عندما نتكلم عن بيصور ، البلدة – القلعة في تاريخ الحزب ، التي سطرت الصفحات المضيئة ، نتذكر مع الرفقاء الشهداء ، ومع الرفقاء المناضلين ، الامناء محمد العريضي ، سليم نصار ملاعب ورفيق الحلبي العريضي ، ونأخد من حياتهم الحزبية عبراً نضيفها الى هذا الكم الوفير من المآثر التي حققها القوميون الاجتماعيون منذ سنوات التأسيس وفي الكثير من مناطق الوطن .

عن أحدهم الامين محمد العريضي ، نحكي هذا الموجز .

*

لم أعرفه إلا نابضاً بإيمانه القومي الاجتماعي ، مجسداً لفضائل الحزب ، مناقبياً ، يتعاطى مع رفقائه بالمحبة والتواضع ، ويسعى لان يرى الايجاب في كل منهم .

وعرفه رفقاؤه في بيصور ، وحيثما نشط حزبياً ، الوجه الذي يفيض بشاشة وسمواً وصدقاً واخلاصاً لايمانه . لذا كان مأتمه في بيصور مظاهرة وفاء قلّما شهدت مثلها منطقة الغرب ، وألقيت كلمات كثيرة عبرت عما كان له من حضور متقدم ، هيهات ان ينسى او تمحيه السنوات .

كلمة الرفيق عفيف ملاعب التي ألقاها باسم مديرية بيصور (1) تضيء جيداً على الامين محمد العريضي وان كانت الى مثيلاتها من الكلمات العديدة التي ألقيت في المأتم الحاشد ، لا تغطي كل ما كان عليه أديباً وشاعراً وصحافياً ومناضلاً فذاً في حزبه ، قال :

" كبير من كبار رجالات بيصور رحل عنا اليوم .

جليل من اجلاء الادب والعلم والثقافة نفتقده اليوم .

علم من اعلام الوطنية القومية والعروبة انزل عن ساريته ، لكن بعد ان خفق عالياً في سماء المعرفة والنضال والايمان .

معلمٌ كبير نذر نفسه في سبيل قول كلمة الحق وعمل الخير ، اغلق كتابه بهدوء العالم المؤمن ، بعد ان سطر فيه صفحات مجيدة من مواقف العز والفخر والرجولة .

محرر من محرري بلادي ، ارتحل اليوم عنا ونحن بأشد الحاجة الى توجيهاته وارشاداته وتطلعاته .

مصلح اجتماعي كبير ، بطل من ابطال الحرف والكلمة والسلام في وطني نودعه اليوم ، ألا وهو الصحافي والاديب والشاعر والمفكر والمؤلف الامين محمد مصطفى العريضي .

فقيدنا الكبير أشهر من ان يعرف . لقد عرّف عن نفسه وعن بلدته وعن وطنه وعن أمته طيلة ستين عاماً من النضال وأكثر ، ممتشقاً يراعه على صفحات جرائد الصفاء والبناء وصباح الخير .

بيصور ايها السادة تعتبر حياة الراحل الكبير مدرسة في العطاء والتضحية والفداء ، مدرسة في التربية والاخلاق والوطنية ، ومن الاوائل الذين كرسوا حياتهم لانارة العقول والاذهان في بلداتهم ، وافتتح مدرسة للتعليم شبه مجانية ، وهو اول من انار بلدته بيصور بالكهرباء ، وفتح الطرقات الداخلية ووسعها وعممها الى كافة الاحياء كأول رئيس منتخب لبلديتها .

للرجال صفات ، للرجال ألقاب تطلق عليها ، تلصق بها تميزها عن غيرها من العاملين في الحقل الاجتماعي . حزبك ايها الراحل الكريم كان سباقاً في منحك صفة الامانة في مجتمعك .

بيصور تجمع وتبارك تسميتك بالأمين ، لما قدمت لها وضحيت من اجلها وكتبت فيها وعنها ولها ."

*

أصدر الامين محمد العريضي معجم " الفرائد المكنونة " في الاصوات ، والكنية ، والتغييب والاضداد (كما جاء في عنوان كتابه الصادر عن دار ابعاد عام 1983) وعنه قال ناشر الكتاب :

" معجم " الفرائد المكنونة " في الاصوات ، والكنية ، والتغييب والاضداد لمؤلفه محمد العريضي الكاتب والشاعر والصحفي ، هو معجم فريد من نوعه في العربية ، لم يتطرق إليه احد من اساطينها بإسهاب ، من قبل . وقد جاء نتاج تحقيق طوال خمسين عاماً من الزمن ، فيه المُخْتَزن في كتب اللغة ومعاجمها ، وفيه المستحدث الغني بالفوائد ، المستند الى الاستشهاد بأوثق المصادر وأصدقها .

يشتمل على اربعة ابواب هي الاصوات ، والكنية ، والتغييب وصيغة المثنى والاضداد . وقد مهد المؤلف لكل باب من ابوابه بما يسهل على القارئ بلوغ الارب عسى ان يفيد الناطقون بالضاد ، في تعدد مواطنهم خاصة محبي التحقيق والاستقصاء ، والحريصين على تراث العربية العظيم " . "

(1) عن مجلة " صباح الخير " – العدد 769 تاريخ 26/01/1991