|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
جزء خامس من موسوعة " صحافة الحركة القومية الاجتماعية" للأمين الدكتور جهاد عقل | |||
| |||
هذه المقالة نشرت في عدد "البناء" تاريخ 22/12/2011 . نعيد تعميمها لفائدة الأطلاع .
مع صدور الجزء الخامس من موسوعة " صحافة الحركة القومية الاجتماعية في الوطن والمهجر" للباحث الدكتور جهاد نصري العقل*، يكتمل أوسع وأشمل عمل أرّخ ووثّق للعمل الصحافي للحركة القومية الاجتماعية مذ أرسى المعلم أنطون سعاده أسسها مطلع العام 1933 حتى تاريخ استشهاده في 1949. ثم استكمالاً مع مؤسسات الحزب السوري القومي الاجتماعي الإعلامية والثقافية، أي على مدى 75 عاماً (1933-2008) تاريخ إصدار جريدة الحزب "البناء" في الأول من أيار 2009.بجهد ومثابرة قلّ مثيلهما، استطاع المؤلف منفرداً، ورغم قلة المراجع، أن يخرج الى الضوء هذا العمل الجبّار الذي يستحق له لقب "رجل الموسوعة المتنقلة" بجدارة عالية. فبأناة نادرة وباع طويل قل مثيلهما، وعلى مدى عشرين عاماً من العمل الدؤوب، طرح الباحث عقل موسوعة " صحافة الحركة القومية الاجتماعية" وتعقبها على نحو دقيق ونشرها في خمسة كتب صادرة لدى "دار الفرات للنشر والتوزيع" بأسلوب تفصيلي، واضعاً بين أيادي الباحثين المعاصرين مادة رائدة وخدمة جليلة نظرا إلى ضخامة المصادر والمراجع.بدأ اهتمام الباحث عقل بتأليف هذه الموسوعة في مطلع السبعينات من القرن المنصرم طالباً في معهد الإعلام في الجامعة اللبنانية، واستكملها جدياً عام 1993 يوم نال شهادة دبلوم دراسات عليا في التاريخ عن رسالته وكانت تحت عنوان "الالتزام في جريدتي النهضة وسورية الجديدة" وشملت كل منحى من مناحي نشاط الجريدتين أداء وتحريراً وسياسة ( نُشرت هذه الرسالة في كتيب عام 2002).على ما يفيد الدكتور العقل في مقدمته في الجزء الخامس، فإن دافعه الأساسي للإقدام على هذا العمل المضني كان ايمانه العميق بالعقيدة القومية الاجتماعية المتمثلة بأنطون سعاده مثالاً، هو القائل: "الصحافة هي مصدر النور الفكري في حياة الأمة، فإن كانت مصدراً صحيحاً هدت أمتها إلى الفلاح وإن كانت مصدراً فاسداً أفسدت على الأمة جهودها".يلاحق المؤلف في الاصدارات الخمسة وفي رصد ممنهج بدايات تبلور فكر سعاده كخطاب جديد ومتقدم، مؤمنا بأن الصحافة الملتزمة هي أهم وسيلة لتنمية القوة الفكرية غير المحدودة. والصحافة رسالة تحفظ للرأي العام دوره في صوغ قضاياه العامة ومصالحه الكبرى.انطلاقاً من هذا المفهوم لدى سعاده، كان سعيه الدائم إلى بناء مؤسسة إعلامية متكاملة مستقلة وملتزمة بالرسالة القومية الاجتماعية، والسعي المتواصل لإيجاد مطبعة مستقلة تحرر صحافة الحزب من الارتهان لأهواء أصحاب المطابع الخاصة. إضافة إلى تأسيس مدرسة إعلامية رائدة تساهم فعليا في عملية بعث النهضة وتطورها.وهذا النهج لدى سعاده برز في بواكير وعيه الفكري وإطلالته إبان مشاركته الصحافية في الدوريات التي أنشأها والده الدكتور خليل سعاده في بداية العشرينات. وبدا جلياً لدى سعاده هذا التبلور في مسحة كلماته الشديدة الوضوح والمكتوبة بأسلوب جديد متمايز عن سلفه، تمهيداً لخطاب فكري نهضوي جديد الى أمته والعالم بأسره. يبين لنا المؤلف في هذه الموسوعة بشكل مفصل أن الكمّ الضخم من المادة الصحافية التي أرساها سعاده منذ تأسيسه مجلة المجلة عام 1933 (في الوطن) حتى تاريخ استشهاده 1949. لم تتعد مدتها الزمنية أكثر من 17 عشر عاماً فقط بما فيها من اعتقالات وسجن واغتراب قسري وملاحقات ومتابعة لشؤون حزبه. مع كل ذلك استطاع في هذه المدة القصيرة. أن يرسخ مفهومه الفكري العقائدي. وهنا يكمن سرّ سعاده العظيم وفرادته.إذا شئنا الولوج في لغة الأرقام يكون نتاج سعاده الصحافي، ودائماً بحسب رصد الدكتور جهاد، منذ تاريخ إصداره جريدة "الجيل الجديد" في نيسان 1948 حتى تاريخ استشهاده 1949 أربعة عشر شهراً فحسب. وزع المؤلف هذه المواد في الجزءين الأول والثاني في 1134 صفحة ويتناولان الدوريات التي أصدرها مؤسس الحزب في الوطن والمهجر وهي على الشكل الآتي: مجلة "المجلة" 4 إصدارات، جريدة "النهضة" 136 إصداراً، "سورية الجديدة" (البرازيل) 125 إصداراً، جريدة "الزوبعة" 91 إصداراً، إضافة الى نشرات الحزب الداخلية. وأخيراً سلسلة مجلة "النظام الجديد" وصدر منها 6 أعداد.الجزء الثالث ويقع في 789 صفحة ويتناول الدوريات التي أصدرها "الحزب القومي" في غياب سعاده القسري عن الوطن، خاصة بين عامي 1944- 1948. وهي : مجلة "العالم العربي"، "فن"، "الدراسات الثقافية"، "الواجب"، "صوت النهضة".الجزء الرابع في 782 صفحة، يتضمن النشرات التي أصدرها الحزب السوري القومي الاجتماعي في دمشق بين عامي 1950 و1955 وهي: "الجيل الجديد"، "البناء"، "الشام" "البناء الجديد"، إضافة الى نشرة "النظام". أما الجزء الخامس والأخير في هذه الموسوعة فهو في 859 صفحة ويتناول فيه المؤلف صحافة الحزب من العام 1958 إلى العام 1961 وتوزعت فصوله كالآتي: جريدة "الجيل الجديد"، جريدة "البناء"، مجلة "فكر"، مجلة "الثقافة" ومجلة "صباح الخير"، ( يتوقف رصد المؤلف لإصدرات مجلة "صباح الخير" عند العام 1986، علماً أن الجريدة استمرت بالصدور حتى 1991 ومجلداتها متوافرة في مؤسسات الحزب الإعلامية). يبقى القول إن عملاً بهذه الضخامة لا بد من أن ترد فيه بعض الثغر والإسقاطات وهذا طبيعي، لكنه لا ينال من هذا الإنتاج الضخم. إلى النشرات الداخلية، إضافة الى سجل يشمل معظم المطبوعات غير المركزية الرسمية ومنها "الزوابع"، "صدى العرزال"، "تموز". لعل أبرز ما ورد في هذه الموسوعة الجميلة الإضاءة على ذلك الكم الكبير من رواد الكلمة الذين باتوا يشكلون اليوم علامة فارقة في عالم الإعلام والثقافة والفكر. تلك النخبة التي واكبت صحافة النهضة منذ تأسيسها. ولعبت دوراً بارزاً في صقل الحرف بما يماشي لغة الصحف، من خلال تطويع اللغة لتكون أكثر سلاسة وطواعية، من إنشاء رفيع العبارة، إضافة إلى حمل شعلة النهضة وقضاياها الكبرى، متصدين للظلم، متنكبين الكلمة سلاحاً للدفاع عن حقوق المواطن وصون الحريات. كان الدكتور جهاد العقل وفياً للشعار الذي اتخذه لموسوعته "المجتمع معرفة والمعرفة قوة" فقوة المعرفة تكمن في نشرها.يسجل لجهاد العقل الموقع الريادي والكفاءة العالية، مغنياً مكتبتنا الإعلامية بهذه الموسوعة الرائدة في مجالها.
*هو الامين جهاد العقل، من "المحيدثة" بكفيا، وقد تولى مسؤوليات حزبية عديدة ، وله مجموعة جيدة من المؤلفات، رئيس مصلحة المغتربين والهجرة في وزارة الخارجية والمغتربين
|
|||
جميع الحقوق محفوظة © 2024 |