شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-12-21
 

مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 9 و15 كانون الأول/ديسمبر 2012

نديم عبده

نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.

اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة: اليهود يشنون حملة "إستباقية" على مرشح مرجّح لتولي وزارة الدفاع الأميركية

يتوقع معظم مراقبي الحياة السياسية الأميركية أن يقوم الرئيس أوباما Obama بتعيين السيناتور جون كيلي John Kelly وزيراً للخارجية، والسيناتور السابق تشاك هاغل Chuck Hagel وزيراً للدفاع ضمن إدارته الجديدة التي ستتولى الحكم في ولايته الثانية التي تبدأ في كانون الثاني/يناير 2013 بعد فوزه بالإنتخابات الرئاسية الأخيرة، مع إحتمال أن يكون قد أُعلن عن هذين التعيينين لدى نشر هذا التقرير.

والواقع أن تعيين كيلي لا يثير أي إعتراض تقريباً عند اللوبيات اليهودية في الولايات المتحدة، وذلك بالنظر إلى أن كيلي المذكور – الذي كان مرشحاً للرئاسة الأميركية عن الحزب الديموقراطي في وجه الرئيس السابق جورج بوش الإبن سنة 2004 – يهودي الأصل (شقيقه عاد إلى الديانة اليهودية...) وكانت جميع مواقفه السياسية تقريباً متفقة مع الخط السياسي للوبي اليهودي.

على أن المسألة تختلف بالنسبة إلى تشاك هاغل، وذلك ليس لأنه إتخذ مواقف معادية لليهود أو للكيان الصهيوني "إسرائيل"، وإنما لأنه لم يبدِ حماساً كبيراً في نصرة اليهود، كما أنه إتخذ مواقف معتدلة من بعض قضايا الشرق الأوسط عندما كان سيناتوراً عن ولاية نيبراسكا (من الحزب الجمهوري). ويشتبه بعض اليهود بأن لدى هاغل نبرة من "العداء للسامية"، ويقولون أنه غير متحمس لقوة اللوبي اليهودي في أميركا.

ويأخذ اليهود على هاغل بصورة محددة:

- في أب/أغسطس 2006، كان هاغل واحداً من 12 عضوأً في مجلس الشيوخ الأميركي رفضوا التوقيع على عريضة تطالب الإتحاد الأوروبي بتصنيف حزب الله في لبنان على أنها "منظمة إرهابية".

- في تشرين الأول/أكتوبر، كان هاغل واحداً من أربعة أعضاء فقط في مجلس الشيوخ الأميركي رفضوا التوقيع على رسالة دعم للكيان اليهودي "إسرائيل".

- في تشرين الثاني/نوفمبر 2001، كان هاغل واحداً من 11 عضوأً في مجلس الشيوخ الأميركي لم يوقعوا على عريضة تطالب الرئيس جورج بوش الإبن بعدم لقاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "إلى أن تنهي القوات الفلسطينية أعمال العنف ضد ‘إسرائيل‘.

- في كانون الأول/ديسمبر 2005، كان هاغل واحداً من 27 عضوأً في مجلس الشيوخ الأميركي لم يوقعوا على عريضة تطالب الرئيس بوش الإبن بممارسة الضغوط على السلطة الفلسطينية لكي تمنع "المنظمات الإرهابية" من المشاركة في الإنتخابات في منطقة الحكم الذاتي المحدود.

- في حزيران/يونيو 2004، رفض هاغل التوقيع على رسالة تطالب الرئيس بوش الإبن بالتركيز على البرنامج النووي الإيراني أثناء مؤتمر قمة مجموعة "جي 8" G8 .

كما يأخذ اليهود على هاغل معارضته لسياسة فرض أميركا والبلدان الغربية عقوبات في وجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب سياستها النووية والمعادية لـ"إسرائيل". ومع هذا كله، يعتقد معظم المراقبين بأن الرئيس أوباما سوف يمضي قدماً بتعيين هاغل، خصوصاً وأن هذا الأخير عمل مستشاراً له في السياسات الخارجية إثر عزوفه عن الترشح مجدداً لإنتخابات مجلس الشبوخ سنة 2008 (قبل ذلك فاز هاغل في الإنتخابات لدورتين متتاليتين مع تحقيق نسبة عالية جداً من الأصوات)، وأن اليهود قد لا يجرؤون على الإعتراض بقوة على هذا التعيين بالنظر إلى أن لهاغل صداقات كثيرة في الكونغرس الأميركي في صفوف نواب وشيوخ الحزبين الجمهوري والديموقراطي. غير أنه ليس من المستبعد أبداً أن يلجأ اللوبي اليهودي إلى أسلوبه الإبتزازي المعروف بالكشف عن فضيحة ما قد تكون على صلة بهاغل أو بأوباما، وذلك إما لمنع تعيين هاغل وزيراً، أو لإجبار هاغل على إتباع نهج سياسي مناسب لليهود وللكيان الصهيوني في حال تم تعيينه وزيراً في نهاية المطاف...

شتراوس كاهين يجري تسوية مع الخادمة الزنجية التي حاول إغتصابها

تأكدت الأنباء التي كانت تتردد حول توصل الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي اليهودي الفرنسي دومينيك شتراوس كاهين Dominique Strauss-Kahn والخادمة الزنجية التي إتهمته بمحاولة إغتصابها في أحد فنادق نيويورك بأيار/مايو 2011. وقضت التسوية على ما يبدو بدفع شتراوس كاهين تعويضاً مالياً إلى الضحية مقابل تخلي هذه الأخيرة عن شكواها أمام المحاكم الأميركية.

ومن دون الدخول كثيراً في التفاصيل، فإن قبول شتراوس كاهين بالتسوية يأتي بمثابة إقرار منه بتهمة محاولة الإغتصاب الموجهة إليه، مع العلم أن اليهود يصرّون عادة على ملاحقة قضاياهم العدلية إلى أقصى حد ممكن، وذلك للتأكيد أنهم على حق، أو لتجنب دفع التعويضات لمن يدعي عليهم... مع التذكير بأن شتراوس كاهين كان مُتهماً بالتورّط في قضايا فضائحية أخرى في فرنسا، وأميركا.

اللوبي اليهودي في فرنسا: مدينة باريس تحتفل بعيد "الحانوكاه" اليهودي مع تجاهل الطابع المسيحي لعيد الميلاد المجيد

تشدد الدولة الفرنسية كثيراً على طابعها العلماني، وفي هذا السياق كثيراً ما تعمد السلطات المحلية أو الحكومية على تجاهل الطابع المسيحي لفرنسا، مثلاً عن طريق رفض إقامة زينة مغارة المسيح بمناسبة عيد الميلاد المجيد، أو وصف الإحتفالات المقامة بمناسبة عيد الميلاد إياه على أنها إحتفالات بمناسبة حلول فصل الشتاء...

والعمدة الإشتراكي للعاصمة الفرنسية باريس اللواطي بيرتران ديلانوي Bertrand Delanoë يُعتبر واحداً من أكثر المتحمسين للطابع "العلماني" بفرنسا، وهو الذي كان يمنع وضع زينة مغارات المسيح في الأسواق التجارية بمدينته.

على أن هذا الطابع العلماني للعمدة الإشتراكي اللواطي لم يمنعه هذه السنة من إضفاء طابع رسمي على إحتفالات عيد الأنوار اليهودي "الحانوكاه"، وذلك عن طريق إضاءة شمعداناً يهودياً عملاقاً في الجادة الرئيسية "شان دي مارس" Champs de Mars ، وذلك بحضور حشد من الشخصيات الفرنسية اليهودية، وغير اليهودية وإنما التابعة لجماعات اللوبي اليهودي، وقد بقي هذا الشمعدان اليهودي متلألئاً في الجادة طيلة أيام إحتفال اليهود بهذا العيد الخاص بهم وحدهم...

بكلام آخر، فإن العلمانية الفرنسية تسري على المسيحيين والمسلمين، وإنما ليس على اليهود، وإلاّ إعتُبر الأمر بمثابة "عداء للسامية"، على الأقل وفق منطق الإشتراكيين...

مال وأعمال: الإدعاء العام الأميركي يُطالب أخ شقيق برنارد مادوف عشر سنوات

لم تنتهِ قضية المختلس اليهودي الأميركي برنارد مادوف Bernard Madoff فصولاً، حيث أن تداعياتها القضائية ما زالت سارية حتى الآن. ومن آخر التطورات على هذا الصعيد أن هيئة الإدعاء العام في محكمة نيويورك الإتحادية طالبت بإصدار حكم يقضي بسجن بيتير مادوف Peter Madoff ، الأخ الأصغر لبرنارد، عشر سنوات لإشتراكه في عملية الإختلاس الكبيرة التي كانت تسري بطريقة "سياق بونزي" Ponzi scheme على مدى سنوات عديدة. ومن المقرر أن يصدر الحكم النهائي بهذه القضية في العشرين من كانون الأول/ديسمبر 2012.

وكان بيتر مادوف قد نفى في البداية علمه بممارسات أخيه الإختلاسية، وذلك على الرغم من أنه كان بمثابة ساعده الأيمن، ولكنه عاد وأقر بمسؤوليته في عملية الإختلاس في وقت لاحق مقابل التخفيف في العقوبة المفروضة عليه.

رفع دعوى جديدة على غولدمان ساكس

في سياق المسلسل اللامنتهي لفضائح الشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs، تقدم محامي أصحاب إحدى الشركات التي إشتهرت في تسعينات القرن العشرين في مجال البرمجة الكمبيوترية، وهي شركة "دراغون سيستمس" Dragon Systems بدعوى ضد غولدمان ساكس، متهماً إياها بإسداء مشورة مالية خادعة لها، ما أدى إلى أن أصحاب دراغون سيستمس تورطوا مع شركة بلجيكية، وأن هذه الشركة البلجيكية إنهارت بعد إتمام الصفقة معها، ما ألحق خسائر بالملايين من الدولارات الأميركية إلى المالكين الأصليين لدراغون سيستمس.

ومن دون الدخول كثيراً في أعماق تفاصيل الدعوى، فإن هذه القضية أتت لتؤكد مرة جديدة صحة أقوال الذين يؤكدون بأن غولدمان ساكس تُهمل مصالح زبائنها، ولا تهتم إلا بتحقيق أرباحها الخاصة، ولو أتت هذه الأرباح على حساب زبائنها بالذات في أحيان كثيرة.

ثقافة وإعلام:كاتب أميركي يتعرض للهجوم لأنه أتى على ذكر غولدمان ساكس

ذكر الكاتب والصحافي الأميركي مات تايبي Matt Taibbi المشهور لكونه ساهم في وضع كلمات لأغاني من فرقة الرولينغ سنون Rolling Stone أنه تلقى عدة رسائل إلكترونية تهاجمه وتتهده متهمة إياه بالـ"عداء للسامية". أما السبب، فهو أن تايبي المذكور قد وضع مؤخراً دراسة حول الإختلاسات التي كانت الأسواق المالية الأميركية مسرحاً لها في السنوات الأخيرة، وأتى فيها على ذكر ممارسات شركة غولدمان ساكس Goldman Sachs ، بطبيعة الحال، بالنظر إلى أن هذه الشركة اليهودية هي من أهم العاملين في القطاع المالي الأميركي.

المهم أن اليهود يكونون بهذا التصرف قد أقرّوا أن غولدمان ساكس تمثل أحد أهم رموز الهوية اليهودية في الولايات المتحدة، مع كل ما يستتبع هذا التصنيف من إنعكاسات على صعيد الرأي العام الأميركي الذي بات ينظر إلى تلك الشركة على أنها الرمز الأبرز للإختلاسات والألاعيب المالية القذرة...



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه