|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
الامين حنا قيصر | |||
| |||
الكلمة الرائعة التي نشرها عنه الرفيق نظام نصير في جريدة " الديار" ذكرتني بواجب ان اكتب بدوري عنه وقد عرفته في أحلك الظروف عندما كانت مدفعية العدو الاسرائيلي وطائراته تدك بيروت صيف العام 1982 ، كما كنت عرفت عنه ما يفرح عندما كان في المعتقلات مع رفقائه الذين شاركوا في الثورة الانقلابية . عنه كتب الرفيق نظام نصير في 07/09/1999 بعنوان الى روح الامين حنا قيصر في ذكراه السنوية الاولى : تمر الذكرى السنوية الاولى على غيابك عنا .. فنشعر كم ان تعلقنا بك وبمناقبيتك يزداد نضوجاً مع ذكراك الخالدة ، حيث تعجز الكلمات عن وصف الاشتياق إليك ، وعن شرح ما في الاعماق نحوك ، إلا انه كان لا بد لي ان اكتب بعض الكلمات التي تتدفق من شرايين القلب النابض بالحياة ، لأنك رمز من رموز الامة الحية . أبيت إلا أن تنهي حياتك كما ابتدأتها ، شامخ الجبين ، صلب الارادة ، قوي العزيمة ، سلاحك الحق وطلاقة لسانك السلاح الفاعل في وجه الخطأ والفساد . في ذكراك ، تنهمر دمعة على الوجه ، وتشتد الاعصاب ، ونصبح عاجزين عن ضبط انفسنا تجاه المأساة . كل ذلك وأنت حي فينا ، فنضالك وجهادك وتضحياتك ليست بالأمر العابر على الاطلاق ، وان تاريخك معروف عند الجميع ، وأنت الذي كنت أباً وأخاً وصديقاً ورفيقاً للجميع . شهر آب هو شهر الحزن لنا ، لأنه خطف منا أعزّ الناس على قلوبنا ، هو شهر الحداد لنا جميعاً لأن رحيلك كان فاجعاً فيه . يا أعز الناس على قلبي ، ماذا اقول لك وانت من اعتاد على تقديم النصح والارشادات لنا . كنا ننتظر كل صيف ان تطل علينا ولو لساعات محدودة ، لأنك كنت تمدنا بالامل وحب المستقبل . ومهما طالت المسافات بيننا ، سيأتي اليوم الذي نجتمع فيه سوياً مع معلمنا الخالد سعاده . في الختام ، نعاهدك على الاستمرار بالنضال من اجل نصرة الحق والخير والجمال . وأتقدم بالعزاء الى كل من أحبك وأحترمك والى كل من ذرف الدمع حزناً على غيابك عنا .. وفي عـدد " الديار" بتاريخ 14/09/1999 نشرت المقالة التالية بعنوان الامين حنا قيصر قدوة لا تغيب : شكرا للرفيق نظام نصير الذي اعطى الامين حنا قيصر بعض ما يستحق ، اذ مهما تكلمنا عنه لا نفيه حقه كاملاً . فالامين حنا قيصر من النوعية الاصيلة التي ، منذ انتمت الى الحزب ، باتت واياه واحداً ، تحيا افراحه وآلامه ، تجسد فضائله وقيمه ، وتشع بالمناقب التي فولذت الاعماق . شارك في الثورة الانقلابية . سجن . فكان في كل المعتقلات التي انتقل إليها مع رفقائه ، قدوة في الايمان والنظامية والصلابة ، فيها درس على نفسه علم المحاسبة ، وعندما خرج من الاسر كانت دراسته هذه سبيله الى العمل الذي لم يكن فيه إلا مجلياً . ولعل ابرز ما يقال عنه هو موقفه البطولي طيلة فترة الحصار الاسرائيلي لبيروت ، وما تبعها من واقع امني ضاغط على القوميين الاجتماعيين ، وعلى الوطنيين عموماً . فهو لم يتوارَ ويختار سلامة الجسد على وقفة الايمان ، انما تابع القيام بمسؤوليته المركزية كخازن عام ، ومسؤول عن التموين للرفقاء الذين توزعوا في المواقع الامامية عند خطوط التماس ، فكان لسهره ، ومتابعته ، ودقة تنظيمه ، وتفقده المواقع الخطرة ، اثره البالغ في تثبيت معنى القدوة ، وفي تمكين الرفقاء من القيام بالواجب العسكري . وفي تلك الاشهر المحفوفة بالخطر ، ورغم كل القصف الذي عرفته بيروت ، لم يتوقف الامين حنا قيصر يوماً عن القيام بما تقتضيه مسؤوليته المركزية من متابعة وتسجيل وتنظيم ، فكان في ذلك الضابط المالي الامين في عمدة المالية ، الضابط لكل حركة الحسابات مع ما فيها من تنوع ، في اوقات عصيبة جداً لم يكن ممكناً اعطاء الناحية الورقية – المكتبية ما تحتاج اليه . بعد انسحاب " اسرائيل " ، تمنيت (وكنت عميدا للمالية) على الامين حنا ان يتوقف عن متابعة مهامه كخازن عام ، اذ – وهو ابن الجنوب السوري – كان معرضاً اكثر من غيره للاعتقال ، وربما للتصفية ، فأبى وأصرّ على متابعة مسؤوليته ، مستفيداً من مكان قريب الى الشقة التي كان يقطنها لتنظيم السجلات والملفات المالية ولوضع الاوراق والمستندات التي كانت تؤمنها له احدى الرفيقات في مكان خفي امين لا يمكن لأحد ان يكتشفه . واستمر الامين حنا حتى آخر لحظة متابعاً مهام مسؤوليته الى ان رفع الى المجلس الاعلى في الحزب بيانه المالي الكامل عن كل الاشهر الصعبة التي كان من النادر ان يتمكن غيره من القيام بالأعباء الضخمة التي لم تثقل كاهله ولم تحنِ له هامة . في الايام السوداء يمتحن الرجال . والامين حنا قيصر امتحن كثيراً ، ونجح كثيراً . مثله لا ينسى . يبقى في اعماق الوجدان وفي ذاكرة الاوفياء ، لكأنه لم يبارح ابداً ولم ينتصر عليه المرض الخبيث . * كلما تذكرته أشعر بعظمة هذا الحزب الذي فيه شّع آلاف المؤمنين وسطروا في تاريخنا الحديث أروع الملاحم . الامين حنا قيصر أحد المجلّين منهم . لروحه ارفع التحية ، ودائماً هو حي فينا ما دمنا على قيد الحياة ، وفي تاريخ حزبه ، ما دامت الأمة حية .
|
|||
جميع الحقوق محفوظة © 2024 |