شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-11-20
 

الامين بديع احوش

من الامناء الذين عرفوا النضال الحزبي التزاماً صادقاً وتفانياً ومواقف ثابتة بطولية ، شعّوا في محيطهم وعبر المسؤوليات التي تولوها في المنفذيات ، إنما لم يبرز اسمهم كثيراً في الاعلام ، فكانوا جنوداً مجهولين همهم كيف ينتصر حزبهم لا كيف ينتصرون هم عبر حزبهم ، نذكر بتقدير ووفاء الامين بديع أحوش .

من ابنه الرفيق غيث هذه المعلومات :

" دراسته لم تتعد التاسع تكميلي ، ولكنه كان شديد الاطلاع والثقافة ، خصوصاً في الحزب والامور الاجتماعية.

كانت مهنته المقاولات والبناء حتى عام 1970 عندما تعرض لأزمة قلبية فتوقف عن العمل ولكنه لم يتوقف عن النضال الحزبي الذي بقي يمارسه حتى وفاته . كان له معارف كثر من كافة شرائح المجتمع وكان له اصدقاء كثر من اعداء الحزب وهم لا زالوا حتى اليوم كذلك بالنسبة لنا وهذا يعود لشخصيته المميزة . اني اذكر هذا الامر لأنه شيء فريد من نوعه فهو لم يترك لنا المال ولا الديون بل ترك لنا اصدقاء ومعارف في الحزب وخارجه يمكننا الاعتماد عليهم . وهذا الشيء يحزّ في نفسي لأني لا استطيع ان احقق ولو عشرة بالمئة من الذي حققه .

انتمى الى الحزب اوائل الثلاثينات في احد بساتين الليمون في الجديدة (المتن الشمالي) على يد الامين عبدالله قبرصي والرفيق المرحوم اسعد الايوبي من عفصديق الكورة الذي كان عسكرياً (دركي) وكان طويل القامة بعكس الامين قبرصي .

اني اكتب هذه المعلومات لأني ما زلت اتذكرها كما كان يقصّها لي وانا صغير ، وقد قال لي انه اضطرب عندما رأى الرفيق اسعد الايوبي يدخل ببذلته العسكرية فظنّ انه سوف يتمّ القبض عليه ولكنه على العكس انتمى الى القضية التي تساوي وجودنا .

اما مسؤولياته الحزبية : مندوب مركزي في الشمال ، منفذ عام في كل من الكورة وطرابلس ، مدير مديرية ومفوض ومذيع ومحصل ومعظم هذه المسؤوليات كانت في الكورة وتحديداً في عفصديق . في اعتقادي ان اهم عمل حزبي قام به هو العمل الاذاعي الذي ادى الى انتماء العديد من الرفقاء وهذا العمل لازمه معظم حياته الزمنية والحزبية أكان رفيقاً او اميناً او منفذاً عاماً .

تعرّض الامين بديع للكثير من التشرد فكان عندما يلاحق في الكيان الشامي وخصوصاً بعد حادثة المالكي والتي خسر بسببها معظم املاكه في الكيان الشامي (اراضٍ وبيوت وباصات كان يشغلها بين بلدته " حب نمرة " والجديدة في لبنان ، كان يأتي الى لبنان عندما يلاحق في الكيان الشامي وعندما يلاحق في الكيان اللبناني كان يذهب الى الشام .

اما في لبنان فقد خسر الامين ثلاثة بيوت ، الاول والثاني في ثورة 1958 وفي الانقلاب وكان اصيب اثناء معركة عدبل (حوادث 1958) التي سقط فيها شهداء للحزب اذكر منهم الرفيق الشهيد عقل دياب .

في الانقلاب حكم عليه بالاعدام ولكن اطلق سراحه بعد العفو وفي هذه الفترة كتب عنه الامين جبران جريج الكثير في كتابه " من الجعبة " .

اما في حـرب السنتين فقد هجرنا من بيتنا الذي سرق وحرق في عفصديق – الكـورة وذهبنا الى "حب نمرة " التي بقينا فيها حوالي السنة وبعدها عدنا الى عفصديق واعاد بناء البيت واكمل النضال .

توفي في الثالث من شباط 1983 اثر ازمة قلبية ."

* عن مأتمه الحاشد في بلدة عفصديق – الكورة ، كتبت " البناء – صباح الخير " في عددها تاريخ 19 شباط 1983 ما يلي :

" شيعت الكورة الاسبوع الماضي الرفيق بديع أحوش الذي عرفه درب النضال منذ اربعين عاماً قومياً اجتماعياً صلباً لا يلين .

انطلق الموكب من منزل الفقيد في عفصديق حتى كنيسة البلدة ، حيث تقدمهم المسؤولون الحزبيون لمناطق الكورة وطرابلس وعكار ووجهاء المنطقة . وقد تكلم في الاحتفال التأبيني الذي اقيم في باحة الكنيسة الرفيق جوزيف نكد ، والرفيق جوزيف منصور ناظر مالية الكورة باسم مديرية عفصديق ، وابو غسان كلمة اصدقاء الفقيد .

كلمة منفذ عام الكورة :

واخيراً كانت كلمة الرفيق اسكندر العلم باسم منفذية الكورة . اذ جسد بكلامه مزايا الفقيد ، ونضالاته المستمدة من فكر ونهج الزعيم انطون سعاده ، مستعرضاً الوضع الراهن في لبنان وخلال المفاوضات اللبنانية – الاسرائيلية ، مختتماً الى وجوب انهائها بالقوة التي هي القرار الفصل في اثبات الحق القومي او انكاره ، معتمداً على الاجيال التي لم تولد بعد لتصنع النصر وتعيد الحق المغتصب .

وشدد على اهمية التلاحم والصمود بين ابناء الشعب الواحد لنتمكن من ضرب المخططات الصهونية التي ترمي لتفتيت وطننا الى قطعان متناحرة " .



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع