شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-02-13
 

هل خانت حماس حلفاءها لتعود إلى حضن الإخوان المسلمين

الجمل بما حمل

ترجمة رندة القاسم: يوم الأحد الخامس من شباط غادر آخر ممثل لحماس، عماد العمادي، سورية عائدا إلى غزة التي أبعدته إسرائيل عنها عام 1991. و القرار اتخذته حماس بناءا على ما وصفته ب(قمع الحكومة السورية للمحتجين).

و ما لم تقله حماس للجموع المبتهجة المرحبة بعودة العمادي إلى غزة عابرا من مصر ، بأن الحكومة السورية كانت تقمع عصيانا مسلحا عمل الأخوان المسلمون على قيامه بمساعدة حلفاء حماس القدامى و الجدد:قطر، السعودية، تركيا ، إسرائيل . و هي خيانة قوية لسورية و إيران و حزب الله الذين ضمنوا بقاء حماس خلال العقود الماضية.

حلفاء قدامى .. فحسب قول المحلل السياسي اللبناني (فداء عيتاني) ، تعود جذور حماس إلى الأخوان المسلمين، و قد أنشئت من قبل عائلات إخوان مسلمين مرموقة. وفقا لهذا ليس من المفاجئ أن تتحيز حماس إلى الأخوان المسلمين في قطر و تركيا و السعودية الذين عملوا سويا إلى جانب تنظيم القاعدة التابع للناتو لأجل منح الأفضلية للهجوم العسكري على الحكومة و الشعب في سوريه. و بالطبع استخدمت تعبيرات ملطفة لوصف جيوش المرتزقة التابعة للناتو مثل مجموعة القتال الليبية الإسلامية ، مجلس طرابلس العسكري، الجيش السوري الحر.و هم مظاهر لنفس الهجوم الذي شنته الصهيونية و الناتو و الذي دمر ليبيا و الموجه الآن ضد سوريه و إيران. و من غير المفاجئ أن المكتب السياسي لحماس واقع تحت ضغط شديد من الأخوان المسلمين لأجل الانضمام لل (ربيع العربي) و بالقيام بذلك وجد حلفاء في كل من الناتو و إسرائيل.

في الخامس و العشرين من كانون الثاني عام 2012 كشف مصدر استخبارات فلسطيني مرموق في تركيا عن حقيقة أن ( الربيع العربي) يضم دورا من المفترض أن تلعبه حماس بتخطيط و تنسيق من الأعلى.

لقد تم تسهيل جريمة قتل تسع مواطنين أتراك على ظهر سفينة مرمره التابعة لأسطول حرية غزة بمساعدة جزء من حماس مؤيد للربيع العربي.كان الضحايا أعضاء أتراك في الإخوان المسلمين و منظمات مرتبطة. و الأخوة تلقوا قبلة يهوذا من زملائهم الإخوان لأنهم كانوا يقفون في طريق مشاركة الأخوان المسلمين في العصيان المسلح ضد سوريه.

و من غير المفاجئ ، أن واحدا من أعلى قيادات المرتزقة العاملة لدى استخبارات الناتو و الشخص التالي له كانا على ظهر مرمره ، لتسهيل عملية الاغتيال على يد قوات خاصة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي. و بشكل متقن أوكلت العملية لاستخبارات الناتو المتعلقة بالإرهاب و القتل.

و بطبيعة الحال لا يوافق كل أعضاء حماس و في جميع المستويات على التحول في المكتب السياسي . و هذا التطور يطرح تساؤلا حول ما إذا كانت بعض من الاعتقالات التي نفذتها إسرائيل في أعوام 2010 و 2011 و 2012 بحق قادة من حماس إشارة إلى أن إسرائيل تساعد حماس في حل أسوأ مشاكلها الدولية. إضافة إلى المساعدة على تسوية الصراع الداخلي ضمن الإخوان المسلمين الأتراك عن طريق اغتيال تسعة أعضاء معارضين للحرب على سورية.

و طالما تعاونت فتح مع كل من إسرائيل و الولايات المتحدة لاعتقال أعضاء من قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، و لهذا لا يعتبر لجوء حماس إلى إسرائيل لحل مشاكلها الداخلية بدعة فلسطينية.

لقد اختارت حماس ، و بخيارها وضعت أموالها في حصان الخيانة. خيانة حزب الله، الذي و على مدار سنوات كان الضامن لبقاء حماس السياسي و العسكري. حزب الله الذي يقع تحت ضغط متزايد منذ قيام الفرع اللبناني من الأخوان المسلمين ، الجماعة الإسلامية، بالانضمام إلى جوقة الربيع العربي مع قطر و السعودية و الناتو و الصهيونية.و خيانة حماس بحق حزب الله و إعادة تنظيم الأخوان المسلمين اللبنانيين يمكن أن تكون، و في ضوء الوضع الإقليمي ، نذيرا بحرب أهلية لبنانية جديدة. حرب أهلية ستكون لصالح إسرائيل و الناتو و بتسهيل من قطر و السعودية و حلفائهما في لبنان.

خيانة حماس الثانية كانت بحق سوريه ، و التي تحمل ضمنا الخيانة الثالثة بحق الشعب الفلسطيني. فسورية كانت و لعقود الدولة العربية الوحيدة التي دعمت و دون توقف القضية الفلسطينية. و ربما لعبت إيران دورا في القرار السوري لدعم حماس.و على الأرجح كان القرار بناءا على محاولة منع السيناريو ذاته الذي ينفذ الآن.و هو انحياز حماس إلى قطر و السعودية اللتين تعملان كوكيل إقليمي للقوى الاستعمارية القديمة و الحديثة و بالتالي وكيلا لإسرائيل.

و عن قصد كامل لم تتطرق هذه المقالة للخلافات السنية - الشيعية . فالأمر الأكثر صلة بالموضوع من الانقسامات المذهبية(التي خلقت بشكل مصطنع) هو التساؤل حول ما إذا كانت القيادة السياسية في حماس تؤمن بأن الوعود بالربيع الفلسطيني ،و التي بشر به بناءا على مصادر استخبارات فلسطينية بعد التخلص النهائي من الحكومة السورية، ذات قيمة لفلسطين و الفلسطينيين.

و لكن يجب أن يكون من الواضح لأعضاء المكتب السياسي في حماس و لكل الفلسطينيين الذين قد يواجهون مشهد الربيع الفلسطيني بصنع الناتو و الصهيونية ، بأن سقوط الحكومة السورية سيكون النذير بسقوط الأخرى الأردنية ، و النذير بسقوط ما تصفه الإدارة لأميركية الحالية بشكل مبهم على أنه الحل الفلسطيني ضمن سياق حل شامل للشرق الأوسط.

و المسألة لا تتعلق بكون الأردن لم يفعل شيئا للشعب الفلسطيني خلال عقود. و لكن الخطر الحقيقي يكمن في احتمال أن يستخدم منح المزيد من الحريات المدنية للاجئين و المواطنين الفلسطينيين في المناطق التي لم تضمها إسرائيل من الضفة الغربية كورقة مساومة في اتفاقية الأرض مقابل السلام بين فلسطين حماس المستقبلية و جيرانها.

ستكون سورية و لبنان و الأردن تحت سيطرة الإخوان المسلمين، و سيحصل اللاجئون في لبنان و الأردن على حق العمل و الاندماج في المجتمع ، إضافة إلى ضمان سلامة كل الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين لا يزالون يعيشون ضمن أراضيهم المتسمة بالحذر مثل قلقيليه، و حق الفلسطينيين في أراضي الضفة الغربية بالسفر إلى الأردن و سورية مع استمرار الإبادة الجماعية لشعب فلسطين الذي ستسيطر عليه حماس عوضا عن فتح.

الجانب الايجابي الوحيد في مغادرة ممثل حماس الأخير لسوريه هي أن مهندس الخيانة قد أضحى أكثر وضوحا لسوريه و إيران و ربما لشعب فلسطين.

• بقلم الدكتور الألماني كريستوف ليهمان اختصاصي علم نفس عمل كمستشار نفسي على مدار تسعة و عشرين عاما و هو ناشط سلام كرس حياته للدفاع عن القضية الفلسطينية.

عن موقع The 4th Media



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه