|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
المربي والاديب الرفيق محمد مصطفى قبيسي | |||
| |||
وافت المنية الرفيق، المربي والاديب محمد مصطفى قبيسي وشيّع يوم الجمعة 11 تشرين الثاني الى مثواه الاخير في روضة الشهيدين بحضور حشد من رفقاء المتن الجنوبي يتقدّمهم حضرة المنفذ العام الامين عاطف بزّي، وفي الثاني والثالث عشر منه، تقبّل ذوو الرفيق الراحل التعازي برحيله في مركز الجمعية الاسلامية للتخصص والتوجيه العلمي.
- والدته المرحومة: نجيحة حرب - اولاده: الدكتور ادونيس، زوجته فاليري بانيتي راني، زوجته هبه برازي الدكتورة ديانا، زوجة العقيد الركن بدوي السقال - شقيقه: فؤاد، زوجته ناريمان قلبسي - شقيقاته حياة، زوجة سعيد صالح الرفيقة مرام، زوجة كامل صليبي الدكتورة بشرى وماجدة زوجة الدكتور محمد حمود. * كان الرفيق الاديب محمد قبيسي انجز كتاباً مخصصاً للجيل الناشئ من الحزب بعنوان "حوار مع الجيل الجديد" اهداه الى "رفقائي ورفيقاتي الاوفياء لمبادئهم العاملين لمجد سورية وعزها، والى اجيال امتي الجديدة التائقة الى المعرفة والنهوض"، وفي كلمة الرفيق قبيسي التي تصدّرت صفحات كتابه، قال:
"هذا الكتاب هو محاولة متواضعة لتحريك الوعي القومي في اجيالنا الجديدة التائقة الى حياة العزة والكرامة وسط العواصف العاتية التي تعصف بالوطن، كما انه يشرح مبادئ النهضة السورية القومية الاجتماعية بشكل مبسّط ومرن مما يفيد في النشاط الاذاعي للمديريات والمنفذيات، وقد دعاني للقيام بهذا الانجاز وفائي للقضية القومية الاجتماعية التي آمنت بها ورافقتني منذ حداثتي والتي اضاء لي اول شموعها صديقي حضرة الامين الجزيل الاحترام ابراهيم غندور يوم كان حدثاً مثلي فرسم بذلك سلوك عمري وكفاحي، آملاً ان يرسم هذا الكتاب سلوك آلاف الابناء من اجيال امتي. أتوجّه بالامتنان لحضرة الامين الجزيل الاحترام ابراهيم الزين لاشرافه على هذا الانجاز، كما اشكر كل من تعاون معي لتحقيقه".
يبدأ الرفيق قبيسي "حواره" بالسؤال الذي طرحه سعاده في بدء بحثه الذي قاده الى تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي: "من نحن" ويتابعه تحت العناوين التالية:
- هويتنا القومية - قبرص حتماً سوريّة - خريطة المناطق المسلوخة عن الوطن - وعد بلفور - ما الذي جلب علينا هذا الويل - صورة الزعيم انطون سعاده - سعاده والنهضة القومية الاجتماعية - الزوبعة - الحزب السوري القومي الاجتماعي - المبادئ الاساسية - خريطة سورية الطبيعية - الوطن السوري – لائحة - المبادئ الاصلاحية - كيف أنتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي - آداب القوميين وسلوكهم - سورية القومية الاجتماعية - سورية والعالم العربي - كيف ننتصر ونزيل "اسرائيل" - ليلة الاستشهاد - لهذه الاسباب اغتيل سعاده
وللاضاءة على مضمون الكتاب القيّم، والمفيد لكل الراغبين في التعرّف على العقيدة القومية الاجتماعية، او بحديثي الانتماء الى الحزب، نورد الفصل الاول من الكتاب بعنوان "من نحن":
اذا سألت انساناً في اي بلد في العالم عن هويته القومية لأجابك بوضوح وبلا تردّد عن ذلك، فالفرنسي يعرف وطنه الذي هو فرنسا، والانكليزي انكلترا وكذلك الهولندي، والمكسيكي، وفي جميع دول الكرة الارضية... كل مواطن يعرف تماماً هويته القومية ويعرف حدود وطنه. أما اذا سألت عدداً من مواطنينا عن هويتهم القومية، اي عن وطنهم فإنك ستسمع للأسف اجابات مختلفة، فمنهم من يجيب أننا عرب ووطننا يمتد من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي، يعني كلّ البلاد التي تتكلم شعوبها اللغة العربية... والبعض يجيب اننا اسلاميون وان وطننا يمتد الى جميع بلاد الاسلام من اندونيسيا الى باكستان الى ايران الى بعض اجزاء الفلبين الى... الى... والبعض يجيب نحن في الحقيقة فينيقيون... والبعض يقول لبنانيون... والبعض أردنيون... والبعض شاميون... والبعض عراقيون... والبعض فلسطينيون (نسبة الى الدويلات التي أنشأتها الدولتان الاستعماريتان " انكلترا وفرنسا " بعد انتصارهما على الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى) والبعض سيجيب اننا سوريون، الامر الذي يؤكّد جهلنا حقيقة وطننا، اذ ليس هناك اجماع على تعريف حقيقتنا القومية، فكم هذا مخزٍ ومعيب... وبالتالي كيف يمكن ان ننهض بوطن لا نحدده، وكيف يمكن ان نذود عن حدود لا نعرفها، لأننا لا ندرك "من نحن". - هل من الضروري ان نتعرف الى هويتنا القومية او بمعنى آخر نعرف "من نحن"؟ طبعاً، من العار ان لا يعرف الانسان هويته القومية والى اية امّة ينتمي. لان الوطن يمثّل شرفنا وعزّتنا وكرامتنا، انه وطن ورثناه عن آبائنا وأجدادنا، وعلينا ان نورثه لاجيالنا القادمة سليماً عزيزاً معافى، انه الوطن الغالي الذي نعيش من خيراته ونحقق فيه احلامنا، فكل ما فينا هو من هذا الوطن حتى الدماء التي تجري في عروقنا هي ملكه، لذلك لا يكفي ان نحب هذا الوطن بل علينا ان نصونه ونفتديه. - ولكن هناك اناس غادروا وطنهم ويعيشون في بلاد الاغتراب حياة كريمة؟ اجل، يمكن لاشخاص ان يغتربوا وان تتوفر لهم حياة رغيدة نتيجة جهودهم وعملهم، فالاغتراب امر جائز شرط ان يبقى المغترب مرتبطاً بوطنه وبشعبه والا تلاشت عصبيته القومية مع الزمن وذاب في شخصيّة المجتمع الجديد الذي صار ينتمي اليه، فخسرته الامة السورية وخسرت اجياله، فالاجدى ان تتوافر فرص العمل والحياة الكريمة في الوطن وان يبذل المواطن مؤهلاته وكفاءاته من اجل وطنه ولخير مجتمعه، فلا يضطر الى الاغتراب. - طيّب، هل يكون وطننا هو الوطن العربي؟ ما قلناه عن الوطن الاسلامي ينطبق على الوطن العربي الذي تفصل بين ارجائه حدود طبيعية، حيث هناك مجموعة اقطار تعتمد اللغة العربية، وكما ان الدين لا يصحّ اساساً لكينونة وطن، كذلك اللغة التي هي وسيلة تعبير لا تصحّ ايضاً لتحديد الهوية القومية، فهناك دول متباعدة تعتمد لغة واحدة (استراليا – كندا – الولايات المتحدة – انكلترا) ولكن هل هي دولة واحدة؟ هذا امر لا يمكن ان يكون... كما هناك دول تعتمد كل منها عدة لغات (سويسرا – بلجيكا) وبالتالي ليست كل منهما اكثر من دولة واحدة... ان تركيا قد غيّرت لغتها في عهد اتاتورك، فاستبدلت الحروف العربية بحروف لاتينية وما زالت هي تركيا، هذا يعني ان اللغة كالدين لا تصح ان تكون اساساً لتحديد هوية الوطن. - فإذاً نحن فينيقيون. هذا اعتقاد خاطئ وهو ما يزعمه قلّة من اللبنانيين، فينيقيا... فينيقيون... هذا اسم اطلقه اليونانيون على سكان سواحلنا في العهود القديمة إبّان المدينة – المملكة، كمملكة اوغاريت ومملكة أرواد ومملكة جبيل ومملكة صيدون ومملكة صور وغيرها، فقد كان سكان تلك المدن الساحلية يتعاطون التجارة على نطاق واسع، بل كانوا اسياد التجارة في البحر السوري (البحر المتوسط)... كان الفينيقيون في الواقع جزءاً من شعبنا يسكنون المناطق الساحلية، فيما كان الآراميون والكنعانيون والكلدان والاشوريون يسكنون المناطق الداخلية من بلادنا، انهم ينتمون جميعهم الى بيئة جغرافية واحدة. - نحن اذاً كما هو الحال. في لبنان لبنانيون، وفي الاردن اردنيون وفي فلسطين فلسطينيون وفي العراق عراقيون، وفي الشام شاميون، وفي الكويت كويتيون. نعم للاسف، هذا هو الواقع المرير الذي صار اليه وطننا والحالة التعيسة التي صارت اليها امتنا، فقد جزّأ الاستعمار الغربي وطننا الى خمس دويلات بموجب اتفاقية سايكس بيكو (ايار 1916) التي عقدت بين انكلترا وفرنسا بالاتفاق مع روسيا القيصرية، وقد تمّ تنفيذ هذه الاتفاقية بعد انتصارهما على الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى، لقد كان بودّهما ان يفتّتا وطننا الى المزيد من الكيانات السياسية خدمة لمصالحهما، حيث عملتا على اذكاء الطائفية والمذهبية والعشائرية والاقطاعية وشتى امراض التخلف الاجتماعي، كما جعلتا هذه الدويلات الهزيلة تتناحر من اجل مصالحها، ولم تكتفيا بذلك بل تنازلت كل منهما عن اجزاء غالية خصبة وغنية من ارض الوطن لدول اجنبية مجاورة فمنحت ايران منطقة الاهواز، ومنحت تركيا سهول الاسكندرون وكيليكيا سنة 1937 كما اضافت انكلترا الى مآسينا وعد بلفور الذي اعطى الحركة الصهيونية الوعد باقامة دولة "اسرائيل" على ارض فلسطين وساعدتها على تحقيق هذا الوعد، كما اقتطع الانكليز الواجهة البحرية من العراق المطلة على الخليج العربي، وجعلوا منها دولة باسم الكويت. ان فقداننا لحقيقة هويتنا القومية، وسكوتنا ما يزيد عن نصف قرن عن هذا التمزيق للوطن بعد خروج الاستعمار الاجنبي منه، هو غريب ومعيب، فقد كان اولى بنا ان نبادر فور خروج الاستعمار الى ازالة الكيانات والحواجز السياسية المصطنعة، واعادة الوطن الى وحدته وعزته، والدورة الحياتية الى مسارها الطبيعي السليم، على الاقل، لمواجهة "اسرائيل" المغتصِبة لجزء من ارضنا، والمشتتة للملايين من ابناء شعبنا، والتي تخطط وتحلم لابتلاعنا لقمة بعد لقمة لاقامة دولة "اسرائيل" الكبرى من الفرات الى النيل... - هل يمكن لاسرائيل تحقيق ذلك؟ طبعاً، اذا ارتضى شعب بالذل والهوان، وفقد شخصيته القومية وسكت عن حقه. فالنصر هو للاقوى في احتدام الصراع بين الامم، و"اسرائيل" طامعة في ارضنا ومياهنا وثرواتنا، ولكن انتصارنا في تحرير جنوب لبنان، والانتفاضة الفلسطينية التي ادهشت العالم ببطولاتها وتضحياتها اثبتتا ان في شعبنا حياة وعزّة، وروح فداء، لقد بدأنا بهذه البطولة نكتب بفخر تاريخ امتنا الجديد. - ولكنك لم تقل لي ما هي هويتنا القومية. طبعاً سأعرفك على هويتك القومية في الجلسة القادمة. استنتاج:
• لا يوجد اجماع على هويتنا القومية. • يمثل الوطن شرف الامة وعزتها وكرامتها. • الدماء التي تجري في عروقنا هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها. • الأجدى أن تتوفر للمواطن فرص العمل والحياة الكريمة في وطنه فلا يضطر الى الاغتراب. • الدين او اللغة لا يصحان أساساً لتحديد هوية الوطن. • ان الكيانات المصطنعة التي أوجدها الاستعمار هي لتفتيت وحدة الوطن ومن الواجب ان تزول. • ان أجزاء عزيزة وغالية من أرض الوطن قد ضُمَّتْ قسراً الى دول مجاورة ومن الواجب استعادتها. • وجودنا بأكمله مهدد بالخطر من قبل "اسرائيل" التي قامت على الاغتصاب والعدوان في جنوب وطننا
|
|||
جميع الحقوق محفوظة © 2024 |