماعي. وكم كانت تكون النتيجة بالعكس لو كان أكثر القوميين الاجتماعيين في المغترب من نوع عقلية السيدين كامل عواد ونجيب ندره السفسطائية في العقيدة والنظام وفي "الحرية والديمكراتية". من أغرب المسائل التي ظهر فيها انحطاط النفسية بصورة رائعة مسألة زواج الزعيم. فما كاد يذاع خبر خطبة الزعيم حتى قام نفر من خسيس النفوس والغايات انضموا إلى الحزب القومي الاجتماعي سعياً وراء غاياتهم الانتفاعية الحقيرة لا وراء غاية الحزب السامية انبيلة وخذوا يشيعون في بوانس ايرس أن زواج الزعيم يجب أن يؤدي حتماً إلى سقوطه من الزعامة لأن عائلته ستأخذ بعض وقته وهذا لا يجوز للزعيم. وسرعان ما انتشرت هذه الفكرة المنحطة بين المنضمين إلى الحزب في تكمان وقام كثيرون منهم يقولون أن زواج الزعيم يلغي زعامته لأن مركزه قائم على عزوبته وجرى في هذا الاعتقاد المنحط كامل عواد المعيّن مديراً وإن يكن ترك الجهر به مدة وجيزة. ولم يوجد في تكمان من قاوم هذه الأفكار الوحشية أو البربرية الحقيرة. وكانت بذور الفوضى التي بذرها كامل عواد ونجيب ندره بقولهما بعصيان المراسيم والأوامر لأنها "استبدادية" وبعدم مناسبة دستور الحزب السوريين المغتربين لأن هؤلاء يقولون أن كل فرد يجب أن يكون حراً ليقبل ما يريد هو قبوله ويرفض ما يريد هو رفضه ليس فقط في الآراء بل في المراسيم والتعليمات الادارية أيضاً وأن هذه "الحرية" الفوضوية الهدامة للنظام الاجتماعي هي "الحرية الديمكراتية". .... للبحث صلة، "الزوبعة" – العدد 88- 20 1 1947.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |