شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2005-09-24 |
المسيرة الشبابية الحزبية بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لعملية الويمبي البطولية للشهيد خالد علوان |
لمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين ل "عملية الويمبي", وبدعوة من الحزب السوري القومي الاجتماعي وجبهة المقاومة الوطنية، انطلقت عند الساعة الخامسة عصرا مسيرة حاشدة من امام الفرع الاول لكلية الحقوق في الصنائع الى ساحة الشهيد خالد علوان امام مقهى الويمبي في شارع الحمراء, حيث القيت كلمات تشيد بالشهيد علوان.
جالت جحافل لصفوف ابناء الحياة وقدر عددهم بال 25 الف( آخر المسيرة كانت في زقاق البلاط بينما اولها كانت في آخر شارع الحمراء) في شوارع بيروت المقاومة.أكثريتهم العظمى من الجيل الشاب، يرتدون قميصا ابيضا عليه الزوبعة وصورة الرفيق البطل خالد علوان، يرفعون عاليا اعلام الحزب و جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والكيان اللبناني، يحملون بفخر رايات كتبت عليها عبارات لحضرة الزعيم ولشهداء النهضة السورية القومية الاجتماعية. يتقدم صفوفهم المنتظمة صوراً للشهداء القوميين الذين ردوا وديعة الامة فيهم متى طلبتها في محاربة الاحتلال الصهيوني والانعزال اللبناني ويهود الداخل والخارج. والحناجر اليافعة تردد بقوة وبصوت عال الاناشيد والهتافات القومية، بينما الرفقاء والمواطنون من أهل وأصدقاء اصطفوا على جانبي طريق شارع الحمراء وهم ينظرون بأمل وعز نحوهم.
القلب كبر، والابتسامة عادت..
حضر الاحتفال ممثل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود مدير عام وزارة الداخلية عطاالله غشام, ممثل رئيس حركة "امل" نبيه بري نائب رئيس المكتب السياسي نسيب حطيط, الرئيس سليم الحص, النائبان ميشال موسى واسعد حردان, رئيس الحزب السوري الاجتماعي علي قانصو, نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي, امين المجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري, نقيب الصحافة محمد البعلبكي, النائبان السابقان غسان الاشقر وزاهر الخطيب, ممثل الوزير السابق عبد الرحيم مراد هشام طباره, وفدان من حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي اللبناني, مسؤول العلاقات العامة لشباب المستقبل سمير عشي, وفد من الاحزاب والفصائل الفلسطينية, امين عام الاتحاد العمالي العام سعد الدين حميدي صقر ممثلا الاتحاد. بداية بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي ونشيد المقاومة.
كلمة عريفة الاحتفال الرفيقة رندا بعقليني
"فخامةْ رئيس الجمهورية اللبنانية العماد إميل لحود ممثلاً بمدير عام وزارة الداخلية الأستاذ عطالله غشام
دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ممثلاً بسعادة النائب
دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة ممثلاً بمعالي الوزير
دولة الرئيس الدكتور سليم الحص
حضرة ممثل قائد الجيش العماد ميشال سليمان سيادة العميد
ممثلو الأحزاب والقوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية والهيئات الثقافية والاجتماعية
آل شهيدِنا البطل خالد علوان
حضرة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين علي قانصو
يا أهلَ بيروت المقاومة والصمود
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون
يا أبناء الحياة
ثلاثةٌ وعشرون عاماً
وأرضُ بيروت تنتفضُ كرامةً كلَّ فجرٍ على أزيزِ رصاصاتِ العزِّ، وكأنها صدى الزمانِ يُرجّعُ صوتاً للحقِ مُدَوياً في وجهِ الباطل. لهذهِ الأرضْ، لبيروتْ، ذاكرةٌ لا تخونْ
في الرابعِ والعشرين من أيلول عام 1982 عندما دَنا من العرينِ شريدٌ، قامَ شابُ وجهُهُ بلونِ القمحْ، عيونُه تُحدِّقُ بالشمسِ دونَ انكسارْ، أقدامُه تَزْرَعُ بُذورَ التحدّي وشفاهُهُ تَرتَسِمُ عليها أنشودةُ النصرِ الأكيدِ مُعْلناً: "بالصعابِ يا شبابْ، مَن غيرُنا يلتاعُ مَن؟ إذا بكَتْ عينُ الوطَن مقاومةْ مقاومةْ بالنارِ لا مُسالمة".
خالد علوان بطلٌ مقاوِمٌ هالَهُ أن تُدنَّسَ بيروتُ،
بيروت كفَنَ الزعيمِ الخالدِ انطون سعادة ومَثْوى دِمائِهِ
هالَه أنْ تُنتقَصَ كَرامةُ بيروتْ، وأن تَطأَها أقدامُ غزاةٍ برابرةٍ صهاينةْ، فامتشقَ مُسدسَهُ وسَطّرَ برصاصاتِ الكرامةِ التي أطْلقَها ضِدَّ ضُباطِ العدوِّ وجنودِه في مقهى الويمبي، بدايةَ ملحمةٍ نضاليةٍ كفاحيةٍ وسمعَت بيروتُ وعواصمُ العربِ والعالمُ بأسْرِهِ صُراخَ اليهود: "لا تُطلقوا النارَ علينا إننا لراحلون".
ولكنَّ شبانَ بلادِنا وصباياها أَبَوْا إلاّ أن يَمْتَشِقوا سلاحَ المقاومة ويُؤرقوا مضاجعَ الأذلاء تُجارِ الهيكلْ، فَأَيْنَعَتْ مواسِمُ النَصْر بِدْءاً من بيروتَ إلى الجنوبْ، جنوبِ عروسِ الجَنوبِ الشهيدة البطلة سناء محيدلي والشهيدِ البطل بلال فحص والشهيدِ البطل هادي نصرالله مؤكدين:
"نحن لا نَرْضى الهَوانا نحنُ لا نَرْضى القيود
قَدْ مُِلئْنا عُنفوانا مِنْ حِكاياتِ الجُدود".
فتحيةً إلى أبناءِ الحياة
تحيةً إلى المقاومة الباسلة
تحيةً إلى شهدائِها
تحيةً إلى أَسراها
تحيةً إلى قادتِها
تحيةً لِعُمقِها القوميِ وحضنِها الشامْ.
ويا أيُّها الشهيدُ البطلْ، يا خالد، ويا أهلَ الشهيدِ خالدْ،
ويا أهالي بيروتْ، ويا أَهالي شهداءِ بيروتَ الذين سَقُطوا دِفاعاً عَن شرفِ وعَزّةِ بيروتْ
جِئناكمْ اليومَ آلافاً، أشبالاً، طلبةً، شباباً، رفقاءً، أصدقاءً كهولاً
جِئناكمْ اليومَ لِنقولَ لا، بيروتُ لَنْ تَرْكَعْ،
لَنْ تَسْتَسْلمْ،
لَنْ تَرْضَخْ،
لن تُرْهِبَها التهديداتُ الأميركيةُ ـ "الإسرائيلية".
بيروتُ سَتَبْقى عروسَ المدائِنِ، لَنْ تشوِّهَها أبْواقُ الحاقِدين، ولا المُتنكّرينَ لِتاريخهِا العريقِ المُلتزم بالقضيةِ القوميةِ والإنسانيةْ،
بيروتُ سَتَبْقى وفيةً لِشُهدائِها، لِرصاصاتِ خالد علوان، لتاريِخها، لِحُلفائِها، لِمُقاومِيها.
جئناكَ اليومَ يا خالدْ، يا أيُّها الشهيدُ البَطلْ،
أيُّها المَزْروعُ على صَدْرِ كُلِّ شِبلٍ وكُلِّ زَهرةٍ سُنبلةً لِمَواسِِمِ أَبناءِ الحياةِ السائرينَ نَحْوَ وَقفاتِ عزٍّ لَنْ تُدّجِنَها عِصِيُّ الرُعاة وأسواطُ الجلاّدين.
جئناكَ ... لنقولَ لكَ...
لنا المقاومةُ، تقتلعُ بمناجِلِ النُورِ أشواكَ الظلامْ.
لنا المقاومةُ، تزرعُ ربيعَ الوطنِ مُشرِقاً مَسْقياً بدماء المقاومين
هذا هو وعدُنا وعهدُنا
قسماً قسماً قسماً سنبقى مقاومة كُلُنا مقاومة.
كلمةُ أهلِ بيروتْ أهلِ العُنفوان أهلِ الشُهداءْ، يُلقيها رَمزٌ مِن رُموزِ الوحدةِ الوطنيةِ والانتماءِ القوميِ والقيَمِ الأخلاقيةِ دولةُ الرئيسِ الدكتور سليم الحص".
كلمة الرئيس الحص
والقى الرئيس الحص كلمة بالمناسبة بعنوان "الجندي غير المجهول" وفيها:
"ليس في الدنيا أمّة لا تكرّم جنديها المجهول . ذلك الجندي الذي قضى فِداء أرضه وشعبه ووطنه. وخالد علوان هو الجندي الذي لم يعد مجهولا في وطننا لا بل في امتنا.
التاريخ يحكي قِصّة الشعوب بالحديث عن أعلاما . كأنما انتصارات الأمم هي إنتصارات قادتها، ملوكا وأمراء ورؤساء، وكأنما هزائم الأمم هزائم هؤلاء . مهما أفاض التاريخ في روايته فإنه لا ينصف كل الذين بذلوا الروح في الذود عن حرية أمّتهم وكرامتها .
أجيال من أمّتنا عاشت منذ العقود الأولى من القرن العشرين على مَقولة دونيتها أمام تفوّق العدو عليها عسكرياً وحضارياً . جيش العدو الصهيوني هزم الجيوش العربية ، متفرّقة ومجتمعة ، في كل حروبه معها . والعدو الصهيوني يمتلك من الأســلحة المتطورة ، بما فيها القنابل النووية ، ما لا تملك جيوش العرب . والعدو الصهيوني يتمتّع بأرجحيّة ساطِعة في تفوّقه العلمي والتكنولوجي . فعلامَ إذن استمرار ما يُسمّى صِراعاً عربياً إسرائيلياً ؟ لِمَ لا يسلّم العربي بالأمر الواقع فيستسلِم للقدر الصهيوني في استلاب أرضه وكرامته وآفاق غَدِه ؟ الجواب بكل بساطة : الأمّة لم تُهزَم ما دام فيها جندي مَجهول . والجندي المجهول في لغة العصر هو المقاوِم .
المقاومة قوّة خارِقة ، تتحدّى أعتى الأسلحة المتطورة ، وحتى أسلحة الدمار الشامل . ولكن المقاوِمين من بَني البشر ، لهم أسماء عُرفوا بها . من هذه الأسماء المضيئة : خالد علوان . وقبله كما بعده كثير كثير .
خالد علوان كان وسيبقى مِثالاً للجندي المجهول في مقاومة الإحتلال الغاشم لعاصمة العرب بيروت . إسمه أضحى مدوياً بعد قِيامه بعملية فدائية في أحد شوارع العاصمة عام 1982 ضدّ جنود الإحتلال . بقي خالد رمزاً لكل مواطن شريف رفض الإحتلال وتحدّى القوّة الغاشمة . هكذا بقي مِثالاً للمناضل الفذّ من حيث أوحى للمُعتدي الغاصِب أن خالداً هو إسم لكل مواطن وأي مواطن يرفض الظلم ويثور على الظالِم ، سلاحه صِدق العزيمة وعمق الإيمان وروح الفِداء .
الأنظمة العربية كانت كفيلَة بجعل الجيوش العربية النِظامية قوى أمنيّة تذود عن الطبقة الحاكمة . أما قوّة الدِفاع عن الحقّ والمصير فبقيت متجسِّدَة في المواطن ، في ما نسمّيه نحن مقاومة وما يسمّيه أعداء الأمّة إرهاباً . إننا نرى صورة خالد علوان في شخص كل مقاوم للإحتلال في فلسطين وكل مقاوم للعدوان على لبنان وكل مقاوم للغزو في العراق .
لعل أخطر مَكيدَة حِيكت ضدّ نِضالات شعبنا العربي في كل مكان كانت في المزاوجة بين المقاومة والإرهاب . شـــتان بين المنطلقين : المقاومة حركة دِفاع شريفَة عن حقوق الأمة وشرفها وكرامتها ، فيما الإرهاب إنتهاك صارِخ للقِيَم الوطنية والأخلاقية والإنسانية .
المقاومة بذل وتضحية وفِداء ، فيما الإرهاب إجرام فاضِح في حقّ المواطنة والإنسانية واستباحة القِيَم الحضارية . المقاوِم يستهدف أعداء الأمّة ولا يتعرّض بأذى لأحدٍ من الآمنين الأبرياء والعُزّل أياً تكن هويته وإنتماؤه . يبذل روحه لتحيا أمّته . أما الإرهاب فيتعمّد الترويع للترويع من دون تمييز بين عدو وصديق ، بين مجرم وبريء ، بين مسلّح وأعزل . المقاومة سُمو والإرهاب إجرام ومروق .
شهدنا في بلادنا كثيراً من ضُروب الإرهاب الفاجِر : هذا ما كانه خلال حرب لبنان القذِرَة القصف العشوائي والذبح على الهوية وخطف الأبرياء والعُزّل ، وهذا ما كانه خلال حرب الدولة العظمى ، أميركا ، على العراق إستخدام المدفعيّة الثقيلة والصواريخ الفتّاكة على الأحياء السكنية الآمنة ، وهذا ما كانه تعذيب المعتقلين في سجن أبو غريب ومعتقل غوانتنامو ، وهذا ما كانه تعمُّد قوات الإحتلال من إثارة للفِتن المذهبية والإثنية . وهذا ما حفل به سجل الصهاينة في فلسطين العربية من مجازِر بشرية وأعمال تهجير وتنكيل وتعذيب وعمليات سلب ونهب للأرزاق والممتلكات العربية . مع ذلك نسمع من أبواق أدعِياء الحضارة والتقدّم والإنسانية في العالم تنديداً يومياً بإرهاب عربي وإسلامي مزعوم ، إرهاب فلسطيني ولبناني وعراقي ، ولا نسمع أدنى إستنكار للإرهاب الإسرائيلي أو الأميركي الغاشِم .
لولا أمثال خالد علوان لما بقيت للعرب قضيّة في لبنان ، في فلسطين ، في العراق ، وفي سائر أرجاء الوطن العربي الأغرّ . المصير الوطني والقومي في حصن حصين بوجود أمثال هذا البطل
الحقّ في العصر الحديث ضائع ، أو بالأحرى مُضيَّع . الحقّ مُهدَر تحت شعارات زائفَة ، من مثل السِلم والسلام والتفاوُض والحوار والشرعية الدولية . لن يكون للسِلم مُتّسع إن لم يكن الحَقّ مَصوناً . ولن يكون السلام مُستتِباً إن لم تكن العدالة محفوظَة . ولا قيمَة للتفاوض أو الحوار بين طرفين غير متكافئين في القوّة المادية أو العسكرية . ولا معنى للشرعية الدولية إن نحن سلّمنا بقاعدة الحقّ للقوّة ، وهي من شريعة الغاب . في منطِق المقاومة القوّة تُســــتمدّ من إيمان الشعب بحقّه ، ومن روح الفِداء ، روح البذل والعطاء ، التي يتحلّى بها صاحِب الحقّ . وهذه الروح إنما تتجسّد في أمثال خالد علوان .
إسرائيل قوّة نوويّة لا نَظير لها في منطقة الشرق الأوسط ، وهي تستمِدّ الدعم غير المحدود، سياسياً ودبلوماسياً ومادياً وعسكرياً ، من الدولة العظمى، الولايات المتحدة الأميركية. لا ريب في أن ثمّة خللاً فادحاً في ميـزان القِـوى بـين العرب وعدوّهم . ولكن هذا الواقع لم يؤدِّ إلى استسلام الشعب العربي ، ولم يُفضِ إلى سِلم أو سلام شامل في المنطقة، ولم يحمل الجانب العربي الـصامِد على الخوض في تجربة تفاوض غير متكافىء يفضي بالضرورة إلى الإستسلام . ولم يمكِّن الشرعية الدولية ، متمثلة بالأمم المتحدة ، من إرهابه ومن ثم فرض مشيئتها عسفاً . فما زالت حال العداء بين الشعب العربي والكيان الصهيوني على أشدّه . والهوة بينهما هي في حجم الحق العربي السليب .
المقاومة العربية أقوى من أسلحتهم النووية . هذا مع العِلم أن أسلحة الدمار الشامِل ، ومنها القنبلة النووية ، إنما هي أداة إرهابية بامتياز ، بما هي وسيلة من وسائل القتل العشوائي الذي لا يميِّز بين عسكري ومدني ، بين مسلّح وأعزل ، بين مُعتدٍ وبَريء . إن مجرّد امتلاك أسلحة الدمار الشامل إنما هو بمثابة العمل الإرهابي المُدان ، إذ لا مبرّر لامتِلاك مثل هذه الأسلحة إن لم يكن ثمّة احتِمال والعياذ باللَّه لاســــتخدامها في يومٍ من الأيام تحت ذريعَة أو أخرى . وقد سبق لأميركا أن استخدمتها مرتين فوق اليابان قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية. من هنا القول إن كل دولة نووية هي فِعلياً دولة إرهابية أو أقله مشروع دولة إرهابية.
وإذا كانت الأمّة العربية لم تستسلِم حتى الآن ، فذلك بفضل مقاوميها الأشاوس من أمثال خالد علوان . ففي مواجهة أعتى الأسلحة المتطورة التي يمتشقها أعداؤها ، فإن الأمّة العربية تشهر سِلاح المقاومة ، سِلاح الإيمان والفِداء ، وهو أشرف سِلاح وأمضاه .
في ذكرى استشهاد خالد علوان ننحني إجلالاً لأرواح شهداء الأمّة جميعاً . أحاط اللَّه خالداً وأحاطهم جميعاً برحمته الواسعة وأسكنه وأسكنهم فسيح جنانه ، وأبقى ذِكره وذكرهم مصدر إلهام لأجيال من الشباب يتطلّعون إلى غدٍ أفضل هم جديرون به .
وتحيّة خالصة للحزب السوري القومي الإجتماعي على خطّـه الوطنــي والقومي الثابت في زمن تعصف بالوطن الصغير رياح الفئوية المقيتة" .
ثمالقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الامين علي قانصو كلمة بعد تقديمها من عريفة الإحتفال بما يلي:" كلمةُ أهلِ الشهيدِ خالد علوان وكُلُنا أهلْ الشهيدِ تُلقيها السيدة رندا علوان.
للعزِّ أهلُه ولوقفاتِ العزِّ رجالُها كلمةُ حزبِ وقفاتِ العزّ والمقاومةِ الذي انطلقَ مِن صُفوفِهِ الشهيدُ البطلُ خالد علوان، كلمةُ الحزب السوري القومي الاجتماعي يلقيها حضرةُ رئيس الحزب الأمين علي قانصو."
كلمة رئيس الحزب الأمين علي قانصو
" يا رفيق خالد
ها نحن نأتي إليك، يشد عزمَنا أزيز رصاصاتك، وتُضيء طريقَنا شمس دمك، ونخرُقُ بجذوة ذكراك سدودَ الظلم والظلمة، ونُزيحُ قيظَ هذه الهاجرة، التي تلفح ريحُها السَموم، البلادَ والعباد، وننطلق إلى حيث امتدت يداك، سيفاً على رقاب الأعداء، وإلى حيث شخصت عيناك، بعد أن أرديت زمرة من ضباط العدو وجنوده، إلى أمة تأبى إلاّ أن تكون حرة أبيّة.
يا ابن بيروت، ليس غريباً على بيروت أن تُنجب الأبطالَ الميامين، ولا أن تُقدّم القرابين على مذبح الوطن، فهي بحقٍ عاصمةُ المقاومة: قاومت محاولاتِ التتريك، وقاومت الانتداب الفرنسي، وقفت مع عبد الناصر، ومع ثورة الجزائر، واحتضنت المقاومة الفلسطينية، وقاومت الغزوَ "الإسرائيلي" والبوارجَ الأجنبية، وأسقطت اتفاقَ السابع عشر من أيار، وهي على الدوام، عربيةُ العقل والهوى، ما هانت لظالم، ولا قبلت أن تُقتلعَ من هُويتها وتاريخِها، وبيروت المقاومة، بيروت الشرائع، والفلسفة، والفن والأدب، ستبقى عاصمةَ الفكر القومي والمواقفِ القومية.
لكنّ بيروت لم تلتئم جراحاتُها بعد، هي فُجعت، ومعها كلُ لبنان، باغتيال الرئيس رفيق الحريري، رائدِ إعمارِها وباني سلمِها الأهلي. بيروت تُنادينا أنْ كشف الحقيقةِ عن هذه الجريمة وحده يُحرّر لبنانَ من هذا القلق، الذي يرخي بظله الظليل على اللبنانيين، وحدها الحقيقةُ المُعززةُ بالأدلّة والوقائع، والمُجرّدةُ عن أي اعتبار سياسي، تُزيح عن صدور اللبنانيين أثقالَ الشائعات التي تُديرها مطابخُ التآمر والفتنةِ على بلدهم.
وإذ تُلحّ بيروت على كشف الحقيقة فلأنها ترى في أفق لبنان غيوماً سوداء، مشاريعَ فتن وصهينة، كيف لا، وهي بعد لم تنس فظائعَ العدو "الإسرائيلي" يوم غزاها ودمّرها، وكيف عاث أعوانه فيها خراباً، وهل تنسى بيروت ذاك الحصارَ الأسودَ الذي حال بينها وبين قَطرةِ الماء وكِسرةِ الخبز؟ وكيف تنسى مجازر صبرا وشاتيلا أو هداياهم من السيارات المُفخخة التي حصدت الآلافَ من أبنائها الآمنين؟ كيف تنسى بيروت تلك البوارجَ التي أحاطت بها من كل جانب، والجيوشَ الأجنبية من كل حدب وصوب؟
يا رفيق خالد،
وتعرف بيروت أن المقاومةَ التي خاض حزبُك غمارَها وكان رائداً من روّادها، جنباً إلى جنب مع كل قوى المقاومة، هي التي، وبدعم الجمهورية العربية السورية لها، أزاحت ذاك الليلَ الأسود. فالمقاومة هي التي حرّرت لبنان، بدءاً من تحرير عاصمته، وهي التي فتحت الطريق إلى قيام مشروع الدولة والسلم الأهلي، وهي التي أسقطت اتفاق 17 أيار، وهي التي لجمت العدوانية "الإسرائيلية"، هذه المقاومة التي قدّمت الآلافَ من الشهداء والمعوقين والأسرى، كأننا، نرى، اليوم، من يتحفّزُ للانقلاب عليها، في سياق الهجمة على ثوابت لبنان لإسقاطها، وإسقاطِ موقعهِ في الصراع.
وإذا كانت بيروت تقف اليوم جريحة بفقد كبير من قادتها، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فهي في قلق شديد على الآتي من الأيام بل إنها تدقّ ناقوس الخطر: تنظر بيروت إلى الوحدة الوطنية فتراها مُشلّعة، بفعل اشتعال العصبيات الطائفية والمذهبية، وتنظر إلى السلم الأهلي فتراه مهدداً على وقع مسلسل التفجيرات، الهادفةِ إلى إحداث القلاقل والفتن، وتنظر إلى المقاومة، فترى الأخطار تُحيق بها، وتنظر إلى مشروع الدولة فتراه يترنّح على وقع الخلافات السياسية التي جعلت السلطة سلطات، والحكومة حكومات، ووفدَ لبنان إلى نيويورك وفوداً، فكأن هناك أكثرَ من لبنان، ولكلّ لبنانٍ وفدُهُ، فكيف أمام هذه الحالة، لا تُشل المؤسسات وتتفاقم الأزمات. وتنظر بيروت إلى علاقات لبنان بمحيطه القومي، وخاصة بالجمهورية العربية السورية، فتراها مهتزة، ثم كيف لا تقلق بيروت وهي ترى كيف تتحكّم الإراداتُ الأجنبية بسياسة لبنان، فتسأل أين اللبنانيون من السيادة والحرية والاستقلال؟ وترى بيروت كيف تنكشف الساحةُ على كل شذاد الآفاق، وكيف تُجاهر أصواتٌ بالعداء للفلسطينيين والسوريين، وللعرب كلّهِم، وتحضّ على قتلهم، هؤلاء هم طليعةُ الاختراق "الإسرائيلي" وحملة رايةِ 17 أيار جديد. ونحن نرفض أن يساوى هؤلاء بجمع من القوميين الاجتماعيين تنادوا إلى لقاء للمطالبة بقانونِ عفوٍ عادلٍ وشاملٍ يطال سائر الملفات المتصلة بالحرب الأهلية في لبنان، وإننا نطالب بإطلاق سراح من أُوقفوا بسبب مشاركتهم في هذا اللقاء.
وما يزيد من قلق بيروت، هو ما يحيط بالأمة من أخطار، حيث يتعرض مجتمعنا لأخطر حرب على مقومات وحدته وقوته وإرادةِ الحياةِ في شعبه. فتصرَخ بيروتُ في وجه العرب جميعاً: أينكم ممّا تتعرض له قضايا العرب؟ أينكم من هذه الفوضى الهدّامة التي يعمل أصحابُها على تصديرها إلينا؟ أينكم لا تدعمون اللبنانيين لحماية الإنجازات التي تحققت، ولدفع هذه الرِدّةِ عن لبنان، ولحماية مقاومته ووحدته وعروبته؟ أينكم يا عرب من إنقاذ فلسطين من التهويد؟ أينكم لا تدعمون انتفاضةَ فلسطين ومقاومتَها؟ أينكم من النظام الفدرالي الذي يُفرض على العراق لتفتيته وتفتيت كل هذه المنطقة؟ أينكم لا تقفون مع الجمهورية العربية السورية التي تتعرّض لشتى الضغوط، لا لسبب، إلاّ لأنها تُدافع عن قضايا العرب ويرفض رئيسُها الدكتور بشار الأسد الخضوعَ والركوعَ لمشيئة الطامعين بأرضنا وثرواتنا؟
وتسأل بيروت اللبنانيين إلام الخلفُ بينكم إلام؟ ألا تدركون حجم الأخطار المحدّقةِ بكم؟ وحجمَ المشاكل الاقتصاديةِ والماليةِ والاجتماعية التي يئن اللبنانيون تحت وطأتها؟ وتقول بيروت نرفض مقايضةَ ثوابتِ لبنان بمساعدات اقتصاديةٍ موعودة، ونرفض بيع مرافق الدولة تحت عنوان الإصلاح الاقتصادي وخفض الدين العام. فما أسهل أن تتحول الخصخصة في لبنان إلى حصحصة أو لصلصة سياسية.
وتقول بيروت أسمعكم جميعاً تقولون بأن الطائف هو المرجِع في تحديد هُويةِ لبنان، وبأنه المرجِعُ في إصلاح الدولة وبنائها، فلماذا لا تتوحّدون حول تنفيذه، بدلاً من أن يتملصَ البعض منكم من بند هنا ويتملصَ البعضُ الآخرُ من بند هناك؟ ألا تعلمون أن الخروج على الطائف هو أقصر الطرق إلى هزّ الوحدة الداخلية وانهيارِ السلم الأهلي؟ أما تعلّمتم من الحرب الأهلية كيف تصونون وحدتكم واستقراركم ومشروع الدولة، ومن تجاربكم السياسية كيف تُصلحون نظامكم، فتحرروه من الطائفية التي هلك بها اللبنانيون، وتتداعون إلى وضع قانون جديد للانتخابات النيابية يفتح المجال أمام حياة سياسية جديدة؟
أيها القوميون الاجتماعيون،
يا رفقاء خالد، ووجدي، وسناء ومالك وابتسام وعلي ونضال وغيرهم، ويا رفقاء كلِ شهداء المقاومة الأبرار،
إن الأمة في محنة شديدة، ولا إنقاذٌ لها منها إلاّ بالبطولة المؤمنةِ المؤيدةِ بصحةِ العقيدة، وعلى هدي هذه الثقة بكم، بروح البطولة والتضحية والفداء التي ميّزت مسيرتكم، وعلى هدي الثقةِ بشعبنا الذي فيه قوةٌ لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ، وعلى هدي هذه الثقةِ يَثْبتُ حزبُكم في مواقع النضال دفاعاً عن القضية التي تساوي وجودنا.
وها هو خالد اليوم، يُطل من عليائه عليكم، ليحيّي هؤلاء الأشبال، أجيالَ النصر الأتي، وهؤلاء الطلبةَ والشباب نقطةَ الارتكاز في عملنا القومي، وهو يناديكم لتبقوا جنود القضية القومية وحماتَها مستحضرين قول زعيمنا سعادة: "إذا كنتم أقوياء سرت بكم إلى النصر... وإن شهداءنا هم طليعة انتصاراتنا الكبرى". فالتحية لروح الشهيد خالد، التحية لشهدائنا، ولشهداء المقاومة اللبنانية وأسراها، ولشهداء جباليا وطولكرم، وشهداء العراق.
تحية لبيروت الأبية،
ولتحي سورية
وليحي سعادة. "
واختتمت عريفة الاحتفال بما يلي:
" يا أهلَ بيروت ويا أهلَ لبنان إننا مِنكُم ولكُم، إننا مَعَكُم وبِكُم سَنُكْمِلُ مسيرةَ النضالِ والمقاومةِ والعزِّ. نَشكُرُ وجودَكُم ومشاركتَكُم، نشكرُ ممثلي الرؤساء ممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية نشكرُ جمعيةِ تُجار شارع الحمراء على إنجاز اللوحةِ التذكارية للشهيد خالد علوان وعلى مساهمتِهم معنا في هذه المناسبة نشكرُ وسائلَ الإعلامِ على تغطية هذا المهرجان، نشكرُ القوى الأمنية، نشكرُ وجودَكُم جميعاً وإلى مواعيد عزٍّ ونضال.
المجدُ للشهيد خالد في عليائِه
ولتحي سورية حرة أبية بفكر الزعيم انطون سعادة."
وكان قد صدر عن عمدة الإذاعة والإعلام في الحزب عشية المناسبة البيان التالي:
بيان عمدة الإذاعة والإعلام
كي لا ننسى.. الذكرى ألـ23 لعملية ألـ"ويمبي"..
عشية الإحتفال بذكرى عملية ألويمبي، أصدرت عمدة الإذاعة والإعلام في الحزب السوري القومي الإجتماعي النبذة التالية:
الزمان: 24 أيلول 1982.. الساعة الثالثة ظهراً..
المكان: رصيف مقهى في شارع الحمراء..
الحدث: البطل القومي خالد علوان يسقط الإحتلال على رصيف ألويمبي..
التفاصيل: وسط الخوف الذي كان يحاصر كل شيء في بيروت.. ومن طيات الصمت الذي كان سائداً حتى الخضوع... وفيما دفع الإطمئنان بضابطين وجندي من قوات الإحتلال "الإسرائيلي" الى الجلوس في مقهى ألويمبي في شارع الحمراء يحتسون الشراب.. وجّه خالد علوان، ببرودة أعصاب، مسدسه نحوهم، وأطلق رصاصاته الست بالتساوي عليهم، فقتل ضابطاً وجرح الآخرين، مسجّلاً بذلك الشرارة الأولى للمقاومة في بيروت.. وشكّلت هذه الرصاصات بداية الهزيمة العسكرية الأولى لجيش العدو "الذي لا يقهر" من عاصمة العواصم، وبارقة الأمل المكمّلة لصواريخ "الكاتيوشا" التي أسقطت عنجهية وزير حرب العدو أرييل شارون وشعار سلامة الجليل في 21 تموز 1982، تاريخ الإنطلاقة الفعلية للمقاومة.. واستكمالاً، تفجّرت وقفات العز عمليات متلاحقة ضد الإحتلال، الى أن سمع أهالي بيروت استغاثة جنود العدو "الإسرائيلي" بمكبرات الصوت يصرخون: "لا تطلقوا النار علينا.. إننا راحلون.. راحلون"..
واليوم.. بعد ثلاثة وعشرين عاماً، تحضرنا المناسبة بوقفة عزها التي لم تعرف الإنكسار لنتذكّر العبرة..
وانطلاقاً من ضرورة تأكيد هوية بيروت المقاومة، ووفاءً لخالد علوان التي ستبقى ذكراه عنواناً للفداء.. يدعوكم الحزب السوري القومي الإجتماعي للمشاركة في المسيرة الشبابية التي ستنطلق من أمام كلية الحقوق- الصنائع الى الساحة التي شهدت وقفة عز الشهيد البطل خالد علوان، حيث آثار رصاصاته لا تزال محفورة فيه، شاهدة.. وذلك، عند الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم السبت الواقع في 24 أيلول..
إنها دعوة مفتوحة، ليس الى قاعة احتفال وأنخاب وتصفيق، بل الى حيث بدأت شرارات المقاومة في بيروت.. وكلنا إيمان بأن الصفحات المضيئة لا ولن تطوى.. طالما هناك من يتذكّر..!!
في: 23/09/2005
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |