|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
إلى غسّان تويني رسالة 8 ج 3 | |||
| |||
سررت كسرورك باعادة حياة "الندوة الثقافية" ونشاطها وأنا لم أذكرها لخوفي عليها بل لأقامة الدليل على ان العمل الثقافي ابتدأ عدة سنوات فبل تشكيل جهاز عمدة الثقافة الاداري، وأعود فأكرر ان ملاحظاتي تتعلق بمسألة ادارية دستورية حقوقية لا بمسألة شخصية فكرية روحية. وهذه الملاحظات لا تقلل مقدار ذرة تقديري لشخصية الرفيق الحبيب المجاهد فايز صايغ ولانتاجه الثقافي الذي يستحق كل ثناء وللحيوية العظيمة التي يبديها وللأعمال الأساسية الخطيرة التي يقوم بها وللفكر الدقيق الذي يبديه في معالجة القضايا. فهذه أمور موضوع خاص بها. كنت أفضل أن تبقي ما كتبت إليك من الملاحظات لنفسك فلا بنقله الى العميد صايغ، لأني لو شئت أن تنقل اليه ذلك لكنت كلفتك وكان يحسن أن تأخذ موافقتي على عزمك على نقل ملاحظاتي الى العميد. وقد سبق وقلت لك اني أعرف الرفيق فايز صايغ شخصياً وسيكون لي معه أحاديث طويلة بعد عودتي. وفي كل حال كان يجب ان يبقى أمر تبليغه ملاحظات ما للزعيم من شأن الزعيم وحده. وأما قولك "ولا أعتقد انه من موجب، الا فيما يتعلق بمسألة البناء الشخصي الذي يشير اليه الزعيم والذي يسرني ان تكون عمدة الثقافة اعتمدته واعتبرته أساساً للعمل الحزبي الصحيح، متابعة هذا البحث معي، كما اشير سابقاً الى ذلك في مراسلاتنا" فلم ار وجوباً له، لانه يمكننا الافتراض ان الزعيم يقدر ان يعرف هل من موجب لذلك وما نوع الموجب له. فالزعيم قد رأى متابعة البحث معك في قضايا رأى متابعة البحث فيها ضرورة خلافاً لقولك في كتابك المؤرخ في 20 يونيو الماضي: "كما ان بحث هذه النقطة الآن لم يعد له أهميته الأولى بعد اتمام الاتصال المباشر وانتهاء مهمتي كمفوض اتصال". وبعد ان اهتم الزعيم بإمدادك بالشروح والمعلومات عن نشأة الحزب وبعض النظريات والحوادث كتبت في رسالتك المؤرخة في 23 يوليو تقول (في مطلع الرسالة): "تسلمت كتابك الأخير وقرأته بالتمعن والتدقيق الذي يتطلبه، وفي نفسي سرور شديد يمازجه شيء من الأسف: فأني، اذ فرحت بدخول الزعيم في شرح نشوء النهضة السورية القومية وأسس الحزب السوري القومي، أسفت لقراره ايقاف البحث عند هذا الحد. واني استسمحه الخ" فعاد الزعيم يسهب لك، خصوصاً في بعض النظريات النظامية والحقوقية والادارية، حبا بك وبادخال فكرك في القضايا العليا باطلاعك على كيفية نظر الزعيم اليها وتقديره لها فتكون درساً يختلف او يتنوع عن نتائج الدراسة الاكاديمية البحت وعن آراء اساتذة الجامعات الأجنبية التي درست وتدرس فيها وفيها يتلقى معظم طلبتنا دروسهم. عند هذا الحد تعود فتلاحظ أنك تعتقد ان لا موجب لمتابعة البحث معك! تجاه هذه الآراء او الرغبات المختلفة او المتناقضة او الصادرة عن الشعور أكثر مما هي عن الفكر والتروي، يسير الزعيم في خطته لتحقيق ما يراه الأفضل والأصح. وقد كنت قد هممت أكثر من مرة بقطع الموضوع عند حد من الشرح ظننته كافياً لك لادراك الفائدة من ملاحظاتي، ولكن بعض أجوبتك التي لم تكن منطبقة على أصول الموضوع او هلى نتائج الأسباب كانت تدعوني الى العودة الى زيادة الشرح وتناول أصول الموضوع من جديد، كما في تعليقي في هذا الكتاب على رغبتك في التطرق الى موضوع جديد "فكري ثقافي محض"، حسب تعبيرك، "في بحث مسألة القيم الأخيرة ومسؤولية الانسان تجاهها" التي هي مسؤولية مناقبية او شخصية، لا مسؤولية دستورية ادارية قانونية، وعلاقتها بولائه القومي وبالمؤسسات القومية والسياسية التي يفترض وجودخا من غير مساس بمبادىء الدستور والادارة ولا ينقص منها شيء بالمحافظة على المسؤوليات الدستورية والادارية في أعمال دستورية – ادارية محض، كما هو واضح من شروحي السابقة ومن شرحي في هذا الكتاب. والآن وقد أوضحت أكثر ما أردت ايضاحه أنتقل، على أمل زيادة أبحاثنا كثيراً بعد اجتماعنا المقبل المنتظر اما في اميركانية واما في الوطن، الى موضوع: ..... يتبع صدر عن مكتب الزعيم، في 3 سبتمبر 1946 ولتحي سورية خاتم وامضاء الزعيم
|
|||
جميع الحقوق محفوظة © 2024 |