|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
مقارنة بين الأصولية اليهودية و السلفية العربية وشكل الصراع القادم | ||
| ||
الأصولية تغزو العالم وهلال سلفي تبدأ ملامحه بالتشكل من مشيخات الخليج وصولاً إلى شمال إفريقيا: يبدو أن العالم ذاهب إلى الصراع.. الأصولية تنتشر كالنار في الهشيم في كل المذاهب والآيديولوجيات.. الانسان يريد أن يقتل أخيه الانسان لأنه مّل دعوات المحبة والأخوة والمساواة في الخلق ويريد أن يعود إلى طباع جده الأول قابيل القاتل المنتصر.. فما يشهده عالمنا اليوم من قتل وانتهاك واستعداء وكراهية يدل على ذلك وهذه الأشياء هي الغذاء الأشهى للنزعات الأصولية لتتقوى ويشتد عودها في كل الأديان والمجتمعات والمتابع اللمّاح يدرك هذا جيداً حيث أن انحباس الأحقاد وكبت الكره أصبح ظاهرة خطيرة تهدد العالم أكثر من ظاهرة الاحتباس الحراري ويمكن تلمس آثارها بدءاً من شمال العالم مروراً بالشرق الأوسط وصولاً إلى جنوب الكرة الأرضية. وأمريكا اليوم تعود بقوة إلى سلفيتها وأصوليتها المعهودة وتخصصها في مجال الإبادات الجماعية وإراقة الدماء أنهم مولعون بإشعال فتيل الحروب..قاموا بإبادة الهنود الحمر معلنين بداية جديدة واليوم يسعون وراء إبادة جماعية أخرى لشعب ما علهم يعلنون بداية عالم جديد شَعَرو أنه بدأ يخرج عن سيطرتهم.. أما أجدادهم الأوربيين فحدث ولا حرج، يلهثون اليوم لخوض أي حرب تحفظهم من التشتت والتفتت وضياع دولهم لذلك هم يصرون بقوة على تخريب سوريا ودعم الأصوليين والسلفيين الذين يشابهونهم في الطباع والصفات. كما أنه غير مبرر تعجب الشعوب المستضعفة من هذا التحالف القذر بين الاستعماريين والسلفيين لأن المثل المعروف يقول "الطيور على أشكالها تقع". باختصار العالم كما أوحى المسيطرين عليه للمفكر الأمريكي "فوكوياما": "ينظّر له يتجه نحو صراع دموي ظاهره حضاري وباطنه دموي انتقامي بربري" وللأسف قادة الحروب والمعارك هم الأصوليين والسلفيين في كل مذهب وفلسفة ومعتقد.. للأسف سيظل العرب القطيع الأوحد في الوجود الذي لا يرضخ لقيادة نخبه ومبدعيه وقادته الأشاوس وسيتبعون صاغرين من يقدمون لهم الفكر الهيّن السهل الذي يتّلون باللون الأحمر. تابعوا هذا التقرير عن الأصولية في المنطقة والتي بدأت تجتاح مجتمع ألد أعدائنا في الجهة المقابلة أولاد الخالة سارة.. الأصولية اليهودية نسخة طبق الأصل عن السلفية العربية: تغلغل نفوذ الأصولية المذهبية في المحيط الاجتماعي لمجتمعات الشرق الأوسط بصرف النظر عن السياق العيني لها في النسيج الثقافي لهذه المجتمعات، استطاع أن يؤثر خلال العقود الماضية على مراكز صناعة السياسة على صعيد المنطقة وعلى الصعيد الدولي. وهناك دراسات كثيرة تناولت موضوع الأصولية الإسلامية لكن هذه الظاهرة بخلاف ما تعكسه لا تختص بالمجتمعات الإسلامية فحسب بل تمتد إلى أبعد من منطقة الشرق الأوسط. خلال السنوات الأخيرة ظهر في شرق آسيا مجموعة من الرهبان البوذيين حليقي الرؤوس ويرتدون الخرقة البرتقالية حيث كانوا سبباً في الكثير من النزاعات السياسية. كذلك لعب أتباع الكنيسة الإنجيلية دوراً سياسياً مؤثراً في عهد الرئيس الأمريكي السابق "رونالد ريغان" وتمكنوا من إيصال المحافظين الجدد المتطرفين إلى البيت الأبيض. فعلى ما يبدو أن الأصولية المسيحية وجدت لها موطئ قدم في أكبر دولة مهيمنة في العالم مما جعلها تلعب دورا مؤثرا وفاعلا في صناعة السياسة. يقوم المجتمع الدولي وخصوصاً الغرب بتسليط الضوء على الأصولية الإسلامية واعتبارها جزء من الكل، لكن للأسف في الآونة الأخيرة يتم التعامل مع هذه "الكلية" وبنيتها العامة بازدواجية استغلالية وبانتقائية واضحة بهدف تحقيق أهداف جيوسياسية. إسرائيل مجتمع يتمتع بحصانة دولية خاصة لكن ومع تحطيم بعض المحظورات السياسية في النظام الدولي ظهر مؤشرين رئيسيين من الداخل الاسرائيلي أدى انعكاسهما على الساحة الدولية إلى إبطال الأحكام المسبقة حول هذا الكيان إلى حد ما. من جهة أخرى يظهر الحراك الاقتصادي المعارض والمتصاعد الذي أنزل إلى الشوارع في أيام السبت ولمدة طويلة مئات الآلاف من المحتجين على السياسة اليمينية والنمط الاقتصادي لحكومة "بنيامين نتنياهو" أن الصراع الداخلي الباحث عن العدالة الاجتماعية يتمتع بمكانة كبيرة في نقد السلطة ومعارضتها. كما أدى انتشار شريط مصور يظهر اعتداء أصوليين يهود على فتاة تبلغ من العمر 8 أعوام في مدنية "بيت شمس" بالقرب من القدس إلى أن ينزاح الستار عن مجتمع متناقض، وقد لقي الأمر داخل الكيان وخارجه ردود فعل واسعة النطاق. الفصل بين الرجال والنساء على أرصفة الشوارع وممرات المشاة وعزل الجنسين في وسائل النقل العامة داخل المدن وخصوصاً في المناطق اليهودية القريبة من حائط المبكى وإعفاء تلاميذ المدارس الدينية اليهودية من الخدمة الإلزامية العسكرية ومنح هذه الطبقة المستهلكة رواتب تدفعها الحكومة مدى الحياة يعد مؤشراً واضحاً على الوجود الحقيقي والنفوذ الأخذ في التعاظم للأصوليين الإسرائيليين. في الأسابيع الأخيرة أقامت حكومة نتنياهو اليمنية دون أن تظهر استيائها من الواقع المفروض وعلى قواعد راسخة وقوية تحالف سياسي مع الأصوليين اليهود ممثلاً برمزهم "حزب شاس". وفق الوثائق والمستندات الموثقة يقال أن ما يقارب 10% من تعداد سكان إسرائيل يُعتبرون من أتباع أفكار الأصولية اليهودية وقد لعب نفوذهم الأخذ في التعاظم دوراً مؤثراً وحاسماً في أروقة السياسة. وتؤكد المصادر الإسرائيلية أنه على الأقل نصف هؤلاء الـ 10% لا يعملون أبداً بل يعتاشون على المساعدات الحكومية ويشاع أنه يتم دفع هذا الأموال لهم كتشجيع على تعلم وحفظ التوراة بشكل سليم وصحيح. نظراً للمعدل المرتفع للولادات بين "يهود الهاريدي" (الطائفة اليهودية الأكثر تشدّداً) فقد تغير معدل تناسب تعداد السكان مع مرور الوقت لصالح هذه الطبقة المتطفلة ومع ارتفاع نسبتهم يتسع مجال نفوذهم في السياسة وفي المجتمع أيضاً. بالرغم من أنه حتى الآن ليس هناك أخبار مؤكدة تظهر قيام الأصوليين اليهود بأعمال إرهابية بالمفهوم العام لكن دورهم في دفع الحكومات الإسرائيلية المختلفة إلى توسيع وتصعيد ممارسة الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني لا يمكن انكاره أبداً. تقول "تسيبي ليفني" زعيمة حزب "كاديما" المعارض في رد على حادثة "بيت شمس": "أن المشكلة الرئيسية مع الأصوليين اليهود لا تنحصر فقط في ما جرى في مدينة "بيت شمس" ولا قضية الفصل بين الجنسين، بل تكمن المشكلة في الاعتقادات المتطرفة التي يربيها هؤلاء في عقولهم؛ أنهم يحاولون أن يفرضوا رؤيتهم للعالم على الآخرين". منذ قيام الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية كان نفوذ الأصوليين اليهود يتصاعد دون توقف لكن خلال السنوات الأخيرة أصبح واضحاً بشكل كبير. وكما هو معروف كان أحد شروط حكومة نتنياهو لاستئناف مفاوضات السلام هو قبول واعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل لكن هذا الأمر قوبل بالرفض في الداخل والخارج الفلسطيني. لذا يجب أخذ خطر توسع نفوذ الأصوليون اليهود على محمل الجد بنفس ميزان خطر اجتياح الأصولية الإسلامية للمجتمعات، لأنه لا يمكننا إغفال دورهم في إشعال فتيل الحروب كما أنهم يشكلون تهديدا سياسيا واجتماعيا على الشعوب العربية والأنظمة العلمانية. ربما المسافة طويلة من جبال "تورا بورا" في أفغانستان إلى مناطق استيطان اليهود في القدس لكن ضمن هذه المسافة هناك فكر مشترك يجمعها هو الفكر الديني الأصولي والمتطرف وسوف تتقلص هذه المسافة بشكل كبير ليصبحان وجهان لعملة واحدة مما يجعل إمكانية نشوب نزاع تحت أي عنوان أو تحت أي ذريعة. -اردشير زارعي قنواتي - صحيفة "اخبار روز".. وفي السياق ذاته كتبت الصحفية والكاتبة الأمريكية المعروفة "روبن رايت" مقالاً على موقع "ويلسون سنتر" الإخباري قائلةً: سافرت في ربيع هذا العام إلى منطلق الانتفاضات العربية.. في زاوية شارع مهجور في "سيدي بوزيد" في تونس –في المكان الذي أغرق فيه بائع جوال نفسه بمادة التنر الشديدة الاشتعال، وقام بإشعال عود ثقاب لتندلع بعدها النيران في منطقة الشرق الأوسط كله- يعرب بائع فاكهة جوال في نفس الميدان عن أسفه قائلاً: "لدينا حريات كثيرة لكننا نفتقد بشكل كبير إلى وجود فرص عمل". ويقول شخص أخر: "محمد بوعزيزي" بائع البسطة الذي أضرم النار في نفسه، لم يقم بهذا العمل ليدلي بصوته في انتخابات ديمقراطية بل لأن الكيل قد طفح نتيجة استهداف السلطات المحلية للوسيلة التي كان يكسب منها رزقه. السلفيون يستغلون الفوضى وتردي الأوضاع الناتجة عن التحولات: عندما كان باعة البساطات يصفون ما جرى كانت قد انتهت الصلاة في مسجد في الشارع المقابل وكان هناك وسط المؤدين للصلاة سلفيين وهم المسلمين السنة الأصوليين جداً والمنهمكين في هذه الأيام في منافسة كبيرة لطرح نظام جديد مبني على أساس التقاليد الدينية التي كانت رائجة في القرن السابع ليحل مكان الوقائع الأرضية الحالية. منذ سنوات يقف السلفيون بعيداً عن أروقة السياسة وكانوا يرضون بالحكام حتى لو كانوا مستبدين وظالمين طالما أنهم مسلمين لكن خلال الأشهر الثمانية الماضية تشكلت مجموعات في الشرق الأوسط على شكل حركات سلفية قوية مستغلة حالة الإحباط والفوضى الناتجة عن التحولات والأحداث. السلفيين بديلاً عن العسكر: يعتبر الهلال السلفي الآخذ في الانطلاق من ولايات ومشيخات الخليج مروراً بالشرق وصولاً إلى شمال إفريقا أحد الأشياء غير المرغوبة والمولدة للفوضى وتشكل هامش للنفوذ في الانتفاضات العربية. ويتحرك هؤلاء المتعصبين الشعبويين بدرجات مختلفة باتجاه أروقة السياسة التي كانت يوماً محتلة من قبل العسكر والذين يقفون هذه الأيام على هامش الأحداث، لكن كلا المجموعتين يعتبرون أصوليين ومتفقين على النظام الجديد المتشكل في صدر الإسلام، وبهذا يكون السلفيين لزوماً ليسوا مقاتلين والكثير منهم يرفضون العنف!!. جبهة الإصلاح: قمع حرية التعبير تعني معارضة الفن: في تونس شكل السلفيين حزب "جبهة الإصلاح" وقادوا عدة مظاهرات في مدن تونس "سيدي بوزيد" مثالاً، لكن في هذا الصيف هاجموا مراراً رموز حرية التعبير و أغاروا على معرض فني ودمروا محتوياته ووقفوا في وجه إجراء حفلات موسيقية وتمثيل الكوميديا السياسية. وفي العام الماضي في مصر صعد السلفيون من بين أحزاب غير معروفة تشكلت على وجه السرعة واستطاعوا أن يحجزوا 25% من مقاعد البرلمان وحلّوا في المرتبة الثانية بعد حزب الإخوان المسلمين الذي يبلغ عمره 84 عاماً. والجدير بالذكر أن نفوذ السلفيين الآخذ في التعاظم يجتاح الفورة السورية ولهم في الجزيرة والبحرين والكويت وليبيا واليمن وبين الفلسطينيين أحزاب أو فصائل تمثلهم. السلفيين أشد المعارضين للأقليات الدينية ولحقوق النساء: يعد السلفيين الطيف الإسلامي الوحيد الذي يتسارع تعاظمه ونموه، ويذّكر تنوع الإسلاميين في بداية القرن 21 بتنوع المجتمع في القرن 20، وهذا ويعرف أن السلفيين من أشد المعارضين للأقليات الدينية ولحقوق النساء. الوهابيين يسعون لمصادرة المستقبل: هناك شيء مشترك بين الجماعات السلفية المختلفة وهو الدفاع عن جبهة الوهابية الجناح المتعصب للإسلام السني في السعودية التي يعتنق شعبها الوهابية، والسلفيين هم وهابيون والوهابيين في الأصل هم سلفيين. الكثير من العرب وخاصة خارج منطقة الخليج العربي متوجسون من هذه القضية ويخشون من المساعي التي يبذلها الوهابيين بالتعاون مع السلفيين الذين دخلوا غمار السياسة حديثاً لمصادرة المستقبل والاستيلاء عليه (العمل نفسه الذي قاموا به قبل 30 عاماً بإنشائهم مدارس في جنوب آسيا والتي أوجدت بدورها حركة طالبان في أفغانستان). السلفيين أكثر تعصباً من الجماعات الإسلامية التي فازت في الانتخابات: تجاوز السلفيون الجماعات الإسلامية الكبيرة والمحدثة التي فازت في الانتخابات التي جرت في مصر وتونس والمغرب في وضع الخطوط الحمراء والتضييق على الحياة السياسية والشخصية، هذا وكان شعار أكثر الشعوب العربية هو العدالة لتشمل العدالة الاقتصادية والسياسية أيضاً، لكن السلفيون يعتبرون أن العدالة تتمثل في العفة وهي صفة لا تتغير ويمكن تطبيقها. عندما دخل الشيخ "محمد الكردي" إلى البرلمان المصري كعضو عن حزب "النور" السلفي قال لي: "لديكم خياران، الجنة أو نار جهنم" كما دعا هذا الحزب إلى الفصل بين الجنسين في المدارس والإدارات، وأخبرني أيضاً أن نتيجة لهذا الفصل يمكن للرجال أن يركزوا على عملهم وشرح لي أن "لا ضّير في أنك متواجدة معنا في هذه الغرفة الآن أنت ضيفتنا ونعرف لماذا أنت هنا، لكن أنت امرأة ونحن ثلاثة رجال ونريد الزواج بك" ربما استخدم كلمة زواج ليوصل معنى غير لائق. توجس الإسلاميين من السلفيين: يتخوف الإسلاميون الحداثيين كثيراً من السلفيين. حيث قال مؤسس حزب "النهضة" الحاكم في تونس "راشد الغنوشي": "يحاول السلفيين أن يجبروننا" وهناك جماعتين إسلاميتين تخوضان منافسة. قالت "محرزية العبيدي" المعاون الأول لرئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي والعضو في حزب النهضة: "يعارض السلفيون إعداد مسودة للدستور لأنهم يعتقدون أن القرآن هو الدستور". ويوسّع السلفيون الهوة بين الشيعة والسنة ويسعون إلى تحدي والتصدي "للهلال الشيعي" (المصطلح الذي استخدمه الملك عبدالله الأردني في 2004 أثناء الهجوم على العراق للدالة على الهلال المؤثر أي إيران الشيعية وحلفائها في المنطقة العراق وسوريا ولبنان). لكن اليوم تقبل هذه (الهلالات) المتعارضة بالمخاطرة بمستقبل المنطقة وجعل دولها وشعوبها تتصادم وتتقاتل. واشنطن كعهدها تدعم الحكومات الملكية الاستبدادية في الخليج العربي السعودية مثالاً: أخيراً استفاقت أمريكا بعد 60 عاماً من دعم الحكام المستبدين واختارت الترحيب بسلطة الشعب وما أفرزته التغييرات الانتخاباتية في تونس ومصر وليبيا والمغرب واليمن. لكن ماتزال واشنطن كما كانت تدعم الحكومات الاستبدادية في الخليج العربي كالمملكة السعودية وتتحمل وعود هؤلاء الضعيفة بإجراء إصلاحات وحتى أنها تتعهد لهم بدعمها وحمايتها. هناك إجماع بأن تكون السياسة الخارجية الأمريكية متفاوتة إما بذريعة الاحتياجات النفطية أو بحجة مواجهة إيران، لكن هناك مشكلة رهيبة تتعلق بارتباط مكانة أمريكا المستقبلية ودورها في معاقل هؤلاء السلفيين وأيديولوجيتهم المنحرفة حول النظام الجديد.
* تُرجم عن: اخبار روز- خبركزاري فارس
|
||
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |