شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2011-10-09
 

مشاركة الغجر في حوار الحضارات.. والتنبؤات بمصير العالم

مشاركة الغجر في حوار الحضارات..

أكد البارون الغجري أرتور تشيراري الذي يمثل غجر مولدافيا في منتدى حوار الحضارات في جزيرة رودوس اليونانية أكد في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" أهمية مشاركة شعبه في هذا الحوار.

هل تعني مشاركتكم في مؤتمر رودوس الاعتراف الأممي بدور الغجر في الثقافات والحضارات العالمية؟

أشارك في هذا المنتدى العالمي لحوار الحضارات للمرة الأولى وآمل أنها لن تكون الأخيرة.. نحن سعداء جدا بمشاركتنا في أعمال المنتدى كما نعبر عن الشكر لرئيسه السيد ياكونين وعن الأمل في التعاون المثمر في المستقبل. رغم أن غجر مولدافيا لا يتم تمثيلهم في العديد من المنظمات الدولية المهمة مثل اليونسكو والامم المتحدة لكن لا نزال شعبا.. ولا يسطيع أحد نسيان هذا الأمر.

تعود أصولنا الى الهند التي غادرها الغجر الى الشرق الأوسط حيث أسسوا الدولة الآرامية القديمة التي شملت أراضي سورية ولبنان والامارات العربية. كان ولا يزال شعبنا مهنيا جدا اذ أسسنا أول "مجمع صناعي عسكري" في تاريخ البشرية وزودنا كل الحكام ما قبل الإسكندر الأكبر وبعده بالأسلحة فتعتبر الحدادة أو "روم تشوكا ناري" مهنتنا التاريخية.

هل توجد إحصاءات عن عدد الغجر في العالم؟

2- يقدر عدد الغجر عالميا بنحو 65 مليون شخص وهذا وفق الاحصاءات الأخيرة. يعيش معظمهم في رومانيا وبلغاريا. ولا شك أننا لا نستطيع أن نتجاهل الأحداث الأخيرة التي وقعت في بلغاريا. وبعد عودتي الى مولدافيا سأقوم بإرسال مذكرة احتجاج الى سلطاتها وهذا بدعم من زملائي في مجال العمل الاجتماعي من أجل مصلحة الغجر لأننا لا نستطيع أن نتجاهل مصير شعبنا بغض النظر عن البلاد التي يقيم فيها.

كيف تتعامل السلطات في روسيا وبلدان الاتحاد السوفيتي السابق مع الغجر؟

3- أستطيع القول إن الأوقات التي شهدناها خلال عهد الاتحاد السوفياتي كانت أحسن مما بعد انهياره واطلاق التغيرات الديموقراطية. شهدنا استقرارا حقيقيا في تلك الأيام. أما الآن فيعاني شعبنا من صعوبات عديدة. نحاول توحيد جهودنا ولا سيما في المجال الاجتماعي في ظل استمرار عملية الاندماج في العالم. في هذا الصدد ندعو الشعوب الأخرى الى اتباع مبدأ التعقل والتسامح. من أعماق قلبي أرغب في مستقبل جيد لشعبي كما أرجو أن يستطيع كل أطفال الغجر أن يذهبوا إلى المدارس. نرى اليوم أن عددا كبيرا من أطفالنا لا يدرسون اطلاقا. لا اتحدث عن الدراسة في الجامعات.. أشدد على ضرورة اكمال ثمان أو عشر سنوات على الاقل في المدرسة. هذا ونعاني من صعوبات أخرى بينها عدم التعاون ومشكلة التمييز ازاء الغجر التي كانت ولا تزال موجودة في المجتمع.

كيف تعامل معكم العالم العربي والإسلامي بعد هجرتكم من الهند؟

- ان شعبْينا العربي والغجري عظيمان. وحتى اليوم يطلق البريطانيون علينا اسم "جيبسي" أو المصريون. في الحقيقة أقام الغجر في مصر حيث أدوا خدمات للفراعنة وحصلوا على رواتب عالية لهذا. وبعد الهجرة من مصر توجه الغجر نحو أراض أخرى لايجاد فرص عمل جديدة. نسمي اليوم العمال مثل هؤلاء بـ "غاستاربايتر" (Gastarbeiter). وأصول الشريعة عند العالم العربي يعود تاريخها الى الثقافة الغجرية. فالغجر عانوا من الاضطهاد عبر التاريخ ولا سيما في عهد الصليبيين ومحاكم التفتيش. ولكننا استطعنا البقاء على قيد الحياة من خلال الصداقة والتماسك داخل صفوفنا مع أننا عشنا جنبا الى الجنب مع الشعوب الأخرى. وممكن القول إن مجتمع الغجر كان أول مجتمع شيوعي في التاريخ.

المعروف أن الغجر يقرأون الطالع.. فما تقول الطالع بشأن مستقبل البشرية؟

أرغب في تحقيق العدالة عالميا وليس للغجر فقط بل للشعوب بأجمعها. وسأطلب من كل عرافاتنا العمل لجعل المستقبل الجيد يتحقق في أقرب وقت.. أنا كتابع لحكمة "أخاراتا" التي لا تزال قوة الهية عظيمة وخالدة وجوهر الوجود اتنبأ للعالم بسيادة السلام والتسامح والتفاهم في سائر أنحائه لان هذه المبادئ ضرورية كالهواء ويجب عليها أن تعيش في قلوب وعقول الناس. تقول الحكمة الغجرية القديمة إن على المحبة والكرامة في قلوب البشرية وليس على الجمال الظاهري أو النقود.. انقاذ العالم.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع