شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 1946-08-04
 

إلى غسّان تويني رسالة 6 ج 2

ان عمدة الثقافة، ككل عمدة اخرى من عمدات ادارة الحزب السوري القومي الاجتماعي، لم تنشأ دستورياً، "لخدمة الأمة" بارادتها وامرها، بل لتحقيق بعض غايات المنظمة التي صدرت عنها ويجب عليها ان تتقيد بهذه الروحية حتى في حالة كون هذا الشكل اسمياً فكم بالحري والشكل فعلي. ومثل بسيط قد يزيد الفائدة: لا تزال حكومة بريطانية تستعمل هذا التعبير: "تريد حكومة جلالة الملك ان..." ونحن نعلم ان حكومة بريطانية هي حكومة الشعب البريطاني بالفعل وليست " حكومة جلالة الملك" الا بالاسم.

ان مسؤولية عميد الثقافة تجاه مراجع الحزب العليا لا تجرده من شخصيته ولا من تخطيط سياسته العملية في الاضطلاع باعباء ما ألقي عليه من الأغراض والمهمات ولكن الدستور لا يجيز له ان يغقل ان كل ما يجري باسمه انما هو على مسؤوليته هو المطلقة.

ان هذه النقاط الحقوقية والدستورية والادارية والروحية تدخل في جملة ما قلت اني سأتناوله في خطابي او رسالتي الى المجلس الأعلى وفي خطاب او خطب موجهة الى هيئات الحزب المسؤولة لتكون درساً للجميع. وقد أدليت بها إليك خصوصاً من أجل ما قلت في كتابي السابق من اهتمامي ببناء نفسك العقائدي والنظامي وزيادة وعيك القومي الاجتماعي، حصوصاً وأنك قد عرضت لها بحماس في شرحك التبريري لاتجاهات غميد الثقافة في قيامه بمسؤولية عمدته في كتابك الأخير، وقبل ان أنتقل الى النقطة التالية التي يهمني نقل وجهة نظري فيها اليك عملاً بقاعدة: بناء النفوس المؤهلة في العقيدة والنظام، اريد ان أقول ان غرض ملاحظاتي هو غرض تعليمي اصلاحي عملاً بالقاعدة المذكورة، واني أزيد على ما تقدم انه لما كان الأمر متعلقاً بمن هو مثلك ومثل الرفيق فايز صايغ من تلامذة العقيدة القومية الاجتماعية وحملة أفكارها وممثلي روحيتها فلن أترك التثقيف لألجأ الى السياسة. بهذه الطريقة بنيت شخصيات أعضاء المجلس الأعلى وادارة الحزب العليا وبهذه الطريقة اريد تقوية وحدة الفكر والقصد قي دائرة جميع أصحاب الفكر والعلم من العاملين والمشتغلين بقضايا الحزب الفكرية. وفي هذا السياق وقبل تناول التحفظ للحق والخير والجمال اريد ان أقول انه مهما يكن من أمر كون الرفيق فايز صايغ أول محقق لمؤسسة عمدة الثقافة فلا يجوز القول ان هذا التحقيق العملي هو "تأسيس يكاد يكون كلياً" اي بالغرض والغاية الفكرية أيضاً فهذا أمر حاصل في تعاليم الحركة القومية الاجتماعية التي جد ثقافية وفي تأسيس العمدة دستورياً، الدال على قصد واضح من هذا التأسيس ثم في التمهيدات الثقافية بانشاء "الندوة الثقافية" التي تعهدها الزعيم بنفسه في عهدها الأول. وإذا كان يحق للرفيق فايز صايغ ان يفتخر بأنه أول من نظم عمدة الثقافة وخطط لها سياسة فيجب ان يترك لمراجع الحزب العليا الشهادة له بمبلغ خدمته من الجلال وهي لا تبخسه حقه وان يتجنب اغفال كون عمدة الثقافة منبثقة من قكرة ثقافية وغرض ثقافي واضخين، وانه مهما وسع هو في هذه الفكرة وهذه الغرض قالأمر توسيع لا انشاء كلي ولا شبه انشاء كلي. واذا لم نتوضح هذه المسألة كما يجب صارت سابقة لتشجيع النزعات الفردية ونشوء "سلسلة الاستنباطات" التي حدثتك عنها في رسالة سابقة ولاهمال الأصول العقائدية، والدستورية، خصوصاً اذا أخذ العمد الآخرون او بعضهم يفكرون متأثرين "بالمبادىء الأساسية لبيان عميد الثقافة الأساسي" وينظرون الى عمداتهم كمؤسسات حرة مستقلة، مسؤولياتهم هي تجاه "القيم العليا" رأساً لا تجاه المنظمة ووضعها الدستوري، وغرضها "خدمة مصلحة الأمة" لا تحقيق عاية المنظمة وفاقاً لدستورها وتشريعها ونظامها. وليست هذه المرة الأولى التي يغفل أعضاء المجلس الأعلى التدقيق، في غيابي، في مثل هذه القضايا الأشد خطورة مما يدلعليها ظاهرها، او لا ينتبهون الى ذلك.

…..

يتبع

صدر عن مكتب الزعيم، في 4 اغسطس 1946 ولتحي سورية

خاتم وامضاء الزعيم



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع