شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2011-07-07 |
هكذا أسقطت أدما ناصيف النظام الطائفي |
في زمن حلف بغداد وجمال عبد الناصر، وفي زمن تفتح الأجيال الجديدة على أفكار جديدة، وفي زمن قبائل حاشد وبكيل وتغلب وتميم، وفي زمن القرضاوي والجزيرة، وفي زمن "السنة" و"الشيعة"، وفي زمن التكفير وتقسيم السودان واليمن والعراق والعمل على تقسيم سوريا، وفي زمن اردوغان الجالس على اسكندرون وأكثر وناتنياهو الجالس على فلسطين وأكثر وفي زمن مصر المفلسة وقطر الباذخة نحو مئة مليار دولار للعبة كرة، وفي زمن قلق أبو ظبي على حقوق الإنسان في سوريا بعد أن أكملت مسيرتها في الحفاظ على حقوق العمال الأجانب لديها، وفي زمن تكرار حزب البعث لشعاراته بعد تربعه المفترض على حكم العراق من 1968 وحتى 2003 وعلى سوريا منذ العام 1963، وفي زمن حَكَمَ فيه غازي كنعان ورستم غزاله شراكة مع زعماء يشتموهما الآن، وفي زمن تحلُل الحزب السوري القومي الاجتماعي المعجب دائماً بغازي ورستم وأي كان وريثهما، وفي زمن مواجهة إسرائيل بِكِبَرْ المقاومين في العام 2006، ورحيل بن علي ومبارك، عاشت أدما ناصيف في الهرمل لتشهد كل هذا قبل وفاتها في أيار 2011. أدما يوسف إيليا ناصيف ولدت في العام 1930 في مقلس وعاشت طفولتها في مرمريتا قرب قلعة الحصن في وادي النصارى الذي لو رضي البطريرك الحويك (الذي خشى من الكثرة الأرثوذكسية) لكان نجح غورو بضمه إلى لبنان الكبير ولكانت مرمريتا اليوم مع حمص وتل كلخ ووادي خالد وطرابلس ينعمون معاً في "وطن التعايش". عرفت أدما أحياناً السجن في المزة- دمشق وفي الفياضية وثكنة المير بشير- بيروت وعرفت الحرية دائماً. أدما ونعمة حمادة تعاقدا على "أمر خطير يساوي وجودهما"، فحلما وعملا لوطن و"أجيال لم تولد بعد". نعمة حمادة ثائر في مجتمعه وطائفته وعشيرته وأدما شريكته حتى قبل أن يتعارفا. أدما ناصيف أسقطت النظام الطائفي دون أن تستخدم الـ Twitter والـ Face Book وفعلت ذلك أربع مرات: المرة الأولى حين التزمت بفكر علماني وحدوي في العام 1953، والمرة الثانية حين تزوجت بنعمه حماده على الطريقتين المسيحية والإسلامية في العام 1957، والمرة الثالثة حين استمرت طيلة حياتها تحلم ببناء وطن بعد اضطراب العقد مع حزبها، والمرة الرابعة والأخيرة حين قيل لها الإسلام هو الطريق إلى الثرى بجانب زوجك فجاء الجواب ولِمَ لا؟ أدما شهدت عصراً لم يكن فيه للتكفير مكاناً، ولا للديكتاتورية مجالاً ولا للنفط صولة لتعود فترى التراجع والانهيار، لكنها بقيت تحلم بنهضة ما. أدما يوسف إيليا ناصيف حمادة: سورية لبنانية، مسيحية مسلمة شيعية، قومية اجتماعية، قالت لحزبها لا حين شذّ، وقالت للكيانات والطوائف لا، وقالت للمسيح ومحمد نعم، وعلى طريقتها. من مقلس، الجبل الشرقي لوادي الحصن محافظة اللاذقية آنذاك إلى الهرمل سهل البقاع مسافة ساعات، بل مئة سنة ضوئية، عبرتها أدما ناصيف إلى شريك عمرها، لترقد بجانب رفيقها نعمه حماده في جبانه آل حمادة- الهرمل. فلتأخذ الأنظمة والأحزاب والعشائر العربية والأجيال الجديدة هذه المعادلة لتتعلم منها، أما أدما ناصيف فكفاها أنها حلمت بفلسطين حرة وبمنطقتنا موحدة. --- عن مجلة "الشهرية" – الصادرة عن "الشركة الدولية للمعلومات".
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |