إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الايام الصعبة

حياة الحويك عطية -الدستور

نسخة للطباعة 2009-07-08

هل جاء الاميركيون الى العراق في نزهة؟ وهل ضحوا بكل ما خسروه ماديا وبشريا ليعودوا دون تحقيق اي هدف؟ ام انه علينا ان نكون على قدر من السذاجة لنقول ان هدفهم كان اسقاط صدام حسين ، وكفى؟.

لا احد يجهل ان العنوانين العريضين للاهداف كانا: اسرائيل والنفط.

اسرائيل حقق لها جورج بوش تدمير الجيش العراقي ، والقوة العراقية ، اما النفط يضاف اليه الغاز فقد فصلنا في مقال الامس شبكة الشركات المتعددة الجنسيات من كل اقطار المعمورة التي تدفقت على العراق بمجرد ان فتح لها الباب. واذا كان لاعضاء الادارة الاميركية البوشية حصة كبيرة في الكثير منها ، فان الادارة الجديدة ليست بمناى عن تاثيرها القوي ، مثلها في ذلك مثل اية ادارة سياسية في العالم. مما جعل ايناسيو رامونيه يطلق عليها اسم 'سادة العالم الجدد'.

غير ان الهدفين المذكورين لن يستقيما بنظر جهات كثيرة في الادارتين الاميركية والاسرائيلية ، خاصة على المدى المستقبلي ، الا بتقسيم العراق ، مما يجعل من هذا الهدف هدفا ستراتيجيا اساسيا. وعلى راس هؤلاء نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن ، الي عمل على اقرار موضوع تقسيم العراق من قبل الكونغرس الاميركي.

لذا يمكن القول انه اذا كان يمكن القول ان تخفيف حدة الخطر والخسارة للقوات الاميركية ، يفرض ما حققته ادارة اوباما من انسحاب الى القواعد ، فان هذا الانسحاب لا يمكن ان يكون دائما ونهائيا الا اذا تبين للاميركيين ان مصالحهم ومصالح الشركات ذات النفوذ لديهم مؤمنة. اما اذا حصل العكس فان واشنطن ستجد نفسها امام خيارين : اما العودة الى الاضطلاع المباشر بعملية الامن ، وبالتالي الى تحمل الخسائر المادية والبشرية. واما تفجير حرب اهلية طائفية مذهبية عرقية ، تؤدي في النهاية الى تقسيم العراق وفق رؤية جورج بايدن.

ولعل هذا ما تعنيه تسمية بايدن 'مبعوثا بصفة غير رسمية' وتكليفه بترتيب شؤون الاتفاقية الامنية والاتفاقية الستراتيجية. وما عناه قوله هو: 'اذا ما عاد العنف الطائفي فلن نعيد العراق الى ما كان عليه'.

سيناريو قد يرتسم عبر زرع الغام التفجير في كل المواقع ، ومن ثم سحب الجيش الاميركي بشكل مفاجىء ، مع علمهم الواضح بعدم قدرة قوات الامن الحكومية العراقية على ضبط الامور. بدليل ما صرح به اودينيرو من ان هذا الضبط يحتاج الى 400 كتيبة مؤهلة ، في حين لا يمتلك العراق الان الا كتيبة واحدة تمتلك هذه المقومات.

سيناريو كان بامكان الحكومة العراقية تجنبه عبر الاستجابة لمطالب المقاومة العراقية الوطنية ، وعبر قبول مبدا التعددية الكلية التي لا تستثني احدا ، بما في ذلك حزب البعث وسائر مكونات المقاومة الحالية ، خارج العملية السياسية وداخلها. خاصة قبل الانتخابات القادمة. لكن شيئا من ذلك لا يلوح في الافق حتى الان.



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024