شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-02-24
 

نعيم تلحوق شاعر رسّام يخترق الحجب والآفاق

إبراهيم سلامة

الحرية هي قوس من أقواس الحياة بدونها الدنيا ظلام وغفوة، للكتابة بعض القوانين يعرفها ويدرسها النقاد من زمان، الشعر هو وحده تحررّ وإنفلات عن قوانين الكتابة وعن نُظم الحياة. وحده الشاعر يسبح حرّاً طليقاً في بحرٍ لا بداية له ولا نهاية. وهو خارج عن قوانين الحياة وسرب الكتابة المرصوفة الهادفة حيناً واللامبالية حيناً اُخر.

الشاعر وحده يخترع عالمه ويخترق الحُجب والآفاق، الأنظمة والشرائع الأرضية، والفضائية، وإنه كالطير يحوم حول الأرض ولا يحطّ فيها ويسافر في الفضاء ولا يستقر فيه. والشعر هو الشعر لا يحدّد بقديم وحديث، بعمودي أو أفقي. إنه الإنفلات من كل القيود ليقدّم لنا الصورة الجميلة والرؤيا الآتية الممزقة.

نعيم تلحوق شاعر رسّام،لا هوية ولا همّ له سوى إبراز الجمال ومطاردة الخيال حتى يداني الواقع.

" يغالبني سرّ المنفى الذي كنته قبل المحال.

يساكنني بعضي كي أشعر بما ليس يقال"

أو قوله :

"اكتشفت أني حادث وقع لّله،

هو من غير لغة ،

وأنا من غير مكان ."

وقوله :

" كانت المسافات تبلغني كما الظلال ،

فلم أجد للمستطاع قلبي، فاكتواني تعب البلاد".

( من ديوانه الجديد "لأنّ جسدها")

كثر هم الشعراء الجدد أو الشباب خصوصاً في لبنان ما بعد السبعينيات. لكن الجودة والصورة الرائعة قليلة ومغشاة عند الاكثرية منهم.عند التلحوق الأمر مختلف تماماً: الصورة رسم متحرك. والرؤية واضحة وثاقبة، وفيها الكثير من " الحكمة"، والقليل من التفاؤل.

شاعر بالروح والجسد. لا يتوه عندما يرسم ولا يتحنّط عندما ينحت بعربية سليمه وأصيله. ليست معلقة ولا نثرا هشّاً. أظن أن مرتبته فريدة بين الشعراء الشباب. هو الحبّة اللذيذة في عنقود أدونيس وأنسي الحاج ومحمود درويش.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه