شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2008-02-14 |
سبع نظريات في مقتل عماد مغنية |
الجمل: تلبدت سماء منطقة الشرق الأوسط بالمزيد من الغيوم منذرة ببدء المنخفض الجوي الذي تكهنت به مراكز الرصد الجوي، وفي الوقت نفسه وعلى خلفية اغتيال عماد مغنية القائد العسكري البارز في حزب الله اللبناني تلبدت الغيوم السياسية أكثر فأكثر على النحو الذي بات يهدد بهطول المزيد من الأمطار السياسية وبفتح المزيد من صناديق الشر الشرق أوسطية. * النظريات التفسيرية المتداولة بين "الحقيقة" و"نظرية المؤامرة": مثلما أكد حزب الله اللبناني على أنه ليس مجرد ميليشا مسلحة لبنانية إنما هو حركة وكيان سياسي عابر للحدود، فإن اغتيال قائده العسكري لم يكن مجرد عملية اغتيال لقائد ميليشا لبنانية وإنما هو اغتيال يمثل حدثاً سوف يتردد صدى تداعياته عاجلاً أم آجلاً على المستويين الإقليمي والدولي. في مثل هذه الأجواء تتعدد النظريات التفسيرية بسبب تعدد اللاعبين والفاعلين المحليين والإقليميين والدوليين فهناك نظريات تفسيرية وفقاً لمعطيات فرضية الطرف المستفيد من العملية وأخرى تقوم على أساس اعتبارات فرضية التسويق للأجندة الخاصة سواء تلك التي تستهدف طرفاً معيناً أو تلك التي تعزز مشاعر قوة الذات والقدرة على إقصاء الآخر. * أبرز النظريات التفسيرية: بعيداً عن التصنيف على أساس اعتبارات الملامح النوعية يمكن استعراض أبرز النظريات التي حاولت تفسير عملية اغتيال عماد مغنية على النحو الآتي: • النظرية الأولى: القاتل هو إسرائيل. • النظرية الثانية: القاتل هو الولايات المتحدة. • النظرية الثالثة: القاتل هو إسرائيل – الولايات المتحدة. • النظرية الرابعة: القاتل هو طرف إقليمي حليف لإسرائيل والولايات المتحدة. • النظرية الخامسة: القاتل هو طرف لبناني حليف لإسرائيل والولايات المتحدة. • النظرية السادسة: القاتل هو طرف حليف لسوريا وإيران، ولإسرائيل والولايات المتحدة. • النظرية السابعة: القاتل هو طرف شرق أوسطي (ليس دولة) حليف لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي. بالنسبة للنظرية الأولى فهي تمثل النظرية الرسمية المتداولة بواسطة سوريا وحزب الله وإيران، وتقوم هذه النظرية على أساس اعتبارات أن إسرائيل قد حاولت عدة مرات اغتيال عماد مغنية، إضافة إلى أن عماد نفسه قد استطاع على مدى خمسة وعشرين عاماً إلحاق الأضرار الفادحة بإسرائيل وحلفائها في المنطقة. أما بالنسبة للنظرية الثانية فهي تستند إلى مبررات أن الإدارة الأمريكية تنظر لعماد مغنية باعتباره أحد أبرز الخصوم الرئيسيين في الحرب على الإرهاب، لأن مغنية نجح في اغتيال عدد من الجنود الأمريكيين حيث لم تستطع أي جهة على مدى الخمسة وعشرين عاماً الماضية أن تنجح في اغتيالهم باستثناء هجمات الحادي عشر من أيلول 2001م. وتأسيساً على ذلك فإن اسم مغنية هو على قائمة الاغتيالات المستهدفة الخاصة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي وقد خصصت الحكومة الأمريكية مبلغ 25 مليون دولار مكافأة لمن يستطيع الإدلاء بأية معلومات تفيد بأن عماد مغنية حي أو ميت وبهذا يكون خطره قد أصبح في نفس مستوى خطر أسامة بن لادن لجهة تهديد المصالح الأمريكية والأمن القومي الأمريكي. النظرية الثالثة القائلة بأن القاتل هو إسرائيل – أمريكا هي نظرية بنائية تقوم على منظور الانسجام والتكامل الأمني – العسكري – الاستخباري لمحور تل أبيب – واشنطن، والتعاون والتنسيق الموحد بينهما في مواجهة تحديات الملفات الشرق أوسطية، وقد أكد معطيات الوقائع والأحداث أنه لا فرق كبير في عمليات الشرق الأوسط الاستخبارية السرية والعلنية بين الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية. النظرية الرابعة القائلة بأن القاتل هو طرف إقليمي حليف لإسرائيل وأمريكا هي نظرية تلقي بالمزيد من الشكوك على جهاز المخابرات الأردني وجهاز المخابرات السعودي وجهاز المخابرات المصري خاصة وأنه في فترة ما بعد حرب صيف العام 2006م وما ترتب على ذلك من انعقاد المؤتمرات والاجتماعات السرية والعلنية بين المخابرات الإسرائيلية والأردنية والسعودية والمصرية، فقد كان واضحاً أن هدف التنسيق الاستخباري الإقليمي هو "رأس" حزب الله إضافة إلى استهداف سوريا وقوى 8 آذار وحركة حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. وقد أشارت المعلومات إلى الكثير من الوقائع التي كشفت عن تحركات الثلاثي الاستخباري الأردني – السعودي – المصري في الساحة اللبنانية. النظرية الخامسة تقول بأن القاتل هو طرف لبناني حليف لأمريكا وإسرائيل وهي نظرية تستند إلى بعض المعطيات أبرزها: • تصريحات وليد جنبلاط الأخيرة التي هدد فيها بـ"حرق الأخضر واليابس" وشن الحرب ضد حزب الله وقوى 8 آذار. • تورط زعماء قوى 14 آذار في الكثير من العمليات السياسية والاستخبارية السرية التي استهدفت ليس حزب الله اللبناني وقوى 8 آذار وحسب، بل امتدت لتأخذ طابعاً عابراً للحدود ضد سوريا والمقاومة الفلسطينية وإيران، ومن أبرزها عملية ميليشيا «فتح الإسلام» وغيرها. • تزايد الشبهات حول الدور الذي قام به سمير جعجع زعيم حزب «القوات اللبنانية» وأحد أركان قوى 14 آذار في الاغتيالات "الغامضة" التي شهدتها الساحة اللبنانية في الفترة السابقة، وإلى ارتباطه بشبكات الموساد الإسرائيلي الناشطة في الساحة اللبنانية وأيضاً التقارير الاستخبارية الأمريكية التي أكدت علاقته بمخططات وكالة الاستخباري المركزية الأمريكية وجهاز الموساد الإسرائيلي. النظرية السادسة القائلة بأن القاتل هو طرف حليف لسوريا وإيران، ولإسرائيل وأمريكا ، هي نظرية تتهم تركيا والمخابرات التركية بالقيام بعملية الاغتيال وذلك بسبب أنشطة حزب الله التركي الذي يقال بأن عماد مغنية هو من أبرز مؤسسيه، وتستند هذه النظرية على تبريرات أن التعاون الأمريكي – الإسرائيلي مع تركيا في عملياتها العسكرية ضد الحركات الكردية قد ترتب عليه أن تتعاون تركيا مع هذين الطرفين في استهداف عماد مغنية المطلوب رأسه بواسطة الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية. النظرية السابعة القائلة بأن القاتل طرف شرق أوسطي حليف لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي هي نظرية تتهم القوى السياسية والحركات المسلحة الناشطة في المنطقة والتي تتميز بروابطها الاستخبارية – العسكرية القوية والعميقة مع جهاز الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية. * تحليل المعطيات التفسيرية: من الواضح أن عملية اغتيال عماد مغنية في دمشق قد مثلت نجاحاً كبيراً للطرف الذي قام بتنفيذها إضافة إلى أنها قد أضرت بحزب الله وحلفائه، يضاف إلى ذلك أنها سترفع حساسية الأجهزة الأمنية والاستخبارية في المنطقة والتركيز على الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة مهما كانت صغيرة وتبدو لأول وهلة عديمة القيمة والفائدة. كل النظريات التفسيرية المشار إليها واردة الاحتمال على الأقل من الناحية النظرية، ولكن الواقع العملي وتتبع المعطيات الميدانية الجزئية المتعلقة بعملية الاغتيال والكلية المحيطة بعملية الاغتيال تشير جميعها إلى جملة من المؤشرات أبرزها: • لا يمكن الاستهانة بقدرة حزب «القوات اللبنانية» في تعقب اللبنانيين وتصفيتهم داخل لبنان وخارجه بسبب: * تمرس الحزب وزعيمه سمير جعجع في الاغتيالات السياسية على مدى ربع قرن منذ أيام الحرب الأهلية اللبنانية والحزب وزعيمه يقتلون بـ"دم بارد" فهل نجحت "أجهزة" سمير جعجع السرية بالتعاون مع الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات الأردنية والسعودية والمصرية في التوصل إلى عماد مغنية باعتباره الهدف الأول المطلوب. * اعتناق حزب «القوات اللبنانية» وزعيمها سمير جعجع لمذهبية إضعاف الخصوم السياسيين عن طريق القتل والتصفية الجسدية، وحتى الآن لا يعرف لهذه الحركة ولا لزعيمها أي معالم أو مؤشرات لبرنامج سياسي واضح بخلاف الصراع حول الزعامة وتجميع المتطرفين والقيام بالتصفيات واستئصال الخصوم. * وجود الحافز القوي لحزب «القوات اللبنانية» وزعيمها سمير جعجع للنيل من سوريا وإيران وحزب الله وبالتالي فإن النجاح في تنفيذ اغتيال عماد مغنية هو الوسيلة الوحيدة للحصول على القوة الرمزية أمام حلفاء سمير جعجع وحزبه سواء الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات الأمريكية أو شركائه اللبنانيين في قوى 14 آذار. • لا يمكن الاستهانة بجهاز مخابرات مسعود البرزاني الذي تقول المعلومات بأنه يعتبر واحداً من أكثر الأجهزة كفاءة وفعالية في تنفيذ العمليات السرية في المنطقة بالوكالة عن جهاز الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات الأمريكية وبهذا الخصوص نشير إلى نقاط القوة الآتية التي يتمتع بها جهاز استخبارات مسعود البرزاني: * السرية المطلقة بسبب اعتماده على العامل الإثني والولاء العرقي في اختيار وتجنيد عناصره. * التدريب المتطور الذي حصل عليه عن طريق خبراء الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية. * الخبرة الكبيرة التي اكتسبها بالعمل في أربع ساحات هي الساحة العراقية والتركية والإيرانية والسورية. * حرية الحركة وهامش المناورة ومزايا التغطية المتاحة لعناصره وذلك بسبب الطبيعة الجيو-سياسية للمنطقة. * عدم انتباه دول المنطقة لتحركات جهاز مسعود البرزاني السرية لأن النظرة التقليدية التي ظلت تركز على ربط أنشطة وتحركات جهاز مسعود البرزاني هي نظرة تحصر هذه الأنشطة والتحركات في الاعتبارات المتعلقة بملف كردستان ومصدر الخطر يتمثل في أن هذه النظرة تغفل النظر إلى هذه الأنشطة والتحركات باعتبارها ومنذ فترة طويلة قد دخلت ضمن ما يعرف بأجندة الحرب السرية الاستخبارية الشاملة لمنطقة الشرق الأوسط لسبب بسيط جداً هو أن الإسرائيليين والأمريكيين لن يقوموا مطلقاً بتقديم الدعم لجهود وأنشطة مسعود البرزاني دون مقابل وتحديداً مقابل سياسي – عسكري – استخباري. والمقابل السياسي تمثل في تمسك مسعود البرزاني بتبني الأجندة المعادية لوحدة العراق ولإيران ولسوريا، والمقابل العسكري تمثل في قيام البرزاني باستهداف إيران وبالتخطيط لاستهداف سوريا عن طريق دعم الحركات الكردية السورية الانفصالية، أما المقابل الاستخباري فهو مقابل مفتوح المجال فقد سبق وأشارت الدلائل إلى تورط أجهزة البرزاني في عمليات فرق الموت والتفجيرات التي استهدفت إشعال الحرب السنية – الشيعية في العراق. وليس من المستبعد إن لم يكن من المؤكد قيام جهاز استخبارات مسعود البرزاني بالتورط في أجندة الحرب السرية الاستخبارية ضد العراق وإيران وتركيا ولبنان وسوريا، وما هو معروف عن العمليات السرية أنها تتضمن جمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ الاغتيالات والتفجيرات. • لا يمكن الاستهانة بدور المخابرات السعودية والأردنية والمصرية في المنطقة، وإذا افترضنا ضعف المخابرات المصرية بسبب تركيزها على قطاع غزة فإن المخابرات السعودية والأردنية هما الأكثر نشاطاً في المنطقة، وبهذا الخصوص نشير إلى ما سبق أن أشار إليه الصحفي الأمريكي سيمور هيرش حول مشروع الحرب السرية الذي بدأ تنفيذه في المنطقة بتخطيط أمريكي وتمويل سعودي وتنفيذ لبناني. كذلك وحول تحركات المخابرات السعودية في المنطقة نشير إلى ما أوردته صحيفة المنار العراقية في مقالها الذي حمل عنوان «ضباط إسرائيليون في مربع قريطم»، والذي تطرق إلى حادثة مقتل ضابط قوى الأمن الداخلي اللبناني وسام عيد وتحديداً تصريح الرائد سمير شحادة (الذي هرب إلى كندا) الذي قال فيه: "رفضنا التعاون مع إسرائيل فدفعت أنا ووسام الثمن، وهو من دفع حياته وأنا أيضاً هربت إلى كندا.." ثم أضاف قائلاً "أملك معطيات تجعلني أتهم المخابرات السعودية بقيادة بندر بن سلطان باغتيال الرائد وسام عيد وأنا تركت لبنا وهربت إلى كندا لأن جماعة سعد الحريري شكتني إلى المخابرات السعودية التي تدير شبكات معقدة من السلفيين القادرين على تنفيذ عمليات معقدة وخطرة بأسلوب محترف لأنهم يظنون أنهم يخدمون القاعدة". لن نذهب بعيداً، وفقط نتساءل: هل نجحت المخابرات السعودية والمخابرات الأمريكية إذا كانتا فعلاً قد نفذتا عملية الاغتيال، في الإثبات وتقديم الدليل لأمريكا وإسرائيل بأن محور عمان – الرياض هو شريك حقيقي في "الحرب ضد الإرهاب"؟ أم أن جهاز استخبارات مسعود البرزاني قد نجح في تقديم الدليل لأمريكا وإسرائيل بأنه قادر على تقديم المزيد من الخدمات وتنفيذ العمليات الحربية بالوكالة في المنطقة، وما على الولايات المتحدة وإسرائيل سوى الاعتماد عل الحركات الكردية الانفصالية كحليف حقيقي يتمتع بالقوة والمصداقية في دعم الجهود وتعزيز المصالح الأمريكية – الإسرائيلية المهددة بخطر سوريا وإيران وحزب الله وحركة حماس؟ نأتي إلى الموساد الإسرائيلي وهو من أقوى المرشحين إن لم يكن المتهم الرئيسي الأول في تنفيذ عملية اغتيال عماد مغنية، وبعد الاتهامات الصادرة من سوريا وحزب الله وإيران، فقد أتت أولى المؤشرات على مصداقية اتهام الموساد اليوم من داخل أمريكا نفسها وتحديداً تصريح ضابط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق بروس رايديل الذي أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، وتجدر الإشارة إلى أن رايديل قد عمل مستشاراً استخبارياً لشؤون الشرق الأوسط لثلاثة من الإدارات المتعاقبة. يقول رايديل بأن الدليل في انفجار سيارة دمشق يشير إلى إسرائيل و"يثبت أن إسرائيل قد استطاعت التغلغل في حزب الله اللبناني". قضى بروس رايديل ثلاثين عاماً في خدمة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية واستناداً إلى خبرة سابقة في شؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا، قال رايديل أن الموساد الإسرائيلي هو من يقف وراء حادثة الاغتيال إضافة إلى أن الموساد الإسرائيلي سبق وأن قام بعمليات مماثلة في سوريا. وأشار رايديل إلى أن من استطاع الوصول إلى عماد مغنية يستطيع بالضرورة الوصول إلى حسن نصر الله زعيم حزب الله، وبالطبع فإن اسم حسن نصر الله موجود أيضاً على قائمة الاغتيالات المستهدفة الخاصة بجهاز الموساد الإسرائيلي. لقد نجح الموساد في تجنيد الكثير من اللبنانيين والفلسطينيين والأردنيين، وبالتأكيد فإن إمكانية استخدام هذه العناصر في البلدان العربية ممكنة ومضمونة النجاح للموساد ليس بسبب قوته الخارقة ولا بسبب ضعف أجهزة الأمن العربية، ولكن لأن عامل الانسجام الاجتماعي هو الذي يلعب دوراً كبيراً في إتاحة مزايا الغطاء وحرية الحركة لهذه العناصر. وتعليقاً على ذلك نتساءل: هل نجح الموساد الإسرائيلي في القيام بعملية الاغتيال معتمداً على قدراته الذاتية أم على قدراته التي استطاع بناءها في الساحة الفلسطينية واللبنانية والأردنية والكردية وربما التركية والسعودية؟ وحالياً تحول بعض الأطراف توجيه الانتقادات لأجهزة المخابرات السورية وتحميلها المسؤولية سفي التقصير عن حماية عماد مغنية وتعليقاً على ذلك نقول: • لو تسلل إسرائيلي واحد وقام بتنفيذ هذه العملية فإن الأمر فعلاً يكون مسؤولية المخابرات السورية، ولكن عندما يكون هناك فلسطينيون ولبنانيون وأردنيون وسعوديون ومصريون وأكراد يعملون في خدمة الموساد فمن غير الممكن إن لم يكن من المستحيل أن تنجح أجهزة المخابرات السورية في السيطرة على الوضع وحتى حزب الله اللبناني نفسه ما زال يبذل جهوداً خارقة لتفادي خطر العناصر اللبنانية التابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي بشكل تفوق فيه جهود حزب الله الأمنية والاستخبارية جهوده العسكرية في مواجهة إسرائيل. ومن المعلوم أنه لا يوجد جهاز مخابرات واحد في العالم يقبل بتنفيذ أي عملية اغتيال داخل نطاق مجاله خارج النطاق القضائي وبالتأكيد لن تمر عملية اغتيال عماد مغنية في دمشق بلا مساءلة ولا تحقيق جنائي أو قضائي. ولو تبين أن المسؤول عن عملية الاغتيال هذه كان سوريا لكان من الممكن تحميل جزء من المسؤولية لأجهزة المخابرات السورية، ولكن إذا كان من نفذ هذه العملية من عملاء الموساد المنتشرين في البلدان والمناطق التي أشرنا إليها فإن المسؤولية لا يمكن إلقاءها على سوريا والسوريين. كما لم يحدث أن استطاع أي جهاز أمن أو مخابرات في العالم في السيطرة على الأوضاع الأمنية بنسبة 100% لأن الأمن المطل غير موجود عملياً إلا في "الجنة" التي بشر بها الله سبحانه وتعالى عباده الصالحين وتشير معطيات الخبرة العملية إلى أن حتى: * وكالة المخابرات الأمريكية وعشرات أجهزة المخابرات الأمريكية التي تبلغ ميزانيتها السنوية أضعاف حجم الاقتصاد السوري والدخل الوطني السوري لم تستطع منع وقوع أحداث 11 أيلول وسقوط أكثر من 2000 قتيل أمريكي في وضح النهار وفي قلب مدينة نيويورك وتحديداً في مبنى التجارة العالمية الذي يمثل القوة الرمزية للاقتصاد الرأسمالي الأمريكي والغربي. * جهاز الموساد الإسرائيلي وغيره من أجهزة المخابرات الإسرائيلية لم تستطع، برغم الإمكانية الاقتصادية والتكنولوجية ومساندة الأقمار الصناعية، إيقاف ومنع عناصر المقاومة الفلسطينية من تنفيذ عملياتهم المسلحة داخل إسرائيل والتي كان آخرها عملية ديمونة. الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من موقع المفاعل النووي الإسرائيلي وترسانات بطاريات الصواريخ باتريوت المزودة بالرؤوس الحربية غير التقليدية. أما آخر ردود الأفعال الإسرائيلية على عملية اغتيال عماد مغنية والتي من الأرجح أن يكون قد وقف الموساد الإسرائيلي وراءها، هي ردود أفعال متعددة من أبرزها التسريب الذي أورده موقع ديكه الإلكتروني الإسرائيلي الذي أشار إلى تكهن إسرائيلي بأن طهران ودمشق وحزب الله يقومون حالياً بالتخطيط وإعداد العدة للقصاص والانتقام من إسرائيل لقيامها باغتيال عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله، فهل أن هذه الأطراف تحضر فعلاً للقصاص والانتقام أم أن التكهن الإسرائيلي هو مجرد تمهيد إعلامي لعملية استخبارية إسرائيلية جديدة تتضمن قيام الأجهزة الإسرائيلية بعملية ضد إسرائيل ثم إلقاء اللوم على سوريا وإيران وحزب الله بما يفتح الباب أمام إجراء عسكري إسرائيلي يشعل المنطقة؟ بكلمات أخرى هل المنطقة أمام صيف جديد سوف يبدأ أكثر سخونة هذه المرة خاصة أن ثمة تصريحاً للاستخبارات الأمريكية قد صدر اليوم يقول بأن إيران أصبحت قادرة على إنتاج الأسلحة النووية!!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |