|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
إلى غسّان تويني رسالة 8 ج 4 | |||
| |||
منفذية اميركانية العامة: اني قبلت، بناء على اقتراحك، انتظار نتائج دروسك لحالة الفرع وبعض الرفقاء التي لم أشاء أن اقيدك بمدة محددة لها تقديراً مني لشدة حرصك على ايجاد الحالة النظامية اللازمة وللثقة التي لي وللارادة المركزية بك وبمقدرتك. وقد رأيت الآن، بناء على ضرورات الحالة الحاضرة وعلى وقائع أول جلسة عقدتها هيئة المنفذية، ان اشير الى وجوب الفرق بين التأجيل المؤقت لمدة قصيرة وبين الانتظار الى أجل غير مسمى. وأريد ابداء ملاحظة على كيفية تعيين رئيس مجلس مكتب عبر الحدود اياك "مفوض عبر الحدود في الولايات المتحدة الاميركانية". فلم يعطك صفة المنفذ العام القانونية ولا حدد "اامفوضية" صلاحيات ومسؤوليات المنفذ العام ومسؤولياته. ولذلك يجب اختصار اجل هذه الحالة التمهيدية ما أمكن لتأخذ الأمور شكلها النظامي القانوني. لست أعلم شيئاً خاصاً عن الرفيق من بيت حداد الذي كان ممتنعاً عن العمل القومي الاجتماعي بسبب تصرف فخري معلوف. ولكنه قد يكون رفيقاً اسمه فؤاد حداد كان أبوه صاحب مطعم قرب الجامعة ومنزل على مقربة من مكان منزل والدة فخري وعائلتها فإذا كان هذا هو فهو كان مخلصاً ولكن ثقافته تساعده قليلاً على الاضطلاع بالمسؤوليات الادارية العالية أما الرفيق شيبان فيستحق العناية على ما بلغني من فخري سابقاً. وأما ما تشير اليه من مسألة واقع السوريين المهاجرين الى اميركانية من ناحية ولائهم لها فأذكرك بما ورد في كتابي المؤرخ في 4 اغسطس من وجوب درس حالة مغتربينا في كل قطر اميركي واعداد بيان مفصل به مبني على الاختبار والامتحان والاحصاءات لتستنير به الادارة المركزية في وضع توجيهات خاصة، فلم يسبق أن أنار أحد الادارة المركزية انارة صحيحة في صدد حالة مغتربينا في أميركانية والادارة المركزية لا تقدر أن تعالج مسألة تجهلها. إذا راجعت كتابي المشار اليه في 4 اغسطس وجدت اني قدرت فعل تأثير بعض البيئات ونسبة هذا الفعل الى نوع مجموع مغتربينا في تلك البيئة او في كل تلك البيئات. ومنه يستنتج اني آخذ بعين الاعتبار ما تمتاز به اميركانية على غيرها من الأقطار الأميركية بتأثير بيئتها الاجتماعية ودرجة ثقافة شعبها ونوع مزيجها الاتني ومبلغ ضعف النازحين منا الى هناك في الوعي القومي وفي الثقافة، واني اقدر فداحة الأضرار لنا من دعوات امثال ايليا ابي ماضي وعبد المسيح حداد ومن جرى مجراهما الذين أخذوا يعلمون، في كل سانحة وكل بارحة، مبدأ الوطنين والولاءين والتقلب بينهما ويبشرون بأن المغتربين في أميركانية هم في حكم الاميركان وان من السخافة التفكير بتغيير مصيرهم وغير ذلك. وقد تزلفوا كثيراً الى الحكومة الاميركانية بدعواتهم هذه وفي أثناء الحرب نالوا عطف الحكومة المذكورة فعينت بعضهم لبعض أغراضها وساعدتهم لقاء دعاواتهم. ولما لم يكن هنالك حركة قومية قوية طم سيل "التأمرك" على كل اعتبار آخر. اني أشعر معك أن المسألة دقيقة وأرى انها تحتاج الى عزم وفكر ثاقب في معالجتها والى الاهتمام بدرس كل فئة وكل عائلة وكل فرد. فبعض الهيئات فيها عناصر واعية وعناصر أتت من الوطن من زمن بعيد ويمكن اثارة حنينها وكرامة شخصيتها. ومع المغرقين في "تأمركهم" يمكن معالجة الحالة بتساهل أكثر ولكن في حالة مخاطبة عمومية يجب دائماً التفريق بين السوريين الذين "تأمركوا" والسوريين المحتفظين بولائهم لجنسيتهم وقوميتهم ووطنيتهم حتى ولو كانت نسبة هؤلاء الى أولئك نسبة الواحد الى المئة. واني الاحظ ان الذين سبقونا الى العمل بين مغتربينا في أميركانية بإسم العروبة وغيرها قد تمكنوا من توليد حركة اقبال ومناصرة وتبرعات، وهذا يعني أن عملنا في أميركانية سيحتاج الى تطبيق بعض أساليبنا في الوطن. قبل الحرب الأخيرة سافر الى اميركانية المدعو فؤاد خليل مفرج الذي توفي هناك في حادث سيارة وهو متخرج من الجامعة الاميركانية وكان انضم الى حزبنا ثم تآمر سراً مع فخري البارودي وعلمت بمؤامراته فطرد وسافر الى اميركانية باسم مكتب فخري البارودي وبصفته ناموساً له فصادف بعض النجاح وجمعوا نحو خمسين او ستين ألف دولار وأصدروا بيانات في الصحف وعقدوا اجتماعات ومؤتمرات. واعتقد انه لو كانت الصحافة السورية في اميركانية على شيء من القومية لأمكن تحريك فئات غير قليلة لا تزال تقرأ الصحف السورية وتهتم بشؤون سورية الداخلية والخارجية وفي رأيي أن انتشار أخبار الحركة في الوطن وتظاهراتها ومذكراتها يكون له تأثير كبير في نفوس المغتربين. وفي تحديدي لنظرتنا الى مغتربينا لا أحدد طريقة للعمل معهم والمعالجة ولكني أبين مقاصد حركتنا في العمل معهم ليكون العمل رامياً الى تلك المقاصد المدركة. وترى في كتابي المؤرخ في 4 اغسطس اني أشير بترك مجال واسع لحرية تصرف المنفذين العامين في تطبيق الخطط، وما دامت الخطوط والأهداف الرئيسية لعملنا عبر الحدود قد أصبحت واضحة لك من كتابي المذكور إليك فاني أثق بأنك ستجد الأساليب والوسائل اللازمة لتحقيقها او تحقيق ما أمكن منها. ..... يتبع صدر عن مكتب الزعيم، في 3 سبتمبر 1946 ولتحي سورية خاتم وامضاء الزعيم
|
|||
جميع الحقوق محفوظة © 2024 |