شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-01-19
 

مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 6 و12 كانون الثاني/يناير 2013

نديم عبده

نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.

اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة: نحو تقبل اليهود تعيين تشاك هاغل وزيراً للدفاع، على أن ثمة تساؤلات كثيرة

كما كان متوقعاً، عين الرئيس الأميركي باراك أوباما Barack Obama العضو السابق في مجلس الشيوخ تشاك هاغل Chuck Hagel وزيراً للدفاع، وكما كان متوقعاً ايضاً، إرتفعت أصوات كثيرة تندد بـ"العداء للسامية" عند الوزير الجديد، وذلك على خلفية بعض مواقفه وتصريحاته السابقة غير المتماشية تماماً مع مسار سياسات اللوبي اليهودي – مثلاً لجهة مجرد تسمية هاغل هذا اللوبي بأنه بمثابة "لوبي يهودي". ومن المحتمل أن يتعرض هاغل لمساءلة قاسية أمام اللجان المختصة قبل أن يقرّ مجلس الشيوخ الأميركي تعيينه وزيراً، أو أن يرفضه طبقاً للأحكام دستور الولايات المتحدة.

على أن معظم المراقبين يتوقعون أن يوافق مجلس الشيوخ هذا على هذا التعيين في نهاية المطاف، مع تنويه العديد من المراقبين إلى أن الجناح اليميني في اللوبي اليهودي الأميركي، أي منظمة "إيباك" Aipac لم يشنّ حملة مركزة وعنيفة ضد هاغل، وأن بعض يهود أميركا بادروا إلى المدافعة عنه...

وهناك عدة عوامل قد تفسر هذا "الإعتدال اليهودي" غير المعهود كثيراً في السياسات الأميركية، ويمكن تلخيصها بالآتي:

· لقد أثار إعتراض بعض اليهود – وأيضاً بعض الليبراليين الأميركيين بسبب مواقف هاغل المحافظة – على تعيين وزير الدفاع الأميركي الجديد ردّات فعل عنيفة من قبل العديد من الأميركيين الذين رأوا فيها تدخلاً غير مقبولاً في السياسات الداخلية الأميركية من قبل طرف تابع لجهة خارجية، أي الكيان اليهودي "إسرائيل".

· لقد أدت ردّات الفعل تلك إلى قيام حملات شعبية إرتدت شكل تنظيم العرائض والمطالبة بمنع الجهات الخارجية من التدخل في السياسات الأميركية، وبصورة خاصة من جانب الذين يحملون جنسية أخرى إلى جانب الجنسية الأميركية، وتحديداً الجنسية "الإسرائيلية".

· هذه الحملات وردات الفعل تدخل في سياق الوعي المتزايد إزاء خطر اللوبي اليهودي من جانب الرأي العام الشعبي في الولايات المتحدة، علماً بأن هذا الوعي بدأ يبرز منذ 2008، إبان نشوب الأزمة المالية التي كان كبار المرابين والمضاربين اليهود أهمّ المتسببين لها، ومن هنا فإن يهود أميركا قد يكونوا أدركوا خطورة تنامي الشعور الشعبي المعادي لهم على مستقبل مكانتهم ونفوذهم على الولايات المتحدة، ما جعلهم يعتبرون أن من الأفضل بالوقت الراهن إعتماد موقف أكثر تواضعاً low profile .

· على أن المرجح ان للـ"تواضع اليهودي" هذا أسباب أخرى أيضاً قد تكمن في أن للوزير تشاك هاغل إرتباطات وثيقة مع عدة مصارف وشركات مالية عاملة بالولايات المتحدة، بعضها أجنبي وبعضها أميركي بهودي، بما في ذلك أن هاغل كان مديراً في الشركة المالية "وولفنسوهن وشركاه" Wolfensohn & Company المتخصصة بالإستثمار في البلدان النامية، والتي أنشأها الرئيس السابق للبنك الدولي اليهودي الأميركي جيمس وولفنسوهن James Wolfensohn . من هنا فقد يكون لليهود عدة أدوات تتيح لهم ممارسة الضغط على هاغل تتراوح بين الترغيب المالي، وربما الترهيب في حال كانت قد حصلت مخالفات ما لدى أداء هاغل أعماله في الشركات المالية... من غير أن تكون تلك المخالفات، في حال حصولها، كبيرة بالضرورة، على أن الإعلام اليهودي الأميركي كفيل بتضخيم كل شيء عندما يجد مصلحته في هذا، تماماً كما كان قد جرى تضخيم بعض المخالفات البسيطة التي كان قد إتهم نائب الرئيس الأميركي السابق سبيرو أغنيو Spiro Agnew بارتكابها، ما أدى لاضطراره إلى تقديم إستقالته من هذا المنصب سنة 1973، علماً أن أغنيو كان قد تجرّأ على التنديد بهيمنة اللوبي اليهود على الإعلام الأميركي...

بالمختصر، يمكن إعتبار أن مجرد تعيين تشاك هاغل رغم المعارضة المسبقة الشديدة من جانب اللوبي اليهودي تشكل أمراً إبجابياُ ينمّ عن حصول بعض التراجع في نفوذ اللوبي اليهودي الأميركي، على أن هذا التطور لا يعني أبداً أن وزير الدفاع الأميركي الجديد هو صديق للعرب ومعادٍ لليهود، حيث أن هذا الوزير قد يكون خاضعاً لهم بطريقة ما – خصوصاً لجهة قدرة اللوبي اليهودي على إبتزازه، وهو أمر لا نتمناه له شخصياً ولا لأميركا بصورة عامة، بطبيعة الحال – ومن هنا لا بد للجهات العربية الواعية من التعامل مع هاغل، في حال تم إقرار تعيينه بمجلس الشيوخ كما هو مرجح، بحذر شديد، أسوة بما يجب أن تكون الحال عليه مع سائر كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، إذ من النادر جداً أن يتمكن شخص غير خاضع لمشيئة اللوبي اليهودي من تبوء مركز رفيع في الولايات المتحدة...

نحو إنبعاث ظاهرة حركة "حفلات الشاي" في الحزب الجمهوري الأميركي

قبل نحو ثلاثة أعوام، برزت على المسرح السياسي الأميركي ظاهرة "حركة حفلات الشاي" Tea Party (حفلات الشاي المقصودة ليست لها أية علاقة يـ"حفلات الشاي" التقليدية التي تقام للمناسبات الإجتماعية، وإنما سميت كذلك إشارة إلى إنتفاضة شعبية ضد الإستعمار البريطاني لأميركا عُرفت بهذا الإسم وقامت بمدينة بوسطن سنة 1773 إستنكاراً لفرض بريطانيا رسم مالي على الشاي، وكانت هذه الإنتفاضة من أبرز العوامل التي أدّت إلى نشوب حرب الإستقلال الأميركية سنة 1776) والتي كانت ظاهرة شعبية يمينية الطابع تدعو إلى التخفيف من القيود الحكومية المفروضة على الحياة اليومية للأميركيين. وقد حققت هذه الحركة بعض النجاحات ضمن صفوف الحزب الجمهوري سنة 2010، قبل أن يتم "إستيعابها" من جانب السياسيين التقليديين في هذا الحزب بمناسبة إنتخابات 2012، وذلك إلى الحدّ الذي حمل العديد من المراقبين إلى توقع زوال كامل للظاهرة.

على أن الهزيمة التي مُني بها الحزب الجمهوري في الإنتخابات الأخيرة قد تبعث الروح إلى الحركة برأي عدد من العالمين في السياسات الأميركية، وذلك بالنظر إلى أن التيار التقليدي المحافظ في الحزب الجمهوري قد أثبت فشله في إلحاق الهزيمة بالحزب الديموقراطي والرئيس أوباما. وتشير المعلومات إلى أن بعض أركان الحركة أخذوا يعيدون تنظيم صفوفهم، وأن الإتجاهات الرئيسية لحركة "حفلات الشاي" تتلخص بالتخفيف من القيود الحكومية على حياة المواطنين، والتركيز على السياسات التي تنعكس مباشرة على الحياة اليومية للأميركيين، مع التخفيف من طغيان السياسات الخارجية للولايات المتحدة. ويؤكد المراقبون أن هذه الإعادة لـ"تموضع" السياسة الأميركية نحو الداخل تعني حتماً تخفيف الدعم الأميركي اللامحدود للكيان اليهودي "إسرائيل"، وهو ما يتماشى على كل حال مع مسار الرأي العام الشعبي الأميركي في السنوات الأخيرة...

مال وأعمال : أي آي جي اليهودية ترفع دعوى على الإدارة الأميركية

أفادت الأنباء بأن المجموعة المالية اليهودية الأميركية أي آي جي AIG المتخصصة بصورة رئيسية في عمليات التأمين كانت تدرس بتمعن إمكانية رفعها دعوى قضائية ضد الدولة الأميركية بحجة أن الشروط التي فرضتها الدولة الأميركية لتعويمها إبان الأزمة المالية لعام 2008 كانت مجحفة جداً بحقها...

وقد أثار هذا المشروع لرفع الدعوى إسنتكاراً شديداً في جميع الأوساط بالولايات المتحدة، بالنظر إلى أن القرض الذي تلقته "أي آي جي" من الخزينة الأميركية سنة 2008 هو الذي أنقذها من إفلاس كان يبدو محققاً في حينها، مع العلم بأن العديد من الأميركيين كانوا يفضلون لو أن الدولة الأميركية لم تتدخل وتترك "أي آي جي" تزول بكل بساطة...

وأمام إرتفاع الأصوات المنددة بوقاحة الشركة اليهودية، عاد مجلس المدراء فيها وقرر التخلي عن هذا المشروع، على أن المجموعة قررت التقدم بشكوى أخرى ضد الدولة الأميركية أقل إثارة للرأي العام، ذلك أنها تتعلق بنقطة تفصيلية على صلة بشروط تعويمها مصرف "بنك أوف أميركا" Bank Of America سنة 2008 أيضاً، وذلك ربما على أمل تحصيل بعض الأموال من دافعي الضرائب دون فضيحة... وبعد ذلك يتساءل بعض الساذجين عن الأسباب الكامنة وراء تكوّن الثروات اليهودية الطائلة...

اللوبي اليهودي بفرنسا: يهود فرنسا يطالبون "تويتير" بخرق سرية هوية المشتركين لديها

رفع إتحاد الطلاب اليهود بفرنسا UEJF ، ومعه ثلاث جمعيات يهودية أو خاضعة لنفوذ اللوبي اليهودي في هذا البلد، دعوى قضائية ضد موقع "توتير" Twitter الشهير على الإنترنت، وذلك بعد أن رفض الموقع المذكور محو "تغريدات" twits معادية لليهود من قبيل "يهودي جيد هو يهودي ميت" un bon juif est un juif mort ، حيث تبين أن هذه الـ"تغريدة" كانت ثالث أكثر تغريدات تويتير شعبية بفرنسا... وقد طالبت الجهات اليهودية المدعية تويتير بكشف هوية الذين نشروا هذه التغريدة المعبّرة عن حقيقة مشاعر الفرنسيين إزاء اليهود، وقد رفض الموقع الخضوع لهذا المطلب بالنظر إلى أنه – أي موقع توتير- أميركي الجنسية، وأن الدستور الأميركي يؤمن حرية مطلقة للتعبير للتابعين له.

وقد تدخل بعض الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة الفرنسية ولدى الحزب الإشتراكي الفرنسي الحاكم لدى موقع تويتير، محاولين إقناعه بالخضوع الطوعي للمطالب اليهودية الفرنسية، على أن توتير تمسكت بسياستها الثابتة القاضية بعدم وقف أي حساب إشتراك لديها، إلا في حال كان هذا الحساب يخرق القوانين الأميركية المرعية الإجراء، أو في حال صدور أمر قضائي بهذا الصدد.

ومن المقرر مبدئياً صدور الحكم الفرنسي عن هذه الشكوى اليهودية في الرابع والعشرين من كانون الثاني/يناير الجاري.

تكنولوجيا المعلومات : مدن ملاهي ديزني لاند تتجسس على روادها

نباشر مدن الملاهي المعروفة بـ"ديزني لاند" Disney Land في موسم ربيع 2013 تقديم روادها "سواراً سحرياً" باسم "ماي مادجيك +" MyMagic + يخزن جميع المعلومات الخاصة بالبطاقة الإئتمانية لحامله، بحيث يستطيع مرتدي السوار سداد ثمن كل ما يبتاعه في مدن الملاهي تلك بواسطة بطاقته بصورة مباشرة، ودون حاجة إلى سحب أموال نقدية. ويتم تخزين جميع البيانات المتعلقة بالعمليات المالية تلك في الأنظمة الكمبيوترية العائدة إلى مجموعة ديزني، وذلك من أجل تأمين خدمات أفضل وأكثر دقة للزبائن من الناحية المبدئية. على أن الخبراء في الشؤون المعلوماتية يتخوفون من أن يكون هذا "السوار السحري" أداة جديدة من أدوات التجسس على الحياة الخاصة للمستهلكين، على نحو شبيه بما تقوم به غوغل Google اليهودية بصورة خاصة...

والمعروف أن معظم من يتولى إدارة مجموعة والت ديزني Walt Disney Group من اليهود، ولو أن عدداً من كبار المساهمين فيها ليسوا يهوداً، بمن فيهم بعض العرب من كبار الأثرياء...


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه