شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2011-02-17 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بندقية شاعر للشاعر الرفيق رفعت سليم (*) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الرفقاء الذين رافقوا العمل الحزبي في الستينات والسبعينات من القرن الماضي عرفوا الرفيق رفعت سليم شاعراً شعبياً يعتلي المنابر في المناسبات الحزبية، ورفيقاً يمتلك الايمان الصادق بالنهضة، ويلتزم بها في كل الظروف، ويجاهر بالتعاليم القومية الاجتماعية بكل جوارحه.
في العام 1978 أصدر الرفيق رفعت ديوانه " بندقية شاعر " وضمت قصائد قومية اجتماعية تفوح منها مزايا العز والعنفوان، فشعر الرفيق سليم " هو شعر الصدق والايمان القومي" كما يقول الامين عبد الله قبرصي في مقدمته لديوان الرفيق الشاعر.
ولعل تلك المقدمة التي تفي الرفيق سليم حقه، قومياً اجتماعياً وشاعراً، خير ما نعرّف بها عن رفيق ينبض شعره بحياة الحزب.
شعـر رفعـت سـليـم
بقلـم الامـين عـبد اللـه قبرصـي
الشعراء، بالفصحى وبالعامية، يصنعون الثورات او على الاقل يلهبون الناس ويلهمونهم لصنعها او الاستماتة في سبيل نصرتها. لذلك دعوت من زمان الى قيام جمهورية الشعراء ضد جمهورية الفلاسفة.
سمعت قصائد الشاعر الثوري رفيقي رفعت سليم منذ عامين تقريباً، فهلَّلت وكبَّرت ان وُلد لنا شاعر جديد يكمل ما بدأه روادنا بدءاً من الشاعر القومي المتفوق عجاج المهتار مروراً بالمتمرد الناري فؤاد ذبيان وشاعرنا المقل خالد الزهر وغيرهم ممن تفوتني اسماؤهم الآن. هللت وكبَّرت لأني مؤمن بالشعر والشعراء، وبتأثيرهم المباشر والفعلي على الجماهير، مهما كانت درجة ثقافتهم ومهما كان وضعها النفسي او المادي او يكن كثير من شعراء بلادي والعالم العربي لا يزالون لا مبالين قومياً على الاقل.
وفرحت اكثر لأن رفعت سليم من مذهبي في الشعر. فأنا مع البساطة مع كل ما يخرج من القلب عفواً ليدخل الى القلب عفواً، على شرط ألا يكون سطحياً عادياً، بلا مردود يذكر. العفوية المؤثرة عندي هي نبرة بل نبضة الصدق والايمان. وشعر رفعت سليم شعر الصدق والايمان يكرّ كالماء الصافي مع النبع الصافي، ولكنه متى بلغ ذروة التوتر، يستحيل الى بركان ثائر، يهدر في الفاظه ومعانيه، كما يهدر في أطواء النفس.
انه الايمان القومي الاجتماعي والصدق في التعبير عنه !
أنا اخالف الرأي القائل بالشعر الملتزم. يلتزم الانسان بكل شيء الا في الشعر. العفوية نقيض الالتزام بل ضده. المهم ان يرسِلَ الشاعر شعره كما يسقط الندى، كما تبزغ الشمس، كما يروي العطش، بلا تكلف ولا ضعة. الالتزام قيد وعقبة. ولذلك أرفض الالتزام. بل أسأل هل يمكن لشاعر قومي اجتماعي ان يغني الا احاسيسه ومشاعره وقناعاته الوجدانية وتصوره الشعري لشعبه الناهض الثائر المناضل ؟ هل يمكن لشاعر مؤمن بالله ان يغني، بصدق وايمان، الكفران والالحاد ؟... كما ان الشاعر القومي الاجتماعي لا يمكن ان يثمر الاستسلام والعبودية، لا يمكن ان يثمر الا الثورة، الا المثل العليا والفكر القومي الاجتماعي المتوثب المتمرد. لا اعجب ولا يعجبن احدٌ، الا يجد في نص قصائد رفعت سليم وروحها، الا النداءات المحرورة، لبني قومنا، فيكل مكان، الذين لا يزالون في طريق الظلمة والموت، ان يعوا الحقيقة ويسيروا في طريق النور والحياة... الطريق القومية الاجتماعية.
ليس شاعراً بنظري، من يرى بعينيه امته تحترق، وشعبه يُذل، وأرضه تحتل من اشرس عدو، وبني قومه يقتتلون على السماء فيما يفقدون تراب الآباء والاجداد، ثم يغني الحب والاحلام والجسد وغيرها من المغريات، على ما فيها من جاذبية وآفاق وابعاد انسانية، ولا يستحيل الى نفس ملحميٍّ يهُبُّ في كل جارحة وعصب، لتثور الارض والسماء ضد العدو والاستعباد والاقتتال والتخريب والتدمير !
ان رفعت سليم يخاطب الشعب بلغة الشعب، ليستحيل شعبه فدائيين وثواراً احراراً في غاية تحرير كل شبر من تراب الوطن السليب الغصيب وتحرير كل نفس مكبلة بالمنافع والخصوصيات والتقاليد والضلال.
ان شعر رفعت سليم، لأنه شعر الصدق والايمان القومي، نداءات جريحة ملهوفة الى كل من في نفسه حبًّ لهذا الوطن، ان يأتي الينا، الى ذراعي النهضة وميادينها لنسير معاً في طريق الحرية والنظام والواجب والقوة... طريق الخلاص الوحيدة !
مــن شــعـره
...وللـنـصـر بيـظـل عـيـد
بتـمــوز عـدنـا...
كتب الرفيق الاعلامي الراحل محمد حماده (باسم محمد يوسف) دراسة عن الشعر العامي والثقافة الثورية، تناول فيها شعر الرفيق رفعت سليم، وابرز ما جاء في ديوانه.
عنه قال:
الذي يعرف رفعت سليم مباشرة يستطيع ان يدرك عمق العلاقة بين هذا الرجل وشعره.
فوراء العينين النبيهتين شخصية صادقة مع نفسها في المعاناة، مدركة حتى الانذهال، حساسة حتى الالم.
وفي الوقت نفسه تحمل ثقتها بنفسها وبالقياس الذي اعتمدته بفهم وجذرية لتحدد مواقف حاسمة من موضوعات كثيرة، بدءاً بالتجربة الشخصية وانتهاءً بالالتزام الشامل بقضية الانسان والارض.
ما جيـت طالـب دم مـن الفـين عـام ولا مـن خـلال الديـن طالـب انتـقام
جيـت فـي يـوم الشـهادة والشـهـيد احـكي بـموضوع المـحّبـي والسـلام
مـا بـريد انّا نكـون اسـياد وعـبـيد وما بـريد تتـحـول حضـارتـنا ركـام
بـريد انا نـكون قبضـة مـن حـديـد ونـنـهي دعـاة التفـرقـة والانـقـسام
(*): توفي منذ نيّف شهر وشيّع الى مثواه الاخير في بلدته العزونية.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |