إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

دراسة إسرائيلية ترسم ملامح حرب مقبلة بلبنان

وديع عواودة- الجزيرة

نسخة للطباعة 2009-05-12

دعت دراستان صادرتان عن معهد أبحاث الأمن القومي في إسرائيل إلى استخلاص الدروس "الصحيحة" من "الرصاص المصبوب" العملية التي شنتها إسرائيل على غزة، واقترحت نموذجا عسكريا دبلوماسيا لتأمين نصر حاسم على حزب الله في الحرب القادمة.

وتحت عنوان "لبنان مصغر"، أكد الباحث أمير كوليك أن إحالة استخلاصات "الرصاص المصبوب" من الناحية العسكرية التكتيكية على مواجهة محتملة ضد حزب الله في لبنان بشكل أعمى تشكل "خطأ مريرا" منوها للفوارق الكبيرة بين قطاع غزة وجنوب لبنان وبين حركتي المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

ويحذر كوليك من تعميم التشابه بين العدوانين على غزة ولبنان ومن قيام الجيش الإسرائيلي بإغفال أوجه الاختلاف الجوهري بين الحالتين رغم تبني حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأنماط القتال المعتمدة من قبل حزب الله.

وينوه الباحث إلى أن الجيش والمجتمع في إسرائيل يريان بالحرب على غزة تعويضا على فشل ومذلة وصدمة الحرب الثانية على لبنان، ويحذر من اعتبار "الرصاص المصبوب" انتصارا.

ويكشف كوليك أن جيش الاحتلال استخدم كمية غير مسبوقة من النيران على منطقة سكنية في العدوان على غزة، وينوه لمنح القيادات الميدانية إذنا بالمس بكل بيت يبدو مفخخا ويتابع "حينما اقتحموا بيت لاهيا استهدف كل بيت ثان اعتمادا لنموذج (الضاحية الجنوبية) بهدف تقليص الإصابات وردع الفلسطينيين وسوريا وحزب الله".

بيت العنكبوت

ويلفت للشبه بين حزب الله وحماس في تبني نظرية "بيت العنكبوت" واستنزاف الجبهة الإسرائيلية الداخلية مقابل نقاط اختلاف كثيرة بينهما. ويشير لصعوبة القتال في لبنان من ناحية مساحة المواجهة والتضاريس والاستخبارات والتجربة القتالية المتراكمة وكميات السلاح والإمدادات والبيئة الإستراتيجية.

ونظرا لمكانة لبنان لدى الغرب وانتخاب إدارة أميركية جديدة، يدعو كوليك إسرائيل للتنبه إلى أن "ساعة الرمل" للمعركة القادمة مع حزب الله لا يمكن أن تطول بخلاف العام 2006.

وتوضح الدراسة أن الجيش الإسرائيلي لم يكتشف بعد المعادلة الصحيحة لمواجهة ناجحة مع حزب الله، لكن الحرب على غزة وضعت بين يديه "أطراف خيوط" لإيجاد حل للمشكلة.

وتوصي الدراسة باستخدام عنصر المفاجأة واستخدام نيران كثيفة تسعى لتحييد القيادة السياسية والعسكرية للمقاومة وتنال من مقدراته الإستراتيجية. كما تدعو الدراسة على المستوى العملياتي إلى تشويش برامج العدو نظرا لانتشاره الواسع في مساحة كبيرة من خلال تركيز جهد عسكري بري وجوي كبير في نقاط مؤثرة جدا عليه.

وتتابع "بدلا من احتلال مناطق واسعة ينبغي تحديد الهدف بتحييد سريع لأجهزة القيادة والسيطرة وبلوغ نقاط إطلاق الصواريخ المركزية للتخفيف عن العمق الإسرائيلي".

تطور القسام

ويشير كوليك إلى ضرورة تفكير الجيش مليا بعملية برية معينة في عمق الأراضي اللبنانية لمهاجمة القيادة المركزة لحزب الله وتعطيل صواريخ المدى البعيد.

وفيما يشكك بجدوى الاستهداف الأعمى لكل منطقة تطلق منها النار يرى كوليك أن حيازة الردع والمس بقدرة حزب الله على ترميم ذاته بعد الحرب القادمة هي واحدة من أهم أهدافها.

ويتابع "يتم ذلك من خلال استهداف مؤسسات الحكم ومرافق البنى التحتية المدنية والاقتصادية الخاصة بحزب الله جنوب ببيروت والبقاع، بنجاعة وبثمن دولي منخفض إلى جانب ضرب البنى الاقتصادية اللبنانية".

ويشدد على ضرورة احتياط إسرائيل مسبقا على خطة دبلوماسية توفر مخارج للحرب وتضمن إغلاق مطبق للحدود بين سوريا ولبنان ومنع تهريب السلاح وإقصاء حزب الله من الجنوب.

واستعرضت دراسة أخرى للباحث جاي أفيعاد تطور كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس وتحولها من منظمة "عصابات" إلى حركة شبه عسكرية نظامية تعتمد نموذج حزب الله في مقاومتها رغم المصاعب اللوجستية.

ويؤكد أفيعاد أنه رغم الضربة القوية التي تلقتها كتائب القسام في العدوان على غزة نجحت بالحفاظ على قوتها لحد كبير بالتحول إلى جهاز قتالي مؤسس يعمل بموجب نظرية عسكرية.

ويحذر أفيعاد من التشكيك بقدرتها على تنظيم صفوفها مجددا وتعظيم قوتها واستخلاص عبر الحرب الأخيرة، ويتابع أنه بدلا من رؤية عملية (الرصاص المصبوب) "ترميما لقوة الردع الإسرائيلية ينبغي التنبه للضوء الأحمر الذي بان خلالها فالجيش ربما ربح معركة لكنه بعيد عن حسم الحرب برمتها".




 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024