شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-07-25 |
خطاب صهيو – أمريكي بلسان عربي فصيح ...!! |
المخطط الصهيو – أمريكي الماسوني لتفتيت محيط فلسطين ، الموجود في الأدراج الغربية منذ زمن ليس بقليل ، خرائط ووثائق ، وخططاً تبادلية وأدوات لم يعد طي الكتمان ، كما لم يعد مقتصراً على اللغة الأنكلو – أمريكية أو العبرية بل تمت ترجمته إلى العربية الفصحى وبدأ الترويج له باتجاه الشام – الجمهورية المتبقية من سوريا الطبيعية ، وجوهر المشروع وغايته التمهيد للخطوة ما قبل الأخيرة في إعلان نقاء الدولة اليهودية وإقامة دول الطوائف والمذاهب في المحيط ليكون متجانساً ومتفقاً مع الخطاب على أنه بعد التحريض والتعبئة النفسية وغسيل الأدمغة يمكن أن يكون مقبولاً وأنه الحل الأمثل ، وإذ تتم برمجة الكثير من العقول على مساحة الوطن ، يسقط الانتماء الوطني مفسحاً الطريق أمام الولاء للطائفة أو المذهب .. أو حتى دولة المدينة ، ولننظر في تفاصيل الخطاب وردود الأفعال ومدى القبول على أرض الواقع . يقول الرئيس الأمريكي السيد أوباما أن أمن الكيان الصهيوني لا يجب أن يكون موضع نقاش أو حوار في الولايات المتحدة ، وربما في أي مكان آخر من العالم ، ويرى الخبراء الصهيو أمريكان أن تفتيت القوى في المنطقة يقتضي تفتيت الكيانات التي ما زالت قائمة وهي تشكل خطراً حقيقياً وأهمها سورية بعد أن تم إنهاء الخطر العراقي ، وأما الحديث عن قيامة محور جديد يمتد من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق تحت راية الممانعة والمقاومة فهو غير المسموح به أبداً ، وأما الوسيلة الأكثر استجابة لعملية التفتيت فقد بدأت بإطلاق تسمية مذهبية على هذا المحور رغم عدم انطباقها على الواقع ، وقد جرى التمهيد لاستعداء باقي المحيط بإطلاق تصريحات مبارك وعبد الله وباقي جوقة المفتين والملوك والأمراء وخاصة في السعودية . بعد انقضاء سنوات عديدة وإذ لم يتحقق نتائج ملموسة على صعيد تحطيم هذا المحور وخاصة بعد نتائج حرب تموز 2006 والهزيمة الصهيونية النكراء ، كان لا بد من تطوير العمليات والانتقال إلى الداخل السوري مع إبقاء الحرارة مرتفعة على ساحة العراق رغم خروج الجيش الأمريكي .. الأدوات ما زالت فاعلة ، وأما على ساحة الشام فقد تمت الاستفادة وتطوير سلبيات الحراك الشعبي في كل من مصر وتونس ضد الهيمنة الصهيو – أمريكية إلى إيجابيات عدة ، أولها تطويق الثورتين واستيعابهما وإيجاد البديل والحوار معه من تحت الطاولة قبل الموافقة على إنهاء حكم مبارك ، ومن ناحية ثانية تطوير الحراك الشعبي السوري الذي قام على قاعدة العدوى رغم تناقضه مع أهداف الحراك المصري الأساسية ، وركوب موجته واستغلاله على قاعدة خطاب مذهبي يخدم البرنامج والمشروع الغربي الذي جوهره الحفاظ على الكيان الصهيوني ، أما الشخصيات التي تم دفعها إلى واجهة قيادة الحراك فقد بدا واضحاً ارتباطها بالمشروع إياه وأنها تستخدم التحريض العاطفي وهو نقطة ضعف المنطقة والفسيفساء الذي بقي متجانساً تحت راية الوطنية لكن أساسه غير متين ، بل ولم يجر العمل على تمتينه بسبب الخوف من ردود أفعال رجال الدين والدول التي تعتبر نفسها وصية على الدين والمذهب . مع بداية الأحداث على ساحة الشام جرى تسريب الكثير من الأفكار الملغومة على شكل توقعات واحتمالات ، ومن ضمنها كان التسريب أن النظام يعمل على خطة إقامة دولة ذات صبغة مذهبية في المنطقة الساحلية ، هذا الحديث يقتضي أن تكون المنطقة من هذا اللون لوحده ، ومن خلال نظرة واقعية على توزع الألوان على الساحة الوطنية نجد أن لا وجود لهذا الأمر فما من لون أو طيف سوري إلا وهو منتشر على كامل مساحة الوطن بمعنى أن الشعب السوري لم يتجه أبداً لإقامة معازل أو كانتونات على هذه القاعدة وأن هذا الطرح مرفوض من الأغلبية الساحقة ، وكان مرفوضاً قبل ما يقرب من قرن من الزمن ، حتى أن المؤتمر السوري الأول رفض إقامة الكيانات التي قامت على أساس اتفاقية سايكس – بيكو ... ورفض أبناء الشام والجنوب والشمال والشرق والوسط ، دويلات أرادت إقامتها سلطة الانتداب وتمكنوا من فرض رؤيتهم والحفاظ على وحدة ما بقي من الوطن السوري الكبير . من جديد يخرج علينا خطباء اللسان العربي الفصيح مبشرين بالمشروع على أنه آخر العلاج ، ففي موقع إيلاف يجري الترويج والقول أن الحديث عن استمرار وحدة سوريا بات شبه مستحيل ( ينقل عدنان أبو زيد عن فرانك سلامه ) ، لأن هناك اتجاهاً لإقامة دولة على الشريط الساحلي ويمتد في العمق حتى حدود حماه وأن النظام يتجه لتكريس هذا الواقع ، أما المؤكد فهو أن المشروع هو في مخيلة هؤلاء الدعاة وأن الإيحاء به مجرد خدمة للمشروع ، ويكفي العودة إلى خرائط البنتاغون الأمريكي لنتأكد من وجود هذه الدولة على المخطط ودول أخرى غيرها ومنها كوردستان الغربية أي كل المناطق شرق الفرات ... ونقرأ في اتفاقية أردوغان جوبيه فنلاحظ حقوقاً تركية في محافظات الشمال ... حلب وادلب ، وإقرار بالنفوذ الفرنسي على باقي أراضي الجمهورية ... كما تشير الخريطة إلى ضم جزء كبير من محافظات الجنوب في حوران وجبل العرب إلى الأردن الكبير الذي يجب أن يستقبل باقي الفلسطينيين من أراضي 1948 والضفة الغربية ... وصولاً إلى إعلان الدولة اليهودية الخالصة وهدم الأقصى وإقامة الهيكل ، ولا ندري ما هي الترضية للملك الهاشمي ..! هذا المخطط يعرفه قادة المعارضة الخارجية من أدوات أمريكا وفرنسا وتركيا وقد وافقوا عليه ضمناً شرط الوصول إلى الحكم .... هنا يقول شمعون بيريز: سنقيم أفضل العلاقات مع سوريا ويكون بيننا وبينهم السلام والتعاون إذا ما سقط الأسد ...!! في صحيفة الشرق الأوسط السعودية يدعو إياد أبو شقرا بوضوح أكثر لتقسيم سوريا على القاعدة المذهبية موضحاً أن شروط إقامة الدولة المنشودة على الساحل السوري متوفرة ، هي تمتلك وتتحكم بالمداخل البحرية وفيها مطار دولي ، ولا خوف على المصالح الروسية ، لكنه يتهم روسيا والصين بالعداء لمصالح الشعب السوري دفاعاً عن مصالح البلدين وكأن أمريكا والغرب لا يعملان ضد مصالح الشعب السوري انطلاقاً من مصالحهم وليس حباً بالشعب السوري ولوجه الإنسانية والحرية فقط ... !!! الكل يتحدث باسم الشعب السوري ..!! خطاب صهيوني بلسان عربي . المخطط الصهيو – أمريكي لا يقتصر على الترجمة والخطابة باللغة العربية بل هو قيد العمل الفعلي منذ عام ونصف لتحقيقه بأدوات عربية ومال عربي ، ودون نجاحه موقف وطني سوري رافض بلا حدود ، رغم وجود من تحدث عنهم كيسنجر وأنهم سيحرقون سوريا من الداخل بأيديهم ..... المأجورة ، مراهنين على عقولهم المغلقة غير القادرة على الاستيعاب والمحاكمة وتمييز الخير من الشر بحق الوطن .
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |