|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
فلسطين في اليونيسكو..الخروج على مرجعية السجَّان! | ||
| ||
الرد(الاسرائيلي) على قبول فلسطين عضواً في "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة"- اليونيسكو، لم يتأخر: وقف تحويل اموال الجمارك المستوفاة من الفلسطينيين للسلطة، والقرار ببناء الفي وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية. أما رد أميركا التي فشلت جهودها في منع قرار قبول فلسطين في "اليونيسكو"، وصوتت ضده، فتمثل بوقف مساهمتها المالية المقررة للمنظمة الدولية. لكن هذا ليس سوى البداية، وعلينا، أن نتوقع منهما فعل ما هو أكثر، ما دامتا تصرَّان على أن المفاوضات المباشرة هي فقط ما تسمحان به. ذلك ان المفاوضات المباشرة، التي تم تكريسها منذ مفاوضات اوسلو وما تلاها من اتفاقات وتفاهمات، تسمح للسجَّان(الاسرائيلي) بأن يعلن انه محب للسلام، فيحاور "السجناء" المعتقلين لديه، فيما هو يحقق معهم! وتسمح للدولة الامبريالية الاولى في العالم "الولايات المتحدة" بالتظاهر بأنها مجرد وسيط سلام نزيه و"فاعل خير"، لا همَّ له سوى التقريب بين المتخاصمين وتأليف قلوبهم! فيما هي منحازة(لاسرائيل) اكثر حتى من (الاسرائيليين) انفسهم! وما يزعج (اسرائيل) والولايات المتحدة، هو ان "السجناء" الذين افترضوا انهم قد احكموا اغلاق الأبواب عليهم، قرروا- بعد كل ما قدموه ولم ينالوا شيئاً بالمقابل-عرض مظلمتهم على طرف آخر غيرهما هو الامم المتحدة ومنظماتها. وهذا- في حد ذاته- مسار لا يجب التهاون إزاءه. فالاصل في الفلسطينيين، والعرب عامة، ان لا يخرجوا عن "طوع" أميركا و(اسرائيل)، اللتان يجب ان تظلا المرجعية الوحيدة لهم مهما حدث، واياً كانت مدة ونتائج المفاوضات وما يسمى بالعملية السلمية. لهذا، فان اللجوء إلى الأمم المتحدة، انما هو تعبير عن انعدام الثقة فيهما، وتشكيك في اخلاصهما للسلام الذي لا تحرصان على شيء قدر حرصهما عليه! وهو ما يعرفه العالم اجمع عنهما: منذ النكبة، وحتى آخر عدوان على غزة! صحيح ان المفاوضات-ان جازت التسمية- لم تكن سوى وسيلة لكسب الوقت وفرض الوقائع الاحتلالية على الارض، وان "العملية السلمية" ليست اكثر من اسم فني ابتكر لتجريد العرب من المقاومة وتصفية حقوقهم، فيما ظلت أميركا و(اسرائيل) تمارسان هوايتهما في ارتكاب ما تشاءان من اعتداءات وحروب، لكن الخروج عن طاعتهما لا يمكن قبوله، وبخاصة وانه يأتي في وقت غير ملائم لهما ابداً! فالمكسب الدبلوماسي الذي تحقق في اليونيسكو، وقبله صفقة تبادل الاسرى، قد يفتح عيون وشهية الفلسطينيين على الاستخفاف(باسرائيل) المنزعجة من تآكل قدرتها على الردع حسبما يردد خبراؤها الستراتيجيون. ومن جانب آخر، قد يستنتج بعض "الحسَّاد" و"المشاغبين" في المنطقة والعالم، انهما-اميركا و(اسرائيل) في حالة ضعف، وغير قادرتين على املاء إرادتهما على طرف ضعيف محاصر كالفلسطينيين، فما بالك بمن هو اقوى منهم، ممن لديه الرغبة في اقتناص الفرصة، ويستطيع الرد عليهما إذا ما اعتدتا عليه؟ للحق، وإذا ما اردنا ان نكون منصفين، فان وجهة نظرهما تبدو "معقولة"! وبخاصة إذا ما تذكرنا ان حكام الدول العربية سبق لهم وان اعلنوا ان السلام هو خيارهم الستراتيجي الوحيد. وقد برهنوا فعلاً على انهم اصحاب مبادىء لا يحيدون عنها مهما جرى، فتبنوا منذ سنوات مبادرة معروفة ما زالوا يعلنون جهاراً نهاراً انهم متمسكون بها، رغم "زعلهم" من (اسرائيل) و"عتبهم" على اميركا –احياناً- نظراً لعجزهما عن القيام بما هو مرجو ومنتظر منهما، وهو ما يسبب لهم الاحراج تجاه شعوبهم! ولا ينبغي لأحد ان يستنكر هذا السلوك "المبدئي" الراسخ، فهذا من مقتضيات الأمانة التي لا يمكن أن يفرطوا بها حتى يأذن الله! ونحن لا نرتاب بهم! فلعلهم يتمثلون بخطاب المُحِب المعاتِب الذي قاله "أبو الطيب المتنبي" للأمير "سيف الدولة الحمداني": "يا اعدل الناس، الا في معاملتي= فيك الخصام، وانت الخصم والحكم!"
|
||
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |