شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2011-01-11 |
ذكـرى تأسيس الحـزب السـوري القومـي الاجتماعـي في المكسيك |
في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني 1978 أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب منذ ستة وأربعين عاماً، وذلك في نادي الشبيبة الأرثوذكسي في المكسيك. وقد حضر الاحتفال جمهور غفير من جميع الطبقات والعقائد من أبناء الجاليات وكان من بين الشخصيات التي حضرت الاحتفال سعادة سفير لبنان الأستاذ هاني الأمين وسيادة المطران انطونيو شدراوي رئيس الطائفة الأرثوذكسية في هذه البلاد وجمهوريات أميركا الوسطى وكولومبيا وفنزويلا وبلدان جزر الكاريبي، وحضر قنصل العراق الأستاذ عصام المهدي ممثلاً سعادة سفير الجمهورية العراقية، كما حضرها السيد مروان طحبوب ممثل منظمة فتح في المكسيك وومثلو رؤساء الجمعيات والمؤسسات في هذه العاصمة نخص بالذكر منهم رئيس المجلس المللي الأرثوذكسي الأستاذ منير نسطه وعقيلته والسيد وجيه السمان وعائلته والأستاذ الياس عبود وعقيلته والشيخ سليم المصري وعقيلته والسيد جميل ناصيف وعقيلته والشيخ وديع أبو الحسن وعقيلته والدكتور أنطونيو الشمالي وعقيلته والاخوان السادة ألكسي وفكتور وعفيف مبيض والسيد طوني طرابلسي وعقيلته والسيد عبده فريحه وعقيلته والسيد وصفي وشقيقه الدكتور اميليو ديب والسيد موسى فاعور وغيرهم من أكارم الجاليات. نعتذر عن درج اسمائهم لضيق المجال. كان احتفالاً رائعاً، وقد أجاد فيه عريف الحفلة الشاب الأديب السيد أنطونيو شاهين (1) جملة وتعبيرا بتقديم الحفلة والخطباء بعد أن ألقى كلمة جميلة عند تقديم كل خطيب تناوب على المنبر. وكان بدء الكلام للسيد توفيق الأشقر (2) ناموس المديرية الذي ألقى خطاباً وطنياً رائعاً. وتلاه في خطاب ارتجالي بليغ سيادة المطران أنطونيو شدراوي، فألهب الحضور وصفقوا له طويلاً نظراً لما جاء فيه من تحاليل قيمة عن الاوضاع الراهنة في الوطن الام. وكان مسك الختام للأستاذ الياس بشعلاني (3) مدير مديرية الحزب في المكسيك فأجاد بكلمته الوطنية إجادة رائعة. بحيث ننشر لاحقاً نبذات عن كل خطاب. وقد تخلل الاحتفال الرقص العربي والدبكة اللبنانية السورية والغناء، قام بها فرقة من فتيان الجالية، وقد أطرب الحضور الفنان الكبير الأستاذ حنا فياض بصوته الجميل ونقرات عوده الرائعة الذي سحر الألباب. وقد رافقه بعوده الحنون فتى لبنان الأستاذ ميشال عيسى الذي أعاد بالذكريات إلى الوطن الحبيب. وقد خيّم على جو الاحتفال البهجة والسرور والمحبة بين الجميع. ودامت الحفلة إلى ساعة متأخرة من الليل.
مقاطع من الكـلمة التـي ألقاها الأستاذ توفيـق الأشقر – نامـوس المديـرية:
أهلاً و سهلاً بكم و أسعد الله مساءكم. ها هي تمر ستة وأربعون عاماً على تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي بقيادة الزعيم الخالد أنطون سعاده. ونحن ندين للسادس عشر من تشرين الثاني وعياً قومياًُ اجتماعياً، وحركة نهضة، تعمل بضراوة وعناد، لتبوء أمتها مكانها اللائق بها تحت الشمس. فما أعظم هذه النهضة وأولاها بتكريمنا، وأجدرها بالخلود لأنها ذكرى القومية الاجتماعية على حقيقة الوجود ..... نغني نشيد الايمان، الذي حطم رصاص الاعدام، واعواد المشانق، وأسوار السجون وإبعاد المنافي، لقد تعلمنا الموت متى كان الموت طريقاً للحياة، لتحقيق الافضل والاكمل والاجمل للأمة جمعاء. في هذا اليوم رسم الوعي القومي المتفتح حدود الولاء القومي الاجتماعي في المجتمع السوري شعباً وأرضاً من جهة، وأربطة عروبة تشده إلى العالم العربي الذي هو منه وله، من جهة ثانية. قال المعلم: "لم آتكم بالخوارق، بل بالحقيقة التي هي أنتم، فيكم قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ". *
أثناء الاحتفال ارتجل سيادة المطران أنطونيو شدراوي كلمة بليغة بالمناسبة جاء فيها:
دعيت للكلام بهذه المناسبة الكريمة وانا لست من أتباع هذه العقيدة لا سيما وانا رجل دين وعقيدتي هي المسيحية القائلة أعطوا ما ليقصر ليقصر وما لله لله. ولكن لا يمكنني السكوت وأصحاب عقيدة يحتفلون بذكرى تأسيس عقيدتهم لا سيما واننا من المؤمنين بأن الانسان يجب أن يكون صاحب عقيدة لأن هذه تصقل العقل البشري وتثقف الانسان. نحن نؤمن بصراع العقائد من أجل بناء الوطن ولا نؤمن بصراع الإقطاع والطائفية لإبتلاع الوطن. ثم أردف سيادته بقوله: نحيي أيها الأحباء هذه الذكرى، ذكرى تأسيس حزبكم ونحيي بهذه المناسبة المغفور له مؤسس هذا الحزب الذي خرج من سفح صنين ليقارع الاستعمار بعناد وإيمان متكلاً على الوحدة الوطنية التي ضمنها مبادئ حزبه وبعدها قاوم الاقطاع والفساد فدفع بدمه ثمن إيمانه وعقيدته وكان في عداد الخالدين. وعندما تطرق سيادته للحالة في لبنان قال: نحن نشجب كل ما يشاع عن ان هناك حرباً طائفية في لبنان لأن لبنان لم يعرف الطائفية في تاريخه فلا المسيح ولا محمد بحاجة لمن يحمل السلاح للدفاع عنه لا سيما وان السيد له المجد لم يستدع الأثني عشر جوقاً من الملائكة للدفاع عنه والحؤول بينه وبين الصليب بل كانت كلماته الخالدة "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون". فمتى كان الدين دافعاً للقتل والذبح والنهب والسرقة والتدمير.. ومتى كان نحر الاطفال في أسرّتهم من منجزات الدفاع عن الدين والايمان. نحن نفهم الدين وسيلة للإتصال بالله الخالق الذي هو محبة. ولا نفهم الدين وسيلة للوصول إلى مكاسب شخصية عنصرية طائفية. لذلك عندما نشارك الاحتفال بتأسيس العقائد نقوم بذلك لأننا نؤمن بأن العقيدة تفتح طريق الكفاءة وتقفل طريق الطائفية المقيتة. وأنتم مثال على ذلك أيها الأحباء المجتمعين تحت شعار العقيدة بعيداً عن التفرقة الطائفية. ثم أردف يقول: لا يمكن أن يبلغ الحقد منا مكاناً حتى ننسى قضايانا العادلة وفي طليعتها القضية الفلسطينية و الاتجاه نحو العدو الذي هو أصل كل علة في فضاء الشرق العربي وكل شر في العالم. وكم نسخر عندما يرون أعداء المسيح وصالبوه مدعين حماية أتباع المسيح. ان تاريخ المسيحية حافل بما اقترفت ايدي مدعي الحماية من جرائم وشرور بحق المسيح واتباعه. والحاضر في الارض المحتلة خير شاهد على صحة ما نقول. وختم سيادته الكلمة بقوله: أيها الأحباء اعملوا للمحبة والسلام، اعملوا للوحدة الوطنية، للبنان الواحد، للدولة الواحدة، للقضاء على الدويلات، لنتحد جميعاً حول الشرعية المنبثقة عن الشعب الممثلة بفخامة الرئيس الياس سركيس والمجلس النيابي والحكومة. ولنعمل جاهدين لبناء دولة الكفاءة لا المحسوبية والاقطاعية والطائفية ولا تنسوا ان زعيمكم هو القائل: "ان الحياة عقيدة وجهاد". *
مقاطع من الكلمة التي ألقاها الأستاذ الياس بشعلاني مدير مديرية الحزب في المكسيك:
كان، وما زال الاجنبي، يغذي الأحقاد الطائفية، والانانية، ويساعد الاقطاع السياسي، والاقتصادي ويؤخر اقتصادنا، بسلب مواردنا الطبيعية، تبريراً لاستمرار تدخله في شؤوننا، وتقرير مصيرنا، وخلق الفوضى الفكرية، والاقتصادية والحياة الطائفية، والاقطاع السياسي، والانظمة المالية في الدول السورية والعربية التي أدت الى اقتطاع أجزاء غالية عن جسم الامة – مثل كيليكيا والاسكندرون وفلسطين وكان من آخر نتائج هذه السياسة، الحرب الاهلية في لبنان. عبّرت الامة عن رأيها الحر عندما أعلن سعاده – جواباً على السؤال الكبير – من نحن: سوريا للسوريين والسوريون أمة تامة وبذلك بدأ تحرير الانسان وبناء الانسان الجديد- الانسان المجتمع- فلا تحرير للأرض إلا بتحرير الانسان، وتوحيده مع الارض. لا مجال هنا لشرح مبادئ الحزب ومواقفه. ولكننا نلمح إلى بعض هذه المبادئ والمواقف لتعزيز واقعية هذا الحزب. إذ لسنا من الذين ينصرفون إلى ما وراء الوجود، بل ننصرف إلى تحقيق الوجود السامي الجميل في حياة سامية جميلة. كما نؤمن، ان الدين وجد وسيلة لترفيه الانسان، ولم يوجد الانسان لترفيه الدين. نحن نؤيد، ولا نعارض، كما لا نتدخل في بناء جنة في السماء. فنريد ان يؤيدنا، ولا يعارضنا الدين، أي دين –(بالاذن من سيادة المطران) من ان نبني جنّتنا على الارض. علينا ان نحرر انفسنا وبتحرير أنفسنا تعي حقيقتنا، فنقضي على يهود الداخل، لنتمكن من القضاء على يهود الخارج. لأننا نؤمن، إيماناً راسخاً مبنياً على العلم انه لا عدو لنا يقاتلنا في ديننا وأرضنا إلا اليهود، بعد أن جمعنا الاسلام، وايد كوننا امة واحدة. منا من أسلم لله بالانجيل، ومنا من اسلم لله بالقرآن، ومنا من اسلم لله بالحكمة. بهذا الايمان نتغلب على كل العقبات التي تعترض امتنا والعالم العربي.
* * *
(*): عن مجلة "الغربال" التي كانت تصدر في المكسيك، العدد 159 كانون الاول 1978. (1): أحد مناضلي الحزب. من بلدة بتعبورة (الكورة) وافته المنية منذ مدة ونشرنا نعيه بتاريخ. (2): الامين توفيق الاشقر، تولى لسنوات عديدة مسؤولية ناموس مديرية المكسيك وهو من اصفى الرفقاء وانقاهم. من عكار. (3): الأمين الياس بشعلاني. من بلدة صليما. يتولى حالياً مسؤولية مدير مديرية المكسيك، وهو وجه بارز في جاليتنا.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |