شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2010-05-12 |
الشاعر خليل حاوي :قصيدة في سعاده الشهيد |
في كتابه – المرجع " خليل حاوي وانطون سعاده "، يورد الدكتور محمود شريح التعريف التالي، قبل ايراده النص الكامل لقصيدة رائعة للشاعر خليل حاوي في استشهاد سعاده . عن الفترة التي اعقبت استشهاد سعاده يروي أنيس صايغ وهو قوميّ قديم، انّه تعرّف الى حاوي خلال صيف 1949 وانّ " الحديث الوحيد عن الحزب الذي كان يدور بيننا كان خلال زياراتنا الليلية للأستاذ عبد الله قبرصي وسهراتنا عنده باستمرار طيلة اشهر الصيف حينما كان " يصيّف " هو في ضهور الشوير وكنت انا أذهب كل " صيفية " إلى هناك وأقضي شهراً في فندق رخيص ونظيف أسمه فندق القاهرة. كنّا نتلاقى كلّ مساء، خليل وأنا، ونذهب معاً الى بيت قبرصي القريب من الفندق. وكثيراً ما كان موضوع سعاده واستشهاده والحزب ومشاكله يتردّد في احاديثنا وخليل يشرب الويسكي وقبرصي العرق وانا الماء الزلال ! " ويذكر احد اعمدة الحزب عبد الله قبرصي " مواقف سوريّة قوميّة اجتماعيّة رائعة لخليل بعد استشهاد سعاده"، وانّه كان يلتقي بحاوي " في مطالع الخمسينات في ضهور الشوير، وبعض الرفقاء القدامى: الشهيد الامين نسيب عازار والفقيد عبد اللطيف جعجع والرفيق منصور عازار ( الامين حالياً )، كانت اجتماعاتنا تعقد حول كأس في عينطورة في منزل الشهيد نسيب أو في منزلي، او في مقاهي الجبل الغنيّة بالمازات الشهيّة. كان خليل في تلك الجلسات نجم حلقتنا. وكانت قصائده أطيب " مازاتنا ". من تلك القصائد واحدة كنا نصغي اليها بلهفة وحماسة: قصيدة في استشهاد سعاده. القصيدة ثورة ضد قاتلي سعاده. ونَفَسٌ ملحمي في تأبينه "، وهي القصيدة التي وجدها ايليا حاوي بين اوراق اخيه واثبتها في كتابه عنه ( ص 327 – 329 ):
كـوني ليَ، الليـلَةَ صَـدْراً حَنـوُنْ يأسُـو شَـجِيّاً سـحقَتْهُ الشّـجونْ بي جهشَـةُ الطـفـلِ، وبـي ذلـةُ السـائل، بي تَفَجـعٌ، بـي جُنُـونْ بعـضُ عـزائي تُحِـسـّي الأسـى، لا أن تسـاقيـني الغَـوى والفُتُـون لا أن تـروّي مـن دمـي رَغْـبَـةً مَلهـوبةً تَلْهَـثُ مـلءْ الجّـفـونْ آهِ احجيـهـا وامسـحـي جوّنـا بـخافِتِ الضوءِ وهَمْـسِ السُّـكُونْ إصغـي لسـرٍّ طالـمـا صنتـُـهُ عنْ أعيُـني، عن خطـوات الظّنـونْ يبـوحُ قلـبـي، عَلَّـهُ يَـطْـهَـرُ يَبُـوحُ بالضُّـعْف لِمَـنْ تغـفـرُ هــــلاّ ذَكَJرْتِ لَيْــلَةً أطْلَعَتْ دَوَاهِـيـــاً، واللـه لا يُبْصِــرُ لَيـلَةَ شـاءَتْ فـي السّـمـا قـوَّةٌ مُـنْـذِرَةً يـا هَـوْلَ مـا تُـنْـذِرُ لَيـلَةَ ضلَّـتْ أرضُـنـا وانْتَـحَتْ كَهْفـاً إليـه النُّـورُ لا يَـعْـبُـرُ لَيْلَـةَ غَـارَ النَّـجْـمُ كيْ لا يَـرى، لَيلَـةَ غِـيـلَ البطَـلُ الأسْـمَـرُ ونَحْـنُ في سِـجنـين ضـاقا بِـنَا ضاقَتْ بـما تَحْوي الصّدورُ الغِضَابْ نثـورُ لا عصـفـاً بـوجـهِ الـرّدى ولا جبـاهـاً فـي جِبـاهِ الحـرابْ نَـثُـورُ في الـقَـيْـدِ، ومـا ثـورَةٌ يخـنِقُها القَيْـدُ بِظِفْـرٍ ونـابْ . . . ويـومَ القـى الشـؤمُ فـي وجهـنا ظـلَّ مصابٍ، قبـلَ وقْـعِ المُصابْ نُحِـسُّ ما في الغيـبِ مـن فاجـعٍ وان نـدَاريـه بـبـشـر كـذابْ فيـا مَـزَفَّ الخـطـبُ في صيحـةٍ جـرَّت علـى الاكبـاد سُمّاً لِهابْ أجْهـزْ، فَلَـمْ يـبـقَ سـوى أنّـةٍ مـن مُهـجِ هِـلتَ عليـها الترابْ هـذي الضّـلوعُ المرْتـمي عَزمُـها كانت على الجلـىَ ضُلوعـاً هِلابْ صِحْ يا صَـدَى النكّبـةِ مـلءَ المَدى ملءَ الكُهوف الجُهْمِ، ملءَ الشِّـعابْ عَـلَّ طَليقـاً مـنْ رفـاق لَـنـا يسـمعُ صوتَ الحقّ، صوت الحِساب صـوْتَ الرّمالِ الظامِئـات الحَشَـا صـوتَ الضّحايا تسْـتَحثُّ العقابْ صوتـاً دوّيـاً، ملْحَمـيَّ الصّـدى ينْشَـقُّ عَنْ رؤيـا غدتْ في التهابْ: عَـنْ مُجرمٍ للإثـمِ فـي جِـلـدِهِ وسمٌ، وفيهِ من دمانــا خِضــاب تَلْعَنُـهُ الأرضُ وَسُحْبُ السّمــا تصْليــهِ، مِنْ سخطٍ، رصاصاً مُذابْ يا ذُلّـةَ العـاتي وسـوطُ اللّـظَـى يَتْـرَعُ عينيـهِ عمـىً وانـتـحابْ لا نَـدمٌ يُـجـديـهِ لا رَحْـمَـةٌ تأتيـه، لا يُنجيـه دمـعُ الـمَتَابْ ويـا قُـضـاةً قنّـعُـوا مكرَهُـمْ بـجبّةِ العَـدلِ وشـرعِ الكتـابْ مَـا للـدِّما تفضـحُ أيـديـكُـمُ والاثـمُ يكسـوُكُمْ جُلودَ الذّئابْ إن القـضـاءَ العـدل أن تـحرموا من نعمَـة الموت وحَسْـمِ العـذابْ أن يصـدأَ الـمُجرم فـي قيـدِهِ أن يَخْشـى هَولَ اللّيـل جانٍ طريدْ فـالجوهرُ الحُـرّ يُذيـبُ الـدّجى يُـزحزح الصّـخْرَ ويـذوي الحديدْ يَسْـخو على الظّـلم بإشـراقهِ الأ نُجُـم تقـوى في الظـلاّم الشـديد ايـنَ ليالي السّـجن من عتـمـةٍ تَغِـلّ وُجـدانَ الطّـغـاةِ العبيـدْ لَنَـحنُ أحـرارٌ، لنـا وَثْبَـةُ الحلمِ تـرامـى فـي البعـيـد البعيـد لنـا رؤى يطـوي مـداها المَـدى أفقـاً مـديـداً تلـو أفـق مـديدْ
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |