شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-10-02 |
لماذا تريد قطر غزو سورية؟ |
الجمل- بيب ايسكوبار- ترجمة: رندة القاسم: أي ظهور ذاك للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إذ نادى التحالف العربي بغزو سورية و لا أقل من هذا فقال: ( من الأفضل للدول العربية نفسها التدخل بدافع واجباتها الدولية و الإنسانية و السياسية و العسكرية، و القيام بما يلزم لإيقاف سفك الدماء في سورية)، لقد أكد بأن الدول العربية تحمل "واجبا عسكريا" يدفعها للغزو. و الذي يقصده بالدول العربية هو ممالك النفط في مجلس التعاون الخليجي مع مساعدة ضمنية من تركيا التي تربطها بالمجلس اتفاقية إستراتيجية ذات نطاق واسع. يعلم الجميع في الشرق الأوسط أن الدوحة و الرياض و أنقره تقوم بتسليح و تمويل و تقديم الدعم اللوجستي على مستويات مختلفة للمعارضة السورية المسلحة العاملة على تغيير النظام. فهل يقوم الأمير الآن بإلقاء عظة عن الشكل العربي لمذهب R2P (مسؤولية الحماية) الذي وضعه آلهة التدخل الإنساني الثلاث: هيلاري كلينتون و سوزان رايز و سامانثا بوير؟ بلا شك هذه قفزة للحصول على مكانة في واشنطن، هذا و لم نتحدث عن أنقره و لا حتى باريس اذا أخذنا بعين الاعتبار مناداة رئيسها فرانسوا هولاند بحماية الأمم المتحدة ل "المناطق المحررة" في سورية. أما بالنسبة للحماس الإنساني للأمير، عدا ذاك الديمقراطي، فمن المهم أن نرى ماذا قال عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما، إذ وصفه ب "الشخص الجيد المؤثر" ، و رغم أنه لم يحقق إصلاحات هامة و لم تكن هناك خطوات كبيرة نحو الديمقراطية، غير أن ضخامة الناتج القومي للفرد تجعل التحرك تجاه الديمقراطية أقل إلحاحا. إذا افترضنا أن الأمير ليس معنيا تماما بتحويل سوريه إلى اسكندينافيا فان هذا يفتح الطريق أمام افتراض باعث آخر مرتبط بمصطلح "أنابيبستان". فيجاي براشاد، مؤلف : "الربيع العربي، شتاء ليبيا" ، كتب مؤخرا سلسة من المقالات حول سورية في Asia Times Online. و تلقى مكالمة هاتفية من خبير ذري يحثه فيها على البحث حول "مطامح قطر لتمرير أنابيب نفطها عبر أوروبا".و وفقا للمصدر فان " الطريق المفترض يمر عبر العراق و تركيا، و الدولة الأولى تشكل معضلة ، لذا من الأسهل بكثير الذهاب نحو الشمال (وعدت قطر الأردن بغاز مجاني). و حتى قبل أن ينهي براشاد تحقيقه، كان من الواضح ما ترمي إليه قطر، و هو قتل خط الغاز السوري- الإيراني- العراقي بكلفة عشرة مليارات دولار أميركي، الاتفاق الذي جرى بعد اندلاع "الانتفاضة" السورية. و هنا نرى قطر في منافسة مباشرة مع كل من إيران(كمنتج) و سوريه (المكان المقصود) و بمستوى أقل مع العراق (كدولة عبور). و من المهم تذكر أن طهران و بغداد تقفان و بشدة ضد التغيير في دمشق.و هذا الغاز سيأتي من القاعدة الجغرافية الجيولوجية ذاتها و هي حقل غاز الشمال، الأكبر في العالم، و الذي تتشارك به إيران و قطر. و إقامة أنابيب إيران-العراق-سورية تعني تمتين المحور ذي السيطرة الشيعية عبر حبل اقتصادي قوي. و من جهة أخرى قطر ستقيم أنابيبها عبر طريق لا يمر ب "الهلال الشيعي" ، حيث تكون الأردن هي المنتهى، و ستغادر الصادرات من خليج العقبة إلى خليج السويس و منه إلى المتوسط.و هذه ستكون الخطة (ب) المثالية ، حيث تغدو المفاوضات مع بغداد أكثر تعقيدا إضافة إلى حقيقة أن الطريق عبر العراق و تركيا أطول بكثير. واشنطن، و ربما الزبائن الأوربيون، سيكونون أكثر سرورا مع وجود مناورة "أنابيبستان" تتجنب "أنبوب الغاز الإسلامي".و بالطبع في حال تغيير النظام السوري، بمساعدة الغزو المقترح من قطر، فان الأمور ستصبح أكثر سهولة ، فالنظام الجديد الذي سيكون على الأرجح من الأخوان المسلمين سيرحب بالأنابيب القطرية، و هذا سيجعل التوسع تجاه تركيا أكثر سهولة. و ستكسب كل من واشنطن و أنقره، فالهدف الاستراتيجي للأخيرة هو أن تغدو ملتقى طرق الطاقة من الشرق الأوسط و وسط آسيا إلى أوروبا. أما واشنطن فان كل إستراتيجيتها المتعلقة بالطاقة في جنوب غرب آسيا، و منذ إدارة كلينتون، كانت تهدف إلى تجنب و عزل و إيذاء إيران بكل الوسائل الممكنة. و كل هذا يشير الى كون الأردن لاعبا أساسيا في لعبة السلطة الجيوسياسية الطاقية الوقحة التي تمارسها قطر. بل أن الأردن دعيت لتكون جزءا من مجلس التعاون الخليجي، رغم أنها ليست جزءا من الخليج الفارسي، و لكن ما المشكلة، إنها ملكية. من الأعمدة الرئيسية في السياسة الخارجية القطرية الدعم اللامحدود للإخوان المسلمين في أي مكان. و قد احتلوا الرئاسة في مصر، و هم أقوياء في ليبيا و ربما يصبحوا القوة المسيطرة في حال تغيير النظام السوري. و هذا يقودنا للحديث عن دعم قطر للأخوان المسلمين في الأردن. فالمملكة الأردنية الهاشمية الآن غير مستقرة، فهناك تدفق مستمر للاجئين السوريين ، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين من أتوا عبر موجات خلال المراحل الصعبة من الحرب العربية الإسرائيلية في 1948 و 1967 و 1973 ، و يوجد الجهاديون السلفيون الذين يقاتلون دمشق. و منذ أيام تم اعتقال أبو أسيد ، أما عمه فهو أبو مصعب الزرقاوي مسؤول القاعدة في العراق الذي قتل عام 2006.و كان أسيد على وشك العبور من الأردن إلى سورية. تورطت عمان في الاحتجاجات منذ كانون الثاني 2011، حتى قبل انتشار الربيع العربي و لم يستثنى الملك عبد الله المعروف بملك البلاي ستيشون و لا الملكة رانية الفوتوجونيك مدللة واشنطن و هوليوود. و الأخوان المسلمون ليسوا اللاعبين الوحيدين في موجة الاحتجاج، فهناك أيضا اتحادات و حركات اجتماعية, و معظم المحتجين أردنيين كانوا عبر التاريخ مسيطرين على كل مستويات بيروقراطية الدولة.غير أن الليبرالية الحديثة حولتهم إلى معدمين، اذ مرت الأردن بفترة خصخصة قاسية خلال التسعينات من القرن الماضي. و اليوم تعتمد المملكة الفقيرة على صندوق النقد الدولي و حسنات إضافية من الولايات المتحدة و مجلس التعاون الخليجي و الاتحاد الأوروبي. أما البرلمان فهو شيء تافه ذو سيطرة قبلية موالية للملكية.و حتى لا توجد إصلاحات تجميلية ، إذ تغير رئيس الوزراء في نيسان و لم يلحظ معظم الناس ذلك. في هذه المرحلة الصعبة تطالب الدوحة ملك البلاي ستيشون باحتضان حماس، و قطر هي من عزز اللقاء في كانون الثاني بين الملك و قائد حماس خالد مشعل الذي طرد من الأردن عام 1999.ما خلق التساؤل عند الأردنيين فيما إذا كانت المملكة ستستقبل موجة أخرى من اللاجئين الفلسطينيين. أما وسائل الإعلام العربية ، الواقع معظمها تحت سيطرة آل سعود، فقد غرقت في مقالات و افتتاحيات تتوقع في حال وصول الأخوان المسلمين إلى السلطة في دمشق، فان عمان ستكون التالية، و مع ذلك تلعب قطر في وقتها. فالأخوان المسلمون يريدون من الأردن أن تصبح ملكية دستورية، و من ثم سيسيطرون عليها سياسيا بعد إصلاحات انتخابية أمضى الملك عبد الله سنوات و هو يحاربها. بل إن الأخوان المسلمين الآن يعولون على دعم القبائل البدوية، التي لم يكن ولاؤها التقليدي للعرش الهاشمي مذبذبا كما هو الآن. لقد تجاهلت المملكة الاحتجاجات معرضة نفسها للخطر. و نادى الأخوان المسلمون بمظاهرة كبيرة ضد الملك في العاشر من تشرين الأول، و سيسقط العرش الهاشمي عاجلا أم آجلا. و لا يبدو من الواضح ما ستكون عليه ردة فعل أوباما، بعيدا عن صلواته لأجل عدم حدوث شيء هام قبل السادس من تشرين الثاني.أما بالنسبة لأمير قطر فانه يملك كل الوقت لأجل إسقاط أكبر قدر من الحكومات و إحلال الإخوان المسلمين بدلا عنها، و إقامة أكبر قدر من أنابيب النفط. *بقلم بيب ايسكوبار كاتب و صحفي برازيلي. عن The 4th Media الجمل: قسم الدراسات والترجمة
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |