شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2011-04-01 |
كيف ستخرج سورية أقوى؟ |
لوحت زعيمة الاستعمار الجديد واشنطن ودول الاستعمار القديم بشكل وقح موارب ضد سوريا واضعة من نفسها وصية على الشعب السوري وقضاياه الوطنية وخياراته، في الوقت الذي تمعن فيه التخريب في العراق وأفغانستان والصومال واليمن والسودان، وتتجاهل قضايا شعوب محقة كقضية الشعب الفلسطيني التي مضى عليها ما ينوف عن 6 عقود، وأسهمت في خلق العديد من المشكلات والقروح في العالم كقضايا كشمير وكوريا والصحراء وغيرها بحيث تبقى جروحا نازفة، بما يضمن استمرار تحكمها بهذه الدول والشعوب وبيع صفقات السلاح واستنزاف خيراتها وخاماتها وجعلها أسواقاً لمنتجاتها. لقد جعل احتلال العراق سنة 2003، ومن بعد اتهام سوريا بجريمة اغتيال رفيق الحريري سنة 2005 والحرب الإسرائيلية العدوانية على لبنان 2006 وعلى غزة أواخر 2008، وأحداث لبنان أيار 2008 ووقوع أكثر من جريمة اغتيال على أرض سوريا، أولويات الإصلاح الداخلي في المقام الثاني، رغم أنها تقررت قبل سنوات واستغرق ما يحتاج منها إلى دراسات تفصيلية نحو سنتين. وعندما تزامنت قرارات اقتصادية مع أيام الثورة التونسية الأولى وأخرى على صعيد الإنترنت، انبرت أقلام التدخل الإمبريالي السريع مشككة مقللة من أهمية هذه الخطوات،وكأنها تريد مسابقة الزمن وإجهاض جهود الإصلاح المبتغاة. وكان الرئيس الأسد إثر توليه لمسؤولياته الدستورية سنة 2000 مدركاً ضرورة البدء بحزمة إصلاحات وتحديثات، وبدأ بها فعلاً، لكنه ووجه بعقبتين أولهما مؤسسات مجتمع مدني ممولة من الخارج فارغة أفواهها تريد اقتناص كل شيء وتحويل الدولة باتجاهات مختلفة في خدمة أمريكا والغرب وهو ما أقرت به تقارير أمريكية محدودة التداول. وتمثلت العقبة الثانية بما يسمى الحرس القديم الذي اعتاد سلوكيات معينة في قمة الهرم السياسي وله امتداداته في مختلف مجالات الدولة الحزبية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، ولم يكن ممكنا تغيير كل شيء بـ(كبسة زر) ومن هنا كان أحد القرارات المتخذة،إحالة كل من يبلغ الـ»60» من العمر على التقاعد، بحيث لا يترك التغيير فراغات أو ردود فعل غير مناسبة، وبحيث يبقى التواصل قائما بين خبرات القديم وضرورات التحديث والتغيير. ورتبت الظروف والملفات الإقليمية ومنها نزوح نحو 1,75 مليون عراقي إلى سوريا ما زال معظمهم يقيم فيها ونحو مليون لبناني لفترة محدودة سنة 2006، مسؤوليات جسيمة، فضلاً عن قيام "إسرائيل" بأكثر من اعتداء على الأرض السورية، كل ذلك كان في جملة أسباب تأخر القيادة السورية تنفيذ قرارات الإصلاح. ناهيكم على قرارات الحصار الأمريكية والدولية ضدها، ما ركز الاهتمام على الشأن الخارجي أكثر من الداخلي. ورغم هذه الأعباء والضرورات والأسباب، لم يتقدم مسؤول سوري واحد، ابتداء بالرئيس السوري الأسد حتى أصغر مسؤول في سورية، بتقديم مبررات كافية تقنع الشارع السوري، بمبررات التأخر، وكل ما قيل أنه الروتين أو الكسل، ما يعني أن القيادة السورية مقتنعة بضرورة الإصلاح وأنها غير معنية بتقديم المبررات بقدر كونها معنية بإنجاز الإصلاحات. لكن لم لا تعلن القيادة السورية ما يروي ظمأ الشعب إلى الإصلاح، فلأنها منذ 1970،تنجز إراداتها على نار هادئة،ما يجعل منها أكثر نجاحاً واستدامة، مستفيدة من تحالف تاريخي عريض يجمع بين الاقتصادي الحصيف والدبلوماسي الهادئ والعسكري المحترف والمفكر الاستراتيجي.. ومستندة إلى منظمات شعبية بقواعد واسعة و9أحزاب قومية ويسارية. ومن يتابع المسيرة السياسية في سورية يلاحظ على مدى 4 عقود ونيف، تميزها بتحويل الأزمات والمنعطفات الخطيرة لصالحها، بأقل قدر من الضجيج والخسائر. بحيث تفاجئ المراقبين دائما، بعد أن يظنوا أنها انتهت ولا قائمة لها بعدها. إن تكشف علاقة جهات عديدة بتمويل جماعات استغلت حماس الشعب السوري للإصلاح، سيحقق غايتين إيجابيتين، التفات الشعب السوري نحو الداخل لإنجاز إصلاحات ضرورية محل اتفاق،كما سيحقق تكاتف الشعب بمواجهة محاولات زرع فتنةٍ بائسة. وفي كل الأحوال ستبقى سوريا ملتزمة بدورها القومي تجاه المقاومات العربية، ولن يكون في مقدور الصهاينة وحلفائهم الإقليميين والدوليين ليّ ذراعها، بل ستخرج أقوى مما سبق، كما خرجت دائماً.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |