شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 1946-05-26
 

إلى غسّان تويني رسالة 4 ج 6

أنطون سعادة

وبعد أن كنت اؤمل الاعتماد على "مخلص" يؤمن الآعمال التجارية بالمبيع والحركة وجدتني تحت عبء محل تجاري مفلس وتحت عجز مالي.

وفي هذه الآونة قاربت ولادة طفلتي الثانية ففقدت معاونة قرينتي مدة الوضع والراحة ثم عملت كل السنة الماضية بمساعدتها بكد وتعب وتمكنا من انقاذ المحل، وفي التقويم السنوي الأخير، تبين اني عوضت معظم الخسارة مع المدعو جبران مسوح.

في هذه السنة الحالية ابتدأت أعمالي التجارية تتسع وابتدأت أتوقع نجاحاً مالياً جيداً، فاشتريت كميات بضائع أكثر من السنة الماضية وأخذت على نفسي تعهدات وآخر عمل تجاري كان صفقة شراء كمية من الورق لصناعة أكياس الورق للحوانيت طلبتها رأساً من معاملها الأسوجية ومركب الشحن يصل في آخر هذا الشهر وينتظر وصول الورق الي بعد نحو عشرين يوماً. هذه الكمية يستغرق استهلاكها بالصناعة نحو ستة أشهر ومبلغ ثمنها نحو اثني عشر ألف فاس (ريال) أرجنتيني.

فتكون المسألة من جهتي مسألة التخلص من التجارة اما بيع المحل واما بتصفيته. اما البيع فهو أخصر الطرق إذا وجد الشاري المناسب. وأما التصفية فيمكن أن تستغرق ثلاثة أشهر الى الستة.

تبقى مسألة معرفة ما يبقى لي من مال بعد رد المال المقترض من ابن حمي وأظن أن ما يبقى زهيد لا يستحق الذكر خصوصاً والبيع سيكون تصفية بلا ربح تقريباً. وفي هذه الحالة يجب تأمين نفقة سفر الزعيم وعائلته من فروع الحركة في اميركة.

أما المعاملات اللازمة من الوجهة القانونية فقد بدأت في الوطن بتقديم مذكرة للوزير الصديق اميل لحود بطلب اعطائي جواز سفر للانتقال بحرية وللعودة الى الوطن اذا شئت، والمذكرة مشفوعة بالحجج النتفية لتوهم خطر الزعيم على كيان لبنان او اختلاف موقفه عن موقف الحزب المعلن واني أنتظر نتيجة هذه المحاولة.

واما الأسباب والظروف المناسبة واستعداد الحزب للاضطلاع بمسؤولياته فيوجد توافق بين ما ورد في تقريرك وفي رسالة حضرة رئيس المجلس الأعلى وهو ما يشتمل على الخطوط العريضة للحالة الحزبية العامة.

هذا ما رأيت أن اورده لك الآن وفي مناسبة أخرى أعود لأسألك بعض المسائل اللازمة لايضاح بعض الأمور.

هنا قد بدأت بامكانياتي المادية المحدودة حركة تبرع من الرفقاء والمحبذين لخزانة الحزب العامة، ولقد جمع مبلغ يمكن ايصاله الى عشرة آلاف فاس ريال ارجنتيني او نحو أربع مئة الى خمس مئة استرلينية لترسل الى الخزانة العامة في الوطن.

قد صدرت جريدة "صدى النهضة" في بيروت واني انتظر وصول أعدادها الأولى بالبريد العادي وقد ساهمت منفذية الشاطىء الذهبي مساهمة جيدة في ايجاد رسمالها.

بعد أيام غير كثيرة يصدر أول عدد من استئناف اصدار "الزوبعة" هنا.

اقبل سلامي القومي.

تمت

صدر عن مكتب الزعيم، في 26 مايو 1946 ولتحي سورية

خاتم وامضاء الزعيم



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه