|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
رئيس الشاباك في زيارة عمل لجنين!! | ||
| ||
لسنا نأخذ أي شيء من الصحافة الإسرائيلية ، وإن اقتنعنا بأنها تتمتع بالكثير من المصداقية على صعيد الأخبار ، باستثناء حالات محدودة لا يجد المحلل صعوبة في تمييزها ، لكن الخبر الذي نشره موقع "هآرتس" ليس من النوع الملفق ، بل هو حقيقي ، لا سيما أن أخبارا مشابهة قد ثبتت صحتها ولم تنفها الأجهزة المعنية في السلطة الفلسطينية في السابق. يقول الخبر إن رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي "يوفال ديسكن" قد أمضى يوم عمل كامل في مدينة جنين بوصفه المسؤول عن عمليات التنسيق الأمني مع الجانب الفلسطيني ، والزيارة التي تمت خلال الأسبوع الماضي جاءت بعد زيارة مماثلة لمدينة رام الله تمت في وقت سابق. الأجهزة الأمنية الفلسطيية لم ولن تنفي الخبر بحسب المرجح ، وإذا فعلت فسيكون ذلك من خلال سياسي لا صلة له بالملف الأمني ، لكن اللقاءات المذكورة ليست جديدة ولا غريبة ، فمكاتب الارتباط تعمل بشكل دائم ، لكن زيارة "ديسكن" لها معنىً أكبر تبعا لمجيئها قبل الإعلان عن حزمة التسهيلات التي قررت تل أبيب تقديمها للفلسطينيين بطلب من واشنطن كما قيل ، وذلك من أجل دفع السلطة نحو العودة إلى المفاوضات المباشرة. معلوم أن نموذج جنين هو النموذج الذي طالما تغنى به الجنرال دايتون ، حيث جرى تحويل "مدينة الانتحاريين" كما يسمونها إلى مدينة هادئة وادعة ليس فيها أي أثر للمقاومة أو التمرد ، وقد قرأنا قبل أسابيع تفاصيل حالها من خلال أحد رجال المقاومة من الجبهة الشعبية (جمال الزبيدي) ، وهي مقابلة تمثل مرثية للوضع الفلسطيني بعد أن جرى استبدال التحرير بالعيش الرغيد وسيارات الدفع الرباعي وتحويل المقاومين إلى موظفين هامشيين في مؤسسات السلطة ، لا سيما أن من الصعب استيعابهم في الأجهزة الأمنية لأن قوانين دايتون تنص على أن يكون رجال الأمن الجدد بلا تاريخ في المقاومة ، أي أن يكونوا بحسب المصطلح الذي استخدمه من "الفلسطينين الجدد" الذين أبدع في إنتاجهم خلال السنوات الأخيرة. حزمة التسهيلات التي قدمها وسيقدمها نتنياهو للسلطة تستحق الاجتماع المذكور ، معطوفا على عشرات الاجتماعات المشابهة بين ضباط من الطرفين ، وهي تأتي ضمن المخطط الذي رسمه الجنرال دايتون منذ أربع سنوات ، ويقوم على تدريب كتائب فلسطينية تتسلم مهمات الأمن في المدن بالتدريج من أجل إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الانتفاضة نهاية أيلول من العام ,2000 "تسهيلات" نتنياهو المعلنة كانت كذلك ، وهي تمضي في ذات الاتجاه من أجل الكف عن إحراج السلطة عبر التدخلات الأمنية المباشرة للجيش الإسرائيلي في مناطق (أ) ، ومن ثم توفير وجود أمني في مناطق (ب) للشرطة الجنائية في البداية ، ورفع بعضها إلى تصنيف (أ) ، وهو سيناريو قد يستغرق عاما وربما عامين أو أكثر كي يصار إلى تطوير الوضع على نحو أفضل مما كان عليه قبل الانتفاضة ، أي أن يصل الوضع حدود سيطرة السلطة (أمنيا) على سائر التجمعات السكانية الفلسطينية في الضفة داخل الجدار. هذه هي الدولة الفلسطينية الموعودة التي يتحدث عنها أوباما ، وهي ذاتها المرحلة الثانية من خريطة الطريق (تسمى الدولة المؤقتة) ، وهذا هو برنامج "السلام الاقتصادي" لنتنياهو الذي يحظى بإجماع كافة الفرقاء في الساحة الإسرائيلية بمن فيهم ليبرمان نفسه ، وإن لم يدخل في التفصيلات. وللتذكير ، فهذا هو مشروع شارون الذي أسس من أجله حزب كاديما (الحل الانتقالي بعيد المدى). من حق السلطة بالطبع أن تواصل إعلان الرفض ، مع الإصرار على الصفقة النهائية ، لكن الواقع على الأرض سيبقى هو ذاته ، اللهم إلا إذا قبلت بعرض مغرْ للإسرائيليين يمنحهم ما يريدون فيما يتعلق بالقدس والسيادة والأمن وتبادل الأراضي والسكان والاعتراف بيهودية دولتهم ، وطروحات نتنياهو واضحة على هذا الصعيد ، ومن لديه شيء آخر فليتفضل ويقل لنا كيف سيفرضه بينما قائد السلطة يقول إن ما لا يتحقق بالمفاوضات يتحقق بالمزيد منها. هذا هو المسار ، ومن أراد المصالحة الفلسطينية على قاعدته فليتحمل المسؤولية ، وإذا رفضت حماس ، فلتبق محشورة في قطاع غزة إلى ما شاء الله ، فلا شيء هناك يعيق التسوية ، اللهم إلا نسختها النهائية (البعيدة) ، والتي تتضمن بناء جسر بين الضفة والقطاع. هذه صفقة بائسة سينقلب الشعب الفلسطيني عليها ، حتى لو مرت في محطاتها الأولى ، لا سيما أن ممارسات الصهاينة في القدس تحديدا ستكون كفيلة بتفجير الوضع ، ومعها إدراك الناس لحقيقة الصفقة وذهاب سكرتها المتمثلة في حكاية الأمن والرفاه كبديل للوطن والتحرير.
|
||
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |